دخلت إيطاليا أزمة سياسية، بعدما تخلى جوزيبي كونتي، رجل القانون الذي لا يملك خبرة سياسية، عن تكليفه تشكيل حكومة ائتلافية، متشككة بالاتحاد الأوروبي، بين حزبي الرابطة اليميني المتشدد و«حركة 5 نجوم» الشعبوية، بسبب رفض رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا تولي الخبير الاقتصادي باولو سافونا (81 عاماً)، المعارض الصريح لليورو والاتحاد، منصب وزير الاقتصاد. وكلف ماتاريلا، أمس، رسمياً المدير السابق في صندوق النقد الدولي، رجل الاقتصاد المؤيد للتقشف كارلو كوتاريلي (64 عاماً)، الملقب بـ «السيد مقص»، تشكيل حكومة تكنوقراط، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع الأسواق المالية، في ظل أنباء بأن اقتصاد إيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، لن تقوده حكومة معادية للعملة الموحدة. وقال كوتاريلي، في بيان عقب لقائه الرئيس، إنه سيبدأ فوراً تقديم قائمة الوزراء، تمهيداً لطلب ثقة مجلسي البرلمان، موضحاً أن حكومته ستقوم، حال نيلها ثقة البرلمان، بصياغة مشروع الموازنة العامة، والمضي في تطبيقها حتى نهاية العام الحالي، وإجراء انتخابات تشريعية جديدة. وأضاف أن الحكومة ستقدم فوراً، في حال عدم حصولها على ثقة البرلمان، استقالتها إلى رئيس الجمهورية، لتتولى تصريف الأعمال الجارية تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة بعد أغسطس المقبل. واتهم زعيم «الرابطة» ماتيو سالفيني وزعيم «5 نجوم» ماريو دي لويجي، الرئيس ماتاريلا بخيانة الدستور، مطالبين بعزله، وإجراء انتخابات جديدة في أقرب وقت ممكن. ونددت زعيمة «الجبهة الوطنية» الفرنسية (يمين متطرف) مارين لوبن، أمس، بـ«انقلاب الاتحاد الأوروبي في إيطاليا».
مشاركة :