ألمانيا تستنجد بالفيلسوف العربي أمين الريحاني

  • 5/31/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كاسل (ألمانيا) - أعلنت جامعة كاسل في ألمانيا قرارا بتدريس الفكر الفلسفي عند الفيلسوف والكاتب اللبناني أمين الريحاني، وتحديدا النزعة “اللا أدرية” لديه، بتفاصيلها الأغنوصيّة والعقلانيّة المتلازمة مع “التساهل الديني” أو التسامح بين مختلف الأديان والمعتقدات التي أصبح القرن الحادي والعشرون بأشد الحاجة إليها في مواجهته لمعضلات العصر. ويقول الدكتور سرحان ذويب، أستاذ الفلسفة في جامعة كاسل، إن تدريس النزعة اللا أدرية عند الريحاني يستقطب طلاب الجامعة من مختلف الأديان، ومختلف الجنسيات الأوروبية وغير الأوروبية؛ فالموضوع أوسع من مجرد درس عادي للفلسفة، أو للعلوم السياسيّة، بقدر ما هو درس لاختبار ذهني وإنساني لنمط من التفكير هو الأكثر مواكبة لمتطلبات العصر الحديث. رمز التسامح رمز التسامح فنحن لا نكرم أمين الريحاني في اعتماد هذا المقرّر، ولا نكرّم فريقا من الناس على حساب فريق آخر، بل نكرّم الفكر الإنساني الأكثر تقدما وتطورا بين الأمم جمعاء. وقد تلقى مجلس أمناء متحف الريحاني في لبنان، رسالة من الدكتور ذويب يشير فيها إلى الخطوات المقبلة، تعزيزا لهذا المقرّر، الذي يقوم على ترجمة عدد من نصوص الريحاني الفلسفية، من العربيّة والإنكليزية، إلى اللغة الألمانية لتصدر في كتاب “مختارات ألمانيّة من أمين الريحاني”، المتوقّع صدوره مطلع العام 2019 في برلين. وتجدر الإشارة إلى أنّ متحف الريحاني قد زوّد جامعة كاسل بمختلف المراجع الألمانية من مقالات ودراسات حول أمين الريحاني، وذلك تلبية لطلب الجامعة بغية مباشرة بناء أرشيف متكامل حول فيلسوف الفريكة. يعد أمين الريحاني أحد أبرز عمالقة الفكر الفلسفي والأدب في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ولد في 24 نوفمبر 1876 في بلدة الفريكة، ولقب بـ”فيلسوف الفريكة”، عاش الريحاني حياة حافلة وترك إرثا أدبيا وتاريخيا ضخما يتجلى في العديد من المؤلفات في العربية والإنكليزية في السياسة والأدب والشعر والتاريخ والفنون. وكان الريحاني أشهر أدباء المهجر بعد جبران خليل جبران، ويعد أول من كتب الشعر المنثور في الأدب العربي، حيث أصدر سنة 1910 ديوان هتاف الأودية. وهو من روّاد الرومانسية العربية ومن أسبق الداعين إلى تحرير الشعر من أسر الأوزان والقوافي. توفي أمين الريحاني في 13 سبتمبر عام 1940، وأقيم متحف أمين الريحاني في مسقط رأسه بالفريكة عام 1953، وقد جمع شقيقه ألبرت الريحاني كل ما يتعلق بتراث أمين الريحاني في هذا المتحف الذي جدد وفتح للزوار عام 1990.

مشاركة :