أصل الحكاية.. أم كلثوم زوجة رجل مهم

  • 6/22/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يقف العالم العربي على قدم وساق قبل موعد حفلتها الخميس الأول من كل شهر، وذلك منذ عام مايو ١٩٣٧ وحتي آخر حفلاتها يناير ١٩٧٣.الكل يترقب ماذا ستغني وتشدو بأعذب الألحان والكلمات، بل يترقب الجميع أيضًا حتى الفستان الذي ترتديه في حفلها الساهر.إنها الست أم كلثوم الوحيدة في العالم العربي التي جمعته من المحيط إلى الخليج، ووقف لها جميع الملوك والأمراء والرؤساء والوزراء وانحني لها الجميع يقبل يدها كبيرًا وصغيرًا حبًا وتقديرًا واحترامًاتحرك كل من حولها بنظرة ثاقبة من عينيها، وتقف شامخة على المسرح شموخ الأهرام وأبوالهول.وتجلس في مجالس العلم والثقافة مع كبار الشخصيات المؤثرة في الوطن العربي والكل يعمل لها ألف حساب.هذه المرأة اختارتها مجلة تايم الأمريكية واحدة ضمن أفضل خمسين شخصية مؤثرة في العالم بأسره لدورها الاجتماعي البارز والمؤثر في وطنها العربي وللقيم النبيلة التي قدمها فنها الراقي على مدى نصف قرن من الزمان.ولكن هناك جانبًا آخر في حياة أم كلثوم كامرأة، فقبل أن تتزوج من الدكتور الحفناوي كانت قد ارتبطت بالخطوبة مرتين.المرة الأولى من شريف باشا صبري خال الملك فاروق عام ١٩٤٤، وتم فسخ الخطوبة في أقل من ثلاثة أشهر.والخطوبة الثانية من الموسيقار محمود الشريف عام ١٩٤٦، وتم فسخ الخطوبة بعد أقل من شهرين، ولم يثبت أنها تزوجت إلا من الدكتور محمد حسن الحفناوي كما أوضح نجل شقيقها المهندس محمد الدسوقي.وفي بيتها فهي زوجة لأحد كبار رجال الطب ليس في الوطن العربي فقط بل في العالم بأسره.ولكن من هو هذا الرجل المهم الذي أصبح زوجًا لأهم امرأة في الوطن؟إنه الدكتور محمد حسن الحفناوي ابن محافظة أسيوط، والده من كبار أعيان أسيوط، تخرج في كلية طب قصر العيني ودرس الدكتوراة في الولايات المتحدة الأمريكية في الأمراض الجلدية، وكان عضوًا في ١٢ جمعية علمية ودولية، وكان يذهب للمؤتمرات العلمية الدولية ممثلًا لمصر والعرب وأفريقيا، واسمه موجود في المراجع العلمية الدولية المترجمة لأكثر من لغة، وله أمراض باسمه هو الذي اكتشفها، تم تكريمه من هيئات مصرية ودولية كثيرة، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم.وهو العالم العربي الوحيد الذي مثًل بلاده في المؤتمر الطبي الذي عقد بعد العدوان الثلاثي مباشرةً في ميونيخ، وحضره ٣٨٠٠ طبيب عالمي، وقدم الدكتور الحفناوي دراسة شاملة وشرحًا وافيًا لأحد الأمراض الجلدية النادرة، وقام الجميع بعاصفة من التصفيق على الإنجاز العلمي النادر للعالم المصري.كان سمًيعًا كبيرًا لأم كلثوم، وكان له بنوار باسمه في مسرحها يدعو له أصدقاءه من الأطباء، بنوار الأطباء، وكانوا يذهبون لأم كلثوم لمصافحتها.وأم كلثوم كانت تهتم بالعناية بشعرها وبشرتها مثلها مثل أي امرأة خاصةً إذا كانت فنانة وذهبت إلى عيادته بترشيح من الشاعر أحمد رامي، وقامت بينهما صداقة فكانت تستشيره في مشكلاتها الطبية بصفة عامة، وهو الوحيد الذي كان يعلم كل مشكلاتها الطبية، فكان طبيبها الخاص، ثم كان الزواج الذي كان لقاء السحاب بين العلم والفن.فأم كلثوم التي عُرض عليها الزواج من كبار الشخصيات العامة في مصر والوطن العربي استشعرت مع الدكتور الحفناوي أنه أقرب إنسان إليها.وتم الزواج في يوليو،١٩٥٤ وبرغم أن أم كلثوم كانت أكبر من زوجها الدكتور الحفناوي بعدة سنوات إلا أن الاحترام الذي كان بينهما أكبر بكثير من أي فارق عمرين بل كانت أم كلثوم على علاقة طيبة بأولاد الدكتور الحفناوي من زوجته الأولي، فكانت إجازة أولاده الصيفية يقضونها كاملة في فيلا أم كلثوم بناء على طلب أم كلثوم نفسها، بل كانت زوجته الأولي من أشد المعجبات لأم كلثوم، وكانت دائمة الحرص على حضور حفلاتها كما أوضح نجل الدكتور الحفناوى.ومع زوجها العالم المصري الدكتور الحفناوي كانت تذهب أم كلثوم معه في معظم المؤتمرات العلمية الدولية خارج مصر، ولكن بصفتها مسز حفناوي وتكون في قمة سعادتها بهذا اللقب حتى الشارة التي كانت ترتديها في المؤتمر العلمي الدولي وعليها هذا اللقب.بل وكانت تسشيره في أمور فنها وتعاونها مع شعراء وملحنين جدد، وكانت تأخذ برأيه الذي يكون دائمًا لصالحها، ومن الملاحظ أن أزهي نشاط فني لأم كلثوم كان منذ زواجها.وكان مقعده في الصف الأول مباشرة بالريكوردر الخاص به ليسجل الحفلة، بل كانت أم كلثوم كونها زوجة أحد أهم العلماء في مصر تحاول جاهدة توفير كل سبل الراحة والهدوء في منزلها لزوجها، فكانت تحب أن تقوم بخدمته بنفسها، وتكون في منتهي السعادة بذلك، وتتبادل معه قراءة الكتب العلمية والأديبة، وأحيانًا كثيرة تقوم بتنظيم جدول أعماله، وتسافر معه إلى مسقط رأسه بأسيوط وسط أهله وذويه.واستمر زواج أم كلثوم بالدكتور الحفناوي لمدة ٢١ عامًا حتى وفاتها في ٣ فبراير،١٩٧٥ وحزن عليها حزنًا جعله يعتزل الناس والحياة العامة حتى رحل عام ١٩٨٦.

مشاركة :