حفلات الزار: تراث فني أم شعوذة محرّمة؟!

  • 10/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رقصات هستيرية، مشحونة بالقلق والخوف والتوتر، ومصحوبة بالإيقاع والأداء الحركي والموسيقي أو الأغاني.. إنها محتويات حفلات «الزار»، التي يدعي بعض المؤرخين أنها في الأصل كلمة عربية مشتقة من الزيارة. البعض يعتبر «الزار» من الفنون التراثية على امتداد الخريطة العربية والخليجية، فلا مانع من حضورها وإحيائها، بينما يجزم آخرون بأن الزار لا يمت للفن بأي صلة، وأن تلك الطقوس ليست من الإسلام في شيء، وأنها دخيلة على مجتمعاