أشارت الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة دلال بخش أثناء حديثها للحضور في الصالون الثقافي النسائي بالنادي الأدبي مساء أمس الأول، إلى أن السبب في عدم وجود أمة مترفة ثقافيًا يعود لعدم وجود الترف الحضاري والفكري في جميع جوانب حياتها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها، مؤكدة بذات الوقت على أن مشكلة الثقافة العربية وفقد الإبداع يعود إلى فقدان الأساسيات المكملة لها، وتتساءل بقولها: إذا كانت اللغة العربية تعاني كل المعاناة وذلك لأن أهلها وأبناءها عازفون عنها وغير راغبين في القراءة أو الحديث بها، فمن أين سيأتي الإبداع؟. واشارت في حديثها إلى كونها لم تعمل على البحث والتنقيب عن الجلياني ومخطوطاته لوحدها فقط لتنتج كتابها الأخير «الشعر المجسّد بصريًا.. قراءة في ديوان التدبيج للجلياني» والذي يعد كموسوعة حديثة لما مضى من التاريخ الإبداعي، حيث شاركها في ذلك مجموعة من الخبراء في ذلك ومن ضمنهم البروفيسور كمال أبو ديب. واستكملت الدكتورة بخش حديثها بتوضيح معنى الشعر المجسّد بصريًا، وهو ما يُعنى به النص الفني التشكيلي الذي تصبح فيه القصيدة مرسومة في هيئات مختلفة، وذلك لإضافة حواس أخرى لتذوق الشعر، ولتكشف أن أسباب ظهور مثل هذا الفن في الثقافة العربية يعود إلى عدة أسباب محتملة، ومنها: قد يعود إلى الخط العربي وكذلك تطوّر المعمار الإسلامي في الأندلس، ولتضيف بقولها: إن رائد الفن الإبداعي في هذا المجال هو عبدالمنعم ابن عمر الأندلسي وهو رجل مغمور لم يُسمع به ولم يُكتب عنه من قبل وذلك لكونه ولد في جليانة بالأندلس فهو من اختار نمط المدبجة ليسميها بمسماها هذا، وأن سبب كتابة الجلياني لهذا الكتاب يعود إلى افتتانه بفكره الإبداعي غير المسبوق إلى جانب تقديمه تشريفا وتكريما للسلطان صلاح الدين الأيوبي لصفاته وبطولاته. ولتذكر من بعدها معنى المدبجة وهي القصيدة المرسومة والتي تُعتبر من أرقى أنواع الشعر المجسّد بلا منازع. من جانبها، أكدت مديرة اللقاء نبيلة محجوب أثناء تقديمها للمحاضرة بأن هذا اللقاء هو بمثابة دعوة للفرح البعيد عن الظروف السياسية التي تعاني منها جل البلاد العربية، وذلك من خلال استعراض النصوص الشعرية الإبداعية التي ألقاها في قديم الزمان العديد من خريجيها من الأدباء والمثقفين العرب. هذا وقد شارك في الحضور للأمسية مجموعة كبير من عضوات الصالون الثقافي وسيدات المجتمع من الأكاديميات والمثقفات. المزيد من الصور :
مشاركة :