أصبحت ليبيا منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي في 2011، بلدا مفتتا تنتشر فيه عدة قوى متنافسة مدعومة من مجموعات أو فصائل تخوض صراعا محتدما للسيطرة على البلاد. وتعهد الفاعلون الرئيسيون الأربعة في الأزمة، الثلاثاء، في باريس، بالعمل معا من أجل تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في 10 ديسمبر/كانون الأول 2018. فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، والمنبثقة عن الاتفاق الموقع بين الأطراف الليبية نهاية 2015 في الصخيرات في المغرب برعاية الأمم المتحدة. باشرت هذه الحكومة مهامها في مارس/آذار 2016، لكن دون أن تنال ثقة البرلمان، الذي مقره في شرق البلاد ولازال يعارضها، وتلقى حكومة السراج، التي مقرها بالعاصمة طرابلس، دعما من ثلاث مجموعات مسلحة قوية مكلفة أمن العاصمة وضواحيها، ولا تلقى حكومة الوفاق الوطني إجماعا في البلاد حتى وإن أعلنت عدة مدن في غرب ليبيا ولاءها لها. خالد المشري وهو رئيس مجلس الدولة (مجلس استشاري – نوع من مجلس الشيوخ) ومقره في طرابلس، وهذه المؤسسة الاستشارية منبثقة أيضا عن اتفاق الصخيرات، وهو مكون في غالبيته من أعضاء سابقين في المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق المنبثق عن انتخابات 2012) وأعضاء هذا المجلس مناهضون للمشير خليفة حفتر. انتخب المشري، وهو من حزب العدالة والبناء- أخوان مسلمون، في بداية إبريل/نيسان رئيسا لمجلس الدولة خلفا لعبد الرحمن السويحلي السياسي النافذ في مدينة مصراتة. خليفة حفتر وهو الرجل القوي في شرق ليبيا، وقائد الجيش الوطني الليبي، الذي أعلنه، وتسيطر قوات حفتر على معظم مناطق الشرق الليبي والهلال النفطي على الحدود مع مصر، باستثناء درنة، التي تسيطر عليها جماعة إسلامية قريبة من تنظيم القاعدة، وللجيش الوطني الليبي وجود أيضا في جنوب ليبيا، خصوصا في الكفرة ونواحي سبها. وجيش حفتر مكون من ضباط سابقين في الجيش الليبي ومسلحين ومقاتلين لم يتلقوا تدريبا عسكريا من أفراد القبائل الحليفة وأيضا من سلفيي الصوفية. في 7 مايو/آيار شن المشير حفتر حملة لطرد المسلحين التكفيريين المتطرفين من درنة، ويتهم حفتر من معارضيه بالسعي إلى إرساء دكتاتورية عسكرية جديدة في ليبيا وبتلقي الدعم من الخارج. عقيلة صالح هو رئيس البرلمان الليبي المنتخب في 2014، هذه المؤسسة التي اضطرت لمغادرة العاصمة طرابلس لتستقر في طبرق (شرق)، وذلك إثر استيلاء فصائل فجر ليبيا على العاصمة الليبية. وعقيلة صالح هو قاض سابق، ويعول خصوصا على دعم قبيلته “العبيدات”، إحدى أقوى قبائل شرق ليبيا، ويقول المشير حفتر إنه يستمد شرعيته من البرلمان الليبي. يشار إلى أن المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق لعام 2012) احتج على إرساء البرلمان الجديد ورفض أن يفسح للنواب الجدد المجال. فاعلون آخرون يرى محللون ومراقبون، أن هناك الكثير من الفاعلين المهمين الأخرين الذين تم إبعادهم أو لم يمثلوا بشكل كاف في لقاء باريس. مصراتة قاطع ممثلو هذه المدينة، التي تضم سياسيين وميليشيات مسلحة قوية، لقاء باريس، وتعارض المجموعات المسلحة في هذه المدينة الواقعة بين طرابلس وسرت، المشير حفتر، لكنها منقسمة بين أنصار ومعارضي حكومة الوفاق الوطني. ولمجموعة مصراتة وجود في العاصمة طرابلس، وفي سرت، التي طردت منها مسلحي تنظيم داعش في نهاية 2017. الزنتان دعيت مجموعة الزنتان إلى اجتماع باريس، بحسب الرئاسة الفرنسية، وكانت هذه المجموعة طردت من طرابلس في 2014 لتنكفئ إلى مدينة الزنتان، الواقعة جنوب غرب ليبيا. وتعارض هذه المجموعة التيارات الإسلامية، ويعلن بعض من أعضائها بوضوح دعمهم للمشير حفتر، وتسيطر هذه المجموعة على حقول النفط في غرب البلاد. سرايا الدفاع عن بنغازي وهي مكونة أساسا من مسلحين من مصراتة ومسلحين إسلاميين طردوا من بنغازي بيد قوات حفتر. الأمازيغ وهم موجودون أساسا في مدن جادو ونالوت وزوارة ويسيطرون خصوصا على بوابتي العبور إلى تونس (راس جدير والذهيبة)، وهم يحتجون باستمرار على تهميشهم من السلطات الانتقالية. الطوارق يسيطرون خصوصا على الحدود مع الجزائر والجهة الغربية من النيجر. التبو موجودون في سبها والمنطقة الحدودية مع النيجر وتشاد وقسم من السودان.
مشاركة :