طالب شعراء مصريون، في الأمسية الشعرية الرمضانية الأولى، تحت عنوان «فؤاد حداد مسحراتي المحروسة»، في ذكرى مولده الـتسعين، وقد نظمتها لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة، في مصر، بضرورة ادراج «شعر حداد» في المناهج الدراسية المصرية.عضو لجنة الشعر أحمد سويلم، قال إن هذه الأمسية، تأتي بمثابة تكريم مستحق لشاعر كبير، لمع اسمه وتألق في سماء الشعر والإبداع. وتحدث مدير الجلسة عن عبقرية الشاعر الكبير فؤاد حداد، الذي يعد أحد أهم أعمدة شعر العامية المصرية على الإطلاق.وأوضح أنه بجانب كونه شاعرا عظيما، كان إنسانا راقيا محبا أخلص كل الإخلاص لحبه للإنسانية، وقد رحل فؤاد حداد عن عالمنا منذ أعوام وأعوام يتخطى مجموعها الثلاثة عقود؛ إلا أن أعماله الشعرية الفريدة فرضت وجودها بشكل لافت، وهو ما يتجلى في بصمته البارزة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من نسيج العامية المصرية والوجدان المصري.وأعرب عن سعادته بالاحتفاء بهذا الشاعر المبدع، الذي لو نطق النيل لسمعناه يلقي أشعار فؤاد حداد، شاعر العامية المصرية.وأشار الشاعر محمد بهجت، إلى شعوره بالسعادة الغامرة لاحتفاء لجنة الشعر بالشاعر الكبير فؤاد حداد، وأوضح أن من ينشأ على تلقي إبداعات هذه العبقرية الشعرية، لا يمكن أن يتطرف ليضحى عضوًا فاسدًا أو مُضرا للمجتمع، مؤكدًا أنه كان اقترح مسبقًا، بوصفه أحد أعضاء لجنة ثقافة الطفل بالمجلس، أن يتم الاختيار من أعمال فؤاد حداد الشعرية وتضمينها بالمناهج التعليمية، شريطة أن يتم هذا الاختيار بواسطة جهة تخصص مثل لجنة الشعر.وقال الشاعر أمين فؤاد حداد، الذي اختار أن يلقي قصيدة لوالده بعنوان: «سيد درويش»، مشيراً إلى أنها واحدة من قصائد ديوان: «من نور الخيال وصنع الأجيال في تاريخ القاهرة»، الذي كتبه فؤاد حداد عام 1969، وجاء هذا الديوان ردًّا على واقعة النكسة، ثم ألقى الشاعر أمين فؤاد حداد مجموعة من قصائد والده، مثل: «حيُّوا أهل الشَّام»، و«كان ومكانش»، إلى أن اختتم بقصيدة «طفل مش ناسى أبوه السجين»، مؤكدًا أن والده كتب هذه القصيدة إبان وجوده بمعتقله الأول.وتحدث الشاعر جمال فتحي، مؤكدًا أنه يحسد الشعراء الذين حالفهم حظهم للاقتراب من قامات رفيعة مثل فؤاد حداد الذي يعد شاعر شعراء العامية، فلا شك أن الاحتكاك الفكري والإبداعي بشكل مباشر مع تلك القامات، لا يقارن ولا يستشعر مدى قيمته إلا من حازه مثل الشاعر رجب الصاوي، الذي عاصر وترعرع أدبيًّا وإبداعيًا وسط قامات شعرية كبيرة، بل وأعمدة أساسية لشعر العامية المصرية مثل فؤاد حداد، وعقب انتهاء كلمته ألقى الشاعر جمال فتحي قصيدتي: «مذهب أغاني النديم»، و«نجيب الريحاني» لفؤاد حداد.وأوضح الشاعر بهاء جاهين، أنه سيلقي من أشعار فؤاد حداد، قصيدتي: «موال الشيخ سعيد»، و«الحلزونة»، لقربهما إلى قلبه وإعجابه الشديد بهما، وهما قصيدتان كلتاهما نُشرت في نفس الديوان، وعنوانه: «لا وانت الصادق: ديوان التسالي بالمزاج والقهر».واستمع الحضور لأغنية «في كل حيّ وَلد عِترة وصَبِيّة حنان»، كفاصل غنائي من كلمات المُحتفى به الشاعر فؤاد حداد، وبصوت الفنان محمد منير.وشهدت الأمسية فاصلا غنائيا للفنان زين العابدين محمد، الذي أطرب الحضور بغنائه بمصاحبة الطبلة لبعض المقاطع من «المسحراتي» الشهيرة لفؤاد حداد، ثم ألقى الشاعر رجب الصاوي قصيدة لفؤاد حداد بعنوان: «طلعت أدب نزلت أدب»، جاء فاصل لإلقاء شعري مُسجل بصوت الشاعر فؤاد حداد؛ لقصيدته: «البـُن».