مسجد جواثا التاريخي في الأحساء ثاني مسجد صليت فيه الجمعة

  • 5/29/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر مسجد جواثا أحد المساجد التاريخية المشهورة في محافظة الاحساء، وهو ثاني مسجد صليت فيه صلاة الجمعة في الإسلام، بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقع المسجد على بعد نحو 20 كيلومترا باتجاه الشمال الشرقي لمدينة الهفوف، وبني هذا المسجد أول مرة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ قام ببنائه (بنو عبدقيس) الذين كانوا يسكنون الأحساء آنذاك. ولا تزال قواعد هذا المسجد قائمة إلى وقتنا الحالي. ويعود تاريخ المسجد إلى بداية العصر الإسلامي، إذ كانت تقطن المنطقة قبيلة بني عبدالقيس، الذين كان لهم السبق في اعتناق الإسلام والعمل بتعاليمه والجهاد تحت رايته. إذ يذكر أن حاكم عبدالقيس المنذر بن عائد، الملقب بالأشج، فور علمه بظهور محمد صلى الله عليه وسلم أوفد رسولا إلى مكة لاستجلاء الأمر. وحين وصل بالعلم اليقين أسلم، وأسلم جميع أفراد قبيلتهأ وأقام مسجد جواثا. وذكرت جواثا في معظم الكتب التاريخية، إذ ذكرها الهمداني في وصفه جزيرة العرب، وعدها مدينة بالبحرين (الأحساء حاليا)، وكذلك ذكرها البكري. واشتهرت في كتب التاريخ والجغرافيا والأدب بمدينة الرخاء. وعرف عن جواثا أنها مركز تجاري تقصدها القوافل التجارية وتعود منها محملة ببضائع التمور والمنتجات الزراعية والعطور، وربما كانت سوقاً تجارية ترد إليها تجارة جنوب الجزيرة العربية، لموقعها المميز، إذ تقع على طريق القوافل المتنقلة من الساحل إلى وسط الجزيرة العربية. واستمر عمرانها خلال الفترات الإسلامية المبكرة. ويقول الشيخ حمد الجاسر في كتابه «المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية» اختفاء آثار المسجد تعود إلى زحف الرمال، وعلى رغم وقوع جواثا في مرتفع من الأرض فإن الرمال المتموجة داهمت القرية من جهتها الغربية وغطت معظم منازلها، وأشار إلى أن طول المسجد يبلغ 20 ذراعا، وعرضه 10 أذرع، وعلى بعد 27 مترا من ناحية الشمال الغربي للمسجد يلاحظ وجود آثار قبة مدورة، يذكر أنها قبر لأحد الصحابة، وفي الجهة الغربية توجد عين جواثا، كما يوجد في الجنوب الغربي آثار مقبرة يعتقد أنها لعدد من الصحابة، الذين استشهدوا في حروب الردة في السنة الـ14 للهجرة، منهم الصحابي عبدالله بن سهيل بن عمرو، والصحابي عبدالله بن أبي... وقد تبنت مؤسسة التراث الخيرية ترميم المسجد ضمن «برنامج اعمار المساجد التاريخية» الذي بدأته بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ثم انضمت إليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وتكفلت الهيئة الملكية للجبيل وينبع نفقات ترميم المسجد، مع عدد آخر من المساجد التاريخية في المنطقة الشرقية، وانتهت مؤسسة التراث من ترميم هذا المسجد مطلع شهر ذي القعدة من عام 1430هـ ، وفق الأسس العلمية لترميم المباني الأثرية، وبإشراف فني من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأعدت المؤسسة دراسة معمارية تاريخية للمسجد، لتحديد نوعية الأسقف المستخدمة في البناء الأصلي، وشكل الأبواب والنوافذ، وبعد ذلك قامت بإعادة بناء الأجزاء المُنهارة من المسجد، وترميم بقية الأجزاء، بما يحفظ للمسجد أصالته، ويبقيه على هيئته الأولى قدر المستطاع، ليظل محتفظاً بطابعه المعماري. ويهدف «برنامج إعمار المساجد التاريخية»، الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، وأطلقه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عام 1418هـ، من خلال مؤسسة التراث الخيرية، إلى ترميم المساجد الخيرية وتوثيق تاريخها وإعادة الحياة والصلاة إليها.

مشاركة :