ترامب في عيون الصحافة الفرنسية: رجل الحروب الفاشلة

  • 5/30/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

توقف أثناء إحدى خطبه وتساءل: من كتب هذه الفقرة؟.. أنا لا أوافق عليها! فشل فى قضية الشرق الأوسط وما زالت تنتظر منه خطة السلام اعتاد على «تصريحات فى الهواء» ووعود بلا طائل.عامان فى البيت الأبيض يكفيان بالنسبة للصحافة الفرنسية للوقوف عند حصيلة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وانعكاسات سياسته التى لم تتضح ملامحها بعد على الصعيد الأمريكى والدولي. وحسب الأقلام المختصة فى الشأن الأمريكى؛ فإن الرجل الذى يدعى التحكم فى «فن إبرام الصفقات» يمثل كارثة سياسية بجميع المقاييس.ومن هذا المنطلق يعيب مراسل واشنطن لصحيفة «لوموند» جيل باريس، على الرئيس الأمريكى بنبرة ساخرة سياسته الارتجالية وعدم وضوح مواقفه فى عديد القضايا، مؤكدا أن الرجل يقدم تصريحات فى الهواء ووعودا هشة للغاية سرعان ما تنكسر. واستدل الصحفى الفرنسى فى معرض تقريره عن حصيلة العامين فى البيت الأبيض بمعاناة أحد العاملين فى الإدارة الأمريكية الحالية والمكلف بتحضير القمة مع كوريا الشمالية؛ حيث لا يتسنى له الحصول على معلومة مفيدة فى الموضوع من قبل الرئيس الأمريكى سوى «سنرى جيدا ماذا سيحصل»، وهو الأمر الذى يثير «جنون مستشاريه» حسب جيل باريس، الذى تابع عن كثب حالة الأخذ والرد وعدم استقرار الرئيس الأمريكى على قرار واحد فيما يخص الملف الكورى الشمالي، ففيما تقرر إلغاء القمة الكورية- الأمريكية التى كانت ستعقد فى سنغافورة يوم ١٢ يونيو، لم يتسن لمستشارى ترامب التنفس حتى باغتهم بتغيير قراره واحتمال انعقاد القمة مع بيونج يانج. بيد أن المستشارين كانوا قد حضروا قائمة من الاتهامات تبرر بها واشنطن انسحابها من القمة التاريخية، وتؤكد فيها عدم احترام كوريا الشمالية لوعودها، لكن سرعان ما ذهبت القائمة إلى سلة المهملات مباشرة بعد تغيير ترامب لقراره. هذه ليست المرة الأولى التى يعانى فيها مستشارو ترامب؛ فقد سبق أن قام هذا الأسبوع فى خطاب له أمام العلن بالتساؤل حول من كتب له فقرة من كلمته التى ألقاها والتى لم يكن موافقا عليها، وكأنه يكتشف الخطاب لأول مرة. بل وفى خطاب له حول إصلاحاته الضريبية لم يتردد ترامب فى رمى ورقة خطابه فى الهواء تحت تصفيقات الجمهور، معتبرا أن الأمر ممل للغاية، وهو ما اعتبره الصحفى الفرنسى رمزيا لحال الخطاب الرئاسى فى البيت الأبيض. واختارت «لوبوان» عنوان «فن إبرام الصفقات، حقا؟» تتساءل فيه عن مدى نجاح ترامب فى ادعاءاته بيد أنه أجهض العديد من الرهانات. وذكرت الصحفية هيلين فيسار، أنه كان الأجدر على ترامب أن يطلق على كتابه تسمية «فن انعدام الصفقة»؛ حيث برز الرئيس الأمريكى بميوله إلى إلغاء الاتفاقيات المبرمة سابقا، وفشله فى التفاوض لصالح اتفاقيات جديدة وركزت الصحفية على مسار ترامب فى مجال الأعمال الذى لم ينجح فيه رغم الصخب الذى يثيره حوله فهو مليء بالصفقات الفاشلة والإفلاس حيث خسرت شركاته ملايين عدة. وتلاحظ الصحفية أن ترامب فشل مجددا مع كوريا الشمالية مع تسرعه لإعلان انسحابه من قمة سنغافورة، سببها الرئيسى الصراع القائم فى الإدارة الأمريكية حول كيفية التعامل مع الملف الكورى الشمالي. وذكرت هيلين فيسال سلسلة الملفات التى لا زال عددها فى ارتفاع، والتى فشل ترامب فى معالجتها، لعل أبرزها قضية الشرق الأوسط التى لا تزال تنتظر منه خطة السلام، مقاطعته للاتفاق النووى الإيرانى، مقترحا عقد صفقة «أحسن» و«أقوى»، لكن سرعان ما تلقت اقتراحات مايك بامبيو وزير الخارجية الأمريكى انتقادات قوية من الطرفين الأوروبى والإيرانى فى هذا الشأن. انسحاب ترامب من عدة اتفاقيات تجارية مبرمة لم تزد حسب الصحفية الوضع إلا سوءا، تاركا بذلك فجوات فارغة من دون حلول أو بدائل. بل وسارع منذ شهور إلى إعلان حرب تجارية ضد الصين وتوعدها بفرض ضرائب على صادراتها، لكن سرعان ما تراجع عن الأمر وبمجرد البدء فى المحادثات بين البلدين تراجع ترامب عن حماسه وعن فكرة «الحرب الضروس»، ولم يتحصل من الصين سوى على بعض الوعود المبهمة. وتخلص هيلين فيسار إلى أن ترامب لا يمتلك سياسة تفاوض ناجحة وفعالة بالتهجم على خصومه على تويتر، ثم يتراجع أمام الواقع ويتظاهر أمام متتبعيه بأنه كسب المعركة. وتعلق الصحفية قائلة: «هذا يمكن أن ينجح فى صفقة أشغال عمومية أو تفاوض على الأسمنت، لكن ليس فى المجال الدبلوماسي».

مشاركة :