بات الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستاني، الفريق متقاعد أسد دوراني، ممنوعاً من السفر إلى خارج بلاده، وذلك على ذمة استجوابه من جانب محكمة عسكرية في بلاده بشأن كتاب مذكرات جديد شارك في تأليفه مع نظيره الهندي السابق إي. إس. دولت، وكشفا في سياقه النقاب للمرة الأولى عن أن «الحكومة الباكستانية كانت على علم مسبق بمكان اختباء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن»، وأنها قد «سلمته حياً» إلى الأميركيين، بمعنى أنها أبلغتهم بمخبئه ونسقت معهم كي يهاجموه ويقتلوه في العملية الشهيرة التي جرى تنفيذها في مدينة أبوت أباد بتاريخ 2 مايو 2011. هذا الإفصاح المثير جاء في سياق كتاب يحمل العنوان «سِجِلّات الجواسيس» الذي شارك دوراني في تأليفه جنباً إلى جنب مع نظيره الهندي السابق أيضا إي. إس. دولت ومؤلف ثالث يدعى أديتياه سيناه.الكتاب يدور في شكل حوار ثنائي بين المسؤولين الاستخباريين السابقين، ويوثق أموراً حساسة كثيرة تتمحور حول التنافس التاريخي المحموم بين باكستان والهند على جبهات عدة، بما في ذلك تجنيد وايواء جهاديين متطرفين واستخدامهم في عمليات بالوكالة.ومن بين النقاط الأكثر إثارة، يكشف الكتاب عن أن السلطات الباكستانية قامت عملياً بتسليم بن لادن حياً إلى الأميركيين، إذ إنها كانت على علم مسبق بمكان اختبائه وكانت تراقبه طوال الوقت، وانها أبلغت الأميركيين عنه ونسقت معهم في جميع مراحل العملية الشهيرة التي نفذوها في أوائل مايو 2011 وأسفرت عن قتله.وتكمن أهمية هذا الإفصاح في كونه صدر عن مسؤولين استخباريين رفيعين سابقين، كما تكمن حساسيته في أنه ينقض الرواية الرسمية الباكستانية التي دأبت منذ مقتل بن لادن على تأكيد أن إسلام أباد لم تعلم أي شيء عن الغارة الأميركية على مخبأ بن لادن إلا بعد أن تم تنفيذها، وأن عدم علمها كان بسبب «تقصير استخباراتي».وجاء على لسان دوراني في الكتاب: «الأرجح أن جهاز الاستخبارات الباكستاني كان على علم بمكان اختباء أسامة بن لادن، وأنه تم تسليمه إلى الولايات المتحدة وفقاً لعملية اجرائية تم الاتفاق عليها بين الجانبين».وأضاف: «إن إنكار وجود أي دور (باكستاني) كان ربما بسبب كون التعاون مع الولايات المتحدة للقضاء على شخص يعتبره كثيرون في باكستان بطلاً يشكل إحراجا للحكومة الباكستانية».ويؤيده نظيره الهندي في ذلك الرأي حيث ينقل عنه الكتاب قوله: «تقييم الهند هو ذاته... ألا وهو أن اسامة بن لادن جرى تسليمه من جانب باكستان إلى الأميركيين».
مشاركة :