أصل الحكاية.. عند أم ترتر

  • 5/31/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تتردد دائمًا كلمات وأمثال شعبية بين المصريين، فى الأخد والعطا، والحديث فى أمورهم الحياتية والشخصية، من بينها عبارات وأمثال شهيرة، يتوارثها الأجيال، مثل المثل الشعبى الشهير الذى يردده المصريون دائمًا، عند الأمور المستحيلة، أو صعبة التنفيذ بين طرفين بعبارة: «عند أم ترتر» دون معرفة أصل المثل الشعبى الشهير والمغزى منه.والذى يرجع إلى سيدة تدعى «نفوسة» كانت تسكن فى إحدى حوارى حى «كرموز» الشعبى الشهير، بالإسكندرية، اشتهر عنها تطاولها على الجميع، وجرأتها الزائدة، وافتعال المشاكل دائمًا مع جيرانها على طريقة «فرش الملاية» نسبة إلى الردح وسلاطة اللسان، إضافة لذلك كانت سيدة ماهرة فى بيتها من ناحية النظافة والترتيب، وكان لديها طفلان هما إبراهيم وإسماعيل وبنت تدعى نبوية. اشتهرت نفوسة بلقب «أم ترتر» لأنها كانت «عايقة» وترتدى الجلاليب والمناديل المزينة والمطرزة بالترتر الكثيف، لذلك أطلق عليها «أم ترتر»، وكان زوجها يسمى بـ «المعلم علوان أبو إسماعيل» ويعمل عربجى حنطور.ويقال إن «أم ترتر» كانت تملك فوق سطح منزلها، مزرعة لتربية الفراخ والبط، وإذا ذهب ديك أو فرخة إليها من عند الجيران، يكون عليه العوض ومنه العوض لصاحبها، فهى تعتبرها منحة لا ترد ولا يكون لها أثر وتفقد تمامًا، حيث تقوم على الفور بذبح أى طير يذهب لسطح منزلها، وتقوم بإخفاء أثر الريش ولا تترك دليلًا واحدًا حتى لا يطالبها الجيران بحقهم، وعند السؤال عن طيورهم المفقودة يتم الرد بصوت منخفض: «عند أم ترتر ربنا يعوض عليكوا». من هنا كانت نشأة المثل الشعبى الشهير «عند أم ترتر» الذى يدل على استحالة أن تجد ما تبحث عنه، رغم أنك تعلم أين ذهب، فنفوسة الشهيرة بـ«أم ترتر» إذا ذهب عندها شىء يستحيل رجوعه لصاحبه، وكان جيرانها يخشونها، لضخامة جسدها وحدة لسانها وطابعها الفظ، ولايجرؤون أن يواجهوها بأن طيورهم لديها، وإذا سأل أحد الجيران بعضهم البعض عن الفراخ المختفية يقولون «عند أم ترتر».

مشاركة :