توجه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الى السعودية في زيارة تستمر بضعة أيام، هي الثانية منذ استقالته المفاجئة التي أعلنها من الرياض العام الماضي. وأنهى الحريري قبل سفره استشاراته النيابية غير الملزمة لتشكيل حكومة جديدة. وقال إنه متفائل ويأمل أن تتشكل الحكومة سريعاً. في غضون ذلك، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون، الولايات المتحدة الى «مساعدة لبنان على تسهيل عودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا، وعدم انتظار الحل السياسي الشامل للازمة السورية». وأكد الرئيس عون خلال استقباله، امس، وفدا من النواب الاميركيين، ان «لبنان مقبل على مرحلة سياسية متقدمة بعد انجاز الاستحقاق الانتخابي، وتشكيل حكومة من شأنها ان تعزز الاستقرار السياسي في البلاد»، معربا عن امله «في ان يتمكن الرئيس المكلف من ان يضم في الحكومة كل الاطراف الوطنية للمشاركة في مواجهة التحديات المرتقبة على مختلف الاصعدة». «التيار» و«القوات» في غضون ذلك، لا تعرف جبهة «التيار الوطني الحر» – «القوات اللبنانية» الهدوء، وليس في الافق ما يؤشر الى ذلك في المدى المنظور، وتفاهم معراب الذي طوى صفحة الماضي الاليم بينهما فاتحاً اخرى جديدة كان عنوانها الاساسي دعم وصول عون الى رئاسة الجمهورية يبدو انه يتهاوى شيئاً فشيئاً. وإذ تستغرب اوساط قواتية عبر وكالة الانباء «المركزية» اسلوب تعاطي «التيار البرتقالي» معها بعد الانتخابات التي خرجت منها بفوز مُستحق، الا انها اكدت في المقابل «ان سمير جعجع متمسّك بتفاهم معراب تماما كرئيس الجمهورية الذي شدد خلال لقائه رئيس (القوات) على هامش الاستشارات النيابية في بعبدا على ضرورة تعزيزه وتحصينه من الخلافات». وفيما تشكو «القوات» من محاولات عزل تتعرّض لها من جبران باسيل تحديداً لإحراجها تمهيداً لإخراجها من الحكومة تماماً كما حصل في انتخابات هيئة مكتب مجلس النواب، ذكّرت اوساطها «بأنه لا يمكن لأي فريق ان يتفرّد بالحكم، خصوصاً ان تركيبة النظام في لبنان تقوم على مبدأ الشراكة»، الا انها اشارت في المقابل الى «محاولة لتحجيم (القوات) بعد فشل مخطط عزلها نتيجة مواقف الثنائي الشيعي و(المستقبل) (الحريري قال ان وجود «القوات» في الحكومة قيمة مضافة) وهاب: البلد ذاهب إلى الإفلاس والانهيار اعرب رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب عن استغرابه حيال «التشارع على الحقائب والبلد ذاهب الى الإفلاس»، معتبراً «اننا أمام أزمة اقتصادية حقيقية اذا لم نجد مخرجا فنحن ذاهبون الى انهيار كبير، وإذا لم نجد مخرجا فهناك مشكلة جدية في ايفاء الدين وسد العجز». و(الاشتراكي) التي اجمعت على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل المكوّنات السياسية». وفي السياق، ثمّنت الاوساط القواتية دور الرئيس بري وحتى «حزب الله» اللذين رفضا العزل والاقصاء لأي مكوّن سياسي منحه اللبنانيون ثقة كبيرة عبر صناديق الاقتراع. ولا يبدو ان هناك محاولات لترميم العلاقة، اذ تشير المعلومات الى ان اللقاءات بين عرّابي تفاهم معراب وزير الاعلام والنائب ابراهيم كنعان متوقّفة. وتكشف اوساط «التيار» ان باسيل وعلى خلفية التباين في ملف الكهرباء اوفد وزير الطاقة سيزار ابي خليل، مرتين الى معراب ليشرح لجعجع حيثيات الملف، وقد اقتنع بها، لكن وزراء «القوات» بقوا على موقفهم المعترض الى جانب وزراء «امل»: و«الاشتراكي» و«المرده»، وسألت «اذاً اين دعمت (القوات) العهد كما تدّعي؟».
مشاركة :