يلتقي قراء موقع قناة الغد، يوميًا، طوال شهر رمضان، مع حلقاتٍ مسلسلة تتضمن تفاصيلَ حول القوائم القرآنية، يعدّها الإعلامي والباحث في فقه الحركات الإسلامية محمد أحمد عابدين. ويواصل الباحث هذه الحلقات بأرقام ومعلومات مهمة للمسلمين الذين يزداد إقبالهم على المصحف وتلاوة القرآن في هذا الشهر الكريم المصريون في القرآن الكريم (عزيز مصر- امرأة عزيز مصر- ملك مصر في عصر يوسف عليه السلام- العبد الصالح مع موسى عليه السلام- السحرة المصريون)، شخصيات ذكرها القرآن الكريم. وربما تحمل هذه الحلقة من القوائم القرآنية الدهشة والمفاجأة لبعض القراء، فنحن دائما اعتدنا على أن نتحدث عن مصر في القرآن، لكننا لم نتحدث عن المصريين الذين عاشوا بمصر في عصور مختلفة، وتحدث عنهم القرآن الكريم. كان لا بد أن تكون هذه الحلقة تالية لحلقه مصر في القرآن إذ أن هناك روابط كثيرة بين الحلقتين. من يبحث عن شخصيات مصرية تحدث عنها القرآن الكريم سواء كانت بالجملة أو أفرادًا محددين سيجد الكثير، ونبدأ بعزيز مصر الذي ورد ذكره في آيات كثيرة بسورة يوسف، منها «وقال نِسوَةٌ في المدينةِ امرأةُ العزيزِ تُراوِدُ فَتاها عن نَفسِه»، و«قالوا يا أيُّها العزيزُ إنّ لَهُ أباً شَيخاً كبيراً فخُذْ أحدَنا مكانَهُ إنّا نَراكَ مِن المُحسنين»، وجاء ذكره أيضًا باسم الذي اشتراه « وقالَ الذي اشتَراهُ مِن مِصرَ لامرأتِه أكرِمي مَثواه»، وجاء باسم السيد أيضًا «وألفيا سيدها لدى الباب» أما ملك مصر، وهو المسؤول الأول في البلاد في عهد يوسف عليه السلام، فقد ظهر منه حسن إدارة الذي يقول عن يوسف «أستخلصه لنفسي»، ثم يقول أيضا «إنك اليوم لدينا مكينٌ أمين»، معنى هذا أنه يولي الشخص المناسب في المكان المناسب وبالطبع فإن الملك والعزيز تزامنا في وقت واحد. امرأه العزيز، التي راودت نبي الله يوسف عن نفسه، عندما عرفت الحق وأنابت إلى الله وتابت قالت « الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)»، سورة يوسف. أما العبد الصالح الذي تعلم منه سيدنا موسى عليه السلام، فيشيع اسم ذلك العبد بالخضر والذي كان عند مجمع البحرين فهي شهادة من الله سبحانه وتعالى بوجود علم في مصر وصل إلى درجة أن يُعلّم نبيًا، هو كليم الله موسى عليه السلام. أما على الجملة، فإن الحق سبحانه يقول على لسان يوسف ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، وفي هذا دليل على وجود الأمان في ذلك الزمان وفي غيره وحسن الوفادة والضيافة. سحرة فرعون، مصريون بالطبع، وعندما حدثت واقعة التهام الثعبان الذي هو في الأصل عصا موسى عليه السلام ثعابين السحرة فقد خروا ساجدين، ما يؤكد أنهم كانوا أصحاب ديانة توحيد، لأن القرآن أخبرنا أنهم جميعا سجدوا وليس استثناء أو سجد البعض والبعض لا، فهذا داخل على سمة التدين. وأخيرًا، فإن ما ورد في القرآن الكريم على لسان سيدنا يوسف عليه السلام « وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ» يوسف: 101، إنما يعد بمثابة شهادة تحضّر لمصر في هذا الزمان.
مشاركة :