علوم الطاقة الكونية... محطة علم أم شعوذة

  • 6/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لدي موضوع مهم أردت مناقشته في مقالي لهذا الأسبوع ويدور حول موضوع الطاقة الكونية أو الحيوية كما هو متداول في دورات التنمية البشرية ودورات العلاج الجسدي والنفسي بما يسمى بالطاقة الحيوية أوالكونية.لنتطرق في البداية إلى مفهوم الطاقة الكونية التي أصبحت تهم كثير من الناس وحار فيها البعض، ماهي حقيقتها؟ وهل البعض تجاوز أسوار مصطلح «الطاقة» العلمي التي درسناها في الفيزياء، أو الطاقة الروحية والايمانية المستمدة من القرآن الكريم التي نشأنا في أحضانها كمسلمين، وهي حقيقة لامجال للتشكيك فيها؟ لعل من الملاحظ تجاوز هؤلاء المدربين في مجال التنمية البشرية إلى مسارات أخرى لا تتوافق مع الإسلام وإنما تتداخل مع الديانات الأخرى، التي تدّعي الشفاء وصنع المعجزات وتحقيق الأحلام والرغبات القلبية والأمنيات من خلال ممارسات بدعية لم يقلها الله عزّ وجل في كتابه الحكيم، ولم نجد لها مرجعاً في السنة النبوية. في الهند مثلاً يسمون هذه الطاقة الكونية «برانا، وفي الصين» تشي وهي ذبذبة دون اهتزاز ودون شكل ولا وزن ولا زمن ولا أبعاد، لكنها لا نهائية ولا محدودة، ومرتبطة بالفكر الفلسفي للوجود، وبعضها متصل بفكرة وجود الخلق بلا خالق! ويمكن التوسع في هذه العلوم بشكل دقيق عند القراءة في بعض الديانات كالهندوسية والبوذية أو فلسفة العلوم الباطنية الخفية وعلوم التنجيم مثلا، وما يسميها الغرب علوم الكابالا، وليس هذا موضوع حديثنا، لكن ما رصدناه في الآونة الأخيرة تلك التداخلات الغريبة في الممارسات العلاجية التي بدأت تحقق قناعات غريبة من نوعها لدى المدربين والمتدربين الذين تناسوا موضوع العلاج بالقرآن والتقرب إلى الله عز وجل بالدعاء بغرض الشفاء وتحقيق الرغبات القلبية، وكذلك التداوي الجسدي والنفسي عند الأطباء المختصين، تجاوزوها إلى موضوع التشافي بطقوس غريبة من نوعها تحت بند العلاج بالطاقة الكونية، ومنها طريقة العلاج عن بعد، التي يطلب فيها المعالج صورة الشخص المريض، ثم يدّعي إرساله طاقة الشفاء التي تنهي معاناته الجسدية والنفسية. كل هذه القضايا تحتاج إلى وقفة لتدارس مدى خطورة طرح مثل هذه الدورات والورش التدريبية التي تغذي المتدربين بأفكار مستوردة مرتكزة على منهجيات دينية مخالفة للشريعة الإسلامية، التي تصل إلى مرحلة استغلال مرض البعض ويأسه من الشفاء، أو تلهف البعض لتحسين حالته الاجتماعية وتحقيق أمنياته ورغباته القلبية على سبيل المثال. إنه بيع للوهم ومتاجرة بالعقول وإضعاف للإيمان بالله عز وجل، ودخول في عالم الظلمات. نسأل الله سبحانه وتعالى النجاة من هذه المزالق الفكرية الدخيلة.Haifa@razan.comTwitter: haifaalsanousi

مشاركة :