تمتلك دولة قطر وشقيقتها دولة الكويت واحدة من أقوى العلاقات الاستراتيجية الثنائية في منطقة الشرق الأوسط المتأزمة، والتي تموج بالاضطرابات بسبب «السياسات المتهورة بالمنطقة»، حسب ما وصفها الدكتور ماجد الأنصاري أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر.تأتي الزيارة الأخوية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى دولة الكويت الشقيقة، والتي يلتقي خلالها أخاه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، لتتوّج جهوداً من التواصل والتنسيق على الأصعدة كافة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، بل وفي مجالات العمل كافة على مدار الأشهر الماضية. ويشير الدكتور الأنصاري، لـ «العرب»، إلى أن الزعيمين العربيين تميم بن حمد آل ثاني وصباح الأحمد الجابر، يتمتعان -عربياً وعالمياً- بمناصرة قضايا الشعوب العربية والإسلامية، موضحاً أن الحراك الفلسطيني للدفاع عن هوية القدس والقضية الفلسطينية وحق العودة انطلق من دولة الكويت الشقيقة، وأيدته بشدة دولة قطر وصاحب السمو، ليكتسب زخماً جديداً عربياً وعالمياً. وأضاف: «كما تنظر الشعوب إلى الكويت والدوحة باعتبارهما نصيرين لهذه القضايا الإنسانية»، حيث يرى الأنصاري أن علاقة قطر والكويت، فضلاً عن أنها تاريخية وقديمة، فهي علاقة خاصة تقوم على 3 أسس، الأول: علاقة الشقيقين التاريخية وما يجمعهما من قيم مشتركة. والثاني: المصير المشترك في هذه المنطقة المتأزمة بسبب ما وصفها بـ «السياسات المتهورة» للبعض، وبالتالي تعمل الدوحة والكويت على حفظ الأمن وإرساء دعائم التعاون. أما الثالث: فهو الرؤية المشتركة لقضايا المنطقة، والتي تقوم على دعم الشعوب. ويتمتع صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، باحترام وتقدير بالغين في دولة قطر على مستوى القيادة وعلى المستوى الشعبي؛ نظراً لتتويج دور الكويت، وتدخّلها الإيجابي الأخير وسيطاً لحل الأزمة الخليجية، والحرص على الوحدة الخليجية والمصير المشترك لشعوب الخليج العربي. قطر حكومة وشعباً تقاسم الكويت الأفراح تحرص دولة قطر، حكومة وشعباً، على المشاركة في مختلف الاحتفالات الكويتية، وعلى رأسها اليوم الوطني لدولة الكويت، والذي انطلق في فبراير الماضي. ويقول سعادة أحمد بن عبدالله آل محمود رئيس مجلس الشورى، إن العلاقات ما بين البلدين قديمة ومتجذرة وقوية، كما أن العلاقة بين الشعبين مشرّفة وتمتد عبر التاريخ. وأضاف أن المواقف المشرّفة لدولة الكويت لا تتعلق فقط بالقضية الخليجية، بل حتى بالقضايا الإنسانية. وحينما سُمّي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بـ «أمير الإنسانية»، فهو بالفعل أمير للإنسانية قولاً وفعلاً. كما يقول سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية: «نبادل أشقاءنا في الكويت فرحتهم بأعيادهم الوطنية، ونشيد بالمواقف المشرّفة لدولة الكويت وجهود الوساطة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لإيجاد حل للأزمة الخليجية»، مشيراً إلى أن أهل الكويت دوماً هم أهل وإخوة لنا، نعتز بهم، ونأمل أن تُتوّج جهود صاحب السمو بحل الخلافات الخليجية وعودة الألفة للبيت الخليجي. كما شاركت دولة قطر في احتفالية ملتقى السلام لـ «تكريم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رجل السلام قائد العمل الإنساني»، بالجامعة العربية. وفي المقابل، اقتسمت دولة الكويت الشقيقة الإنجازات والأفراح مع شقيقتها قطر. فقد حل سعادة الشيخ علي جراح صباح الصباح -وزير شؤون الديوان الأميري بدولة الكويت، ممثل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة- ضيفاً عزيزاً على الدوحة، للمشاركة في حفل الافتتاح الرسمي لمكتبة قطر الوطنية. أكبر تبادل للزيارات على مدار الستة أشهر الماضية