اقتربت قوات المقاومة اليمنية المشتركة من مطار الحديدة، بمساندة ودعم مباشر من القوات الإماراتية، وباتت على بُعد خمسة كيلومترات من المطار بعد تقدمها من الجهة الجنوبية، بشنها هجوماً مباغتاً على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، أدى إلى انهيارها وفرار عناصرهم، فيما تستعد قوات العمالقة، بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي حالياً، لاقتحام مركز مدينة الحديدة، بينما تقدمت قوات الجيش اليمني في مدينة البرح غرب تعز، في حين شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على مواقع ميليشيات الحوثي الإيرانية في جبهات متفرقة. وفي التفاصيل، أشارت مصادر ميدانية إلى أن هجوم المقاومة بالقرب من مطار الحديدة دفع بعناصر الحوثي إلى الفرار نحو شوارع مدينة الحديدة، وأحدثوا حالة فوضى ونشروا الرعب في أوساط السكان، وأكدت مصادر محلية في مدينة الحديدة أن الميليشيات الحوثي تعيش أسوأ أيامها، وباتت تتخبط وتتهاوى، وأن نهايتها بالمدينة باتت وشيكة، وأن عناصرها تفرّ باتجاهات متفرقة. وكانت مصادر ميدانية في قوات المقاومة اليمنية في الساحل الغربي أكدت، في وقت سابق، وصول تعزيزات عسكرية ضخمة تابعة لقوات المقاومة الوطنية التابعة للعميد طارق صالح، للمشاركة في تحرير مدينة وميناء الحديدة، حيث باتت القوات ترابط على بعد 16 كم من وسط المدينة والميناء، مشيرة إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمعركة تحرير الحديدة بالكامل. يأتي هذا بعد أن استكملت قوات المقاومة، بإسناد مباشر من القوات الإماراتية، تطهير المناطق المحررة على طول الشريط الساحلي جنوب الحديدة، حيث عثرت على منظومة صواريخ بالستية كانت بأيدي ميليشيات الحوثي الانقلابية التي تخسر مواقعها يوماً بعد يوم في الحديدة، كما عثرت على عربات نقل ومدفع «هوتزر»، وعربة وطقم يحمل قواعد صواريخ، وعربة مدرعة، وكمية كبيرة من الذخائر والأسلحة المتنوعة. وفي مدينة الحديدة، بدأ عناصر الحوثي عرض ممتلكاتهم التي نهبوها أثناء سيطرتهم على المدينة للبيع، فيما فرت قياداتهم وعناصرهم المدنية من الحديدة باتجاه محافظات صنعاء وحجة وريمة، وأعلنت حالة الطوارئ والاستنفار في مستشفيات المدينة تحسباً لمعركة تحريرها، ونتيجة الأعداد المهولة من الجرحى والقتلى، التي وصلت إليها خلال اليومين الماضيين من جبهات جنوب المدينة. وأعلنت مصادر عسكرية يمنية مقتل 58 عنصراً من ميليشيات الحوثي في قصف لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية، على خطوط التماس بين الطرفين، جنوب محافظة الحديدة. وأغلقت الميليشيات الحوثية البنك المركزي في مدينة الحديدة، بعد أن استكملت عملية نهب جميع أمواله من داخله. وفي وقت أطلقت قيادة الحديدة، المعينة من الحكومة الشرعية، دعوة للقبائل وأبناء المدينة للانتفاضة ضد العناصر الحوثية، شنت الميليشيات حملة اعتقالات كبيرة بالمدينة، في محاولة منها للحيلولة دون حدوث انتفاضة داخلية، وخوفاً من رصد تحركات وزير داخلية الميليشيات، عبدالحكيم الماوري، حيث دفع الحوثيون به إلى مدينة الحديدة في محاولة لضبط الوضع الأمني، إذ يخشى المتمردون اندلاع انتفاضة شعبية داخلية بالموازاة مع تقدم قوات المقاومة المشتركة، وذلك بعدما عانى المواطنون داخل المدينة قمع واضطهاد الميليشيات على مدى ثلاثة أعوام. كما أطلق الحوثيون عربات تحمل مكبرات صوت، تطلب من المواطنين في المدينة «عدم تصديق» وصول قوات المقاومة المشتركة إلى مشارف المدينة، وحثهم في المقابل على مشاهدة منابر الحوثي الإعلامية. وتؤكد الدعوات الحوثية حالة الهلع التي انتابت المتمردين المتحالفين مع إيران، في ضوء الانتصارات الميدانية الأخيرة والتقدم المستمر لقوات المقاومة المشتركة، بإسناد ومشاركة من القوات الإماراتية العاملة ضمن تحالف دعم الشرعية، واقترابها من السيطرة على المدينة الاستراتيجية. وقد حققت المقاومة الوطنية مع المقاومة التهامية وألوية العمالقة، وبإسناد من القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي، انتصارات نوعية في الساحل الغربي، أسفرت عن تأمين مديريات الوازعية وموزع ومفرق المخاء وجبال كهبوب ومعسكر العُمري من ميليشيات الحوثي. وكانت القوات المشتركة قد بدأت الزحف صوب مدينة الحديدة لتحريرها، مع استمرار المعارك ضد الحوثيين في منطقة «البرح» غرب تعز. وتمكنت القوات، خلال اليومين الماضيين، من تأمين مناطق واسعة في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، وكذلك ميناء الحيمة العسكري، وأجزاء من منطقة الفازة، لتقترب من مفرق زبيد الاستراتيجي. وفي تعز، تمكنت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، من تأمين وتطهير عدد من المواقع في محيط مدينة البرح التابعة لمديرية مقبنة غرب مدينة تعز، منها التبة الحمراء وإحدى المناطق الزراعية باتجاه الطريق الرابط بين تعز والحديدة. وجاء تقدم الجيش غرب تعز عقب كسره هجوماً شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية على مواقعه، بهدف الوصول إلى مثلث البرح لقطع طرق الإمداد عن القوات المتقدمة في تخوم الحديدة والقادمة من عدن، لكنها فشلت وتلقت ضربة موجعة بتحول الهجوم إلى فرار من البرح باتجاه قرى ماتع وموكنة بمنطقة حذران والصياحي في الضباب. وفي حجة، قصفت مقاتلات التحالف تعزيزات للميليشيات الانقلابية في منطقة بني حسن جوار محطة الرمل الذهبي بمديرية عبس، ما أدى إلى تدمير عربات عسكرية ومصرع وإصابة من كانوا على متنها، فيما أقرت الميليشيات بمصرع أحد أهم قياداتها الأمنية في معارك مع الجيش اليمني في جبهة ميدي غربي اليمن. ونشر ناشطون حوثيون ملصقات للقيادي، مطهر إسماعيل المتوكل، بعد مصرعه في ميدي، الاثنين الماضي، واعترف الحوثيون بمقتل المتوكل الذي يعد رجل الميليشيات الأول في جهاز الأمن القومي، والمختص بالاختطافات والتعذيب. وفي البيضاء وسط اليمن، قالت مصادر ميدانية إن قتلى وجرحى حوثيين سقطوا في تجدد المعارك بين قوات الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية شرق محافظة البيضاء. وذكرت المصادر أن سبعة من عناصر الميليشيات لقوا مصرعهم، وأصيب آخرون، جراء مواجهات عنيفة مع قوات الجيش في جبهة فضحة الواقعة بين مديريتي ناطع والملاجم، كما تم أسر اثنين من عناصر الحوثي في المنطقة. 58 عنصراً من ميليشيات الحوثي قتلوا في قصف لقوات التحالف جنوب الحديدة. وكانت مقاتلات التحالف شنت غارات نوعية استهدفت مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية ذي ناعم شمالي غرب المحافظة، تركز أعنفها على جبل «جهيد»، وأدت إلى مصرع عدد من عناصر الميليشيات، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات. وكانت قوات الجيش والمقاومة بمساندة التحالف تمكنت من تأمين مناطق راس حوران والخدار في جبهة قانية بمديرية السوادية، بعد معارك خلفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين. وفي صعدة، دعا قائد محور صعدة، العميد عبيد الأثلة، سكان المناطق المحررة في مديرية كتاف للعودة إلى منازلهم في العطفين والفرع لممارسة حياتهم الطبيعية، بعد أن تم تحريرها وتطهيرها من الألغام والعبوات التي زرعتها ميليشيات الحوثي قبل دحرها. وتفقد الأثلة المواقع الجديدة التي حررها الجيش مسنوداً بقوات التحالف في مديرية كتاف بمحافظة صعدة، مروراً بالخط الدولي الرابط بين محافظتَي الجوف وصعدة، وذلك حسب ما ذكره «المركز الإعلامي للقوات المسلحة». وفي الجوف، أكدت مصادر محلية سقوط صاروخ باليستي أطلقته ميليشيات الحوثي باتجاه الأراضي السعودية في صحراء الجوف، من دون أن يخلف أي أضرار بشرية أو مادية. وفي العاصمة صنعاء، قصفت مقاتلات التحالف حشداً لمسلحي الحوثيين في مديرية بلاد الروس جنوبي العاصمة، وبني مطر غربي العاصمة، كانوا يعتزمون الذهاب إلى جبهات الساحل الغربي، ما خلف قتلى وجرحى في صفوفهم. في الأثناء، شهدت مدينة صنعاء القديمة انتفاضة سكانها في وجه الحوثيين، على خلفية فرضها إتاوات مالية على تجار المدينة ومالكي المحال التجارية بأسواق صنعاء القديمة، فيما أرسلت الميليشيات عربات على متنها مسلحين من عناصرهم إلى المدينة لقمع الانتفاضة التي رددت شعارات رافضة للحوثيين، ومنها «لا حوثي بعد اليوم»، وفقاً لشهود عيان في المدينة، مشيرين إلى أن المدينة تشهد توتراً على خلفية تشديد الإجراءات القمعية فيها من قبل الحوثيين.
مشاركة :