على مدار الأشهر الستة الماضية، تسلّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عدداً من الرسائل الخطية من أخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة. كما بعث سمو الأمير المفدى رسائل خطية إلى أخيه الشيخ صباح الأحمد الصباح، تتعلق بالعلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين، وآخر مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. وتسعى دولة الكويت الشقيقة إلى حلحلة الأزمة الخليجية التي بدأت منذ عام تقريباً، في ظل تقدير من دولة قطر، التي تؤكد على أهمية الوساطة الكويتية، وتثمّنها عالياً، ولا أدل على ذلك من حضور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة الخليجية الأخيرة المنعقدة في دولة الكويت مع ضعف تمثيل دول الحصار خلالها. كما شهدت العلاقات القطرية-الكويتية، على مدار الأشهر الستة الماضية، أكبر تبادل للزيارات الدبلوماسية والتنسيق في مختلف القضايا، بدأت منذ يناير الماضي خلال استقبال صاحب السمو أمير الكويت لسعادة الدكتور خالد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع. كما شهدت استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفداً كويتياً برئاسة سعادة السيد خالد ناصر الروضان وزير التجارة والصناعة، ووزير الدولة لشؤون الشباب، لتقديم الشكر لسمو الأمير المفدى على ما قدّمته دولة قطر من دعم ومساندة للرياضة الكويتية، ساهما في رفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الإيقاف عن كرة القدم الكويتية. كما شهد شهر يناير الماضي استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمعالي الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بدولة الكويت الشقيقة، والوفد المرافق له للبلاد للمشاركة في تخريج دفعة جديدة من كلية أحمد بن محمد العسكرية، وهي الدفعة التي شهدت تخريج عدد من الضباط الكويتيين. وفي أبريل الماضي، استقبل صاحب السمو أمير دولة الكويت، سعادة الدكتور محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حاملاً رسالة خطية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. 9% نسبة ارتفاع التبادل التجاري التبادل التجاري بين دولة قطر ودولة الكويت الشقيقة ارتفع بنسبة حوالي 9% خلال العام 2017، حيث بلغ نحو 2.5 مليار ريال (نحو 687 مليون دولار). وواردات قطر من الكويت شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال العام الماضي، إذ بلغت قيمتها نحو 789.6 مليون ريال (نحو 217 مليون دولار)، مقابل 634.2 مليون ريال (173.6 مليون دولار) في عام 2016، بنمو نسبته 25%. والشركات الكويتية ساهمت في مد السوق القطري بجزء مهم من احتياجاته منذ بدء الحصار الجائر في منتصف العام الماضي. والعديد من الشركات القطرية أجرت مباحثات مع نظيرتها الكويتية، لإبرام تحالفات تجارية واستثمارية لتأسيس مشروعات جديدة في البلدين الشقيقين، وبما يخدم الجهود المبذولة لتعزيز التجارة البينية. علاقات متجذرة عسكرياً وتعليمياً تصطبغ العلاقات العسكرية والتدريبية بين البلدين بصبغة أكثر خصوصية، حيث تشارك القوات المسلحة القطرية في العديد من التمارين والتدريبات بدولة الكويت الشقيقة، كما تشارك القوات المسلحة الكويتية نظيرتها القطرية في التدريبات بالدوحة. وتخرّج عدد كبير من الضباط الكويتيين، هذا العام، في مختلف الكليات العسكرية القطرية، من بينها كلية أحمد بن محمد العسكرية، والتي تحتل نصيب الأسد في دراسة الضباط الكويتيين بها بعدد 85 مرشحاً كويتياً، كما يدرس الضباط والمرشحون الكويتيون في كلية الزعيم الجوية. كما يتلقى الطلاب الكويتيون التعليم في مختلف المراحل التعليمية، وخاصة طلبة البكالوريوس والدراسات العليا في مختلف التخصصات والجامعات في قطر.;
مشاركة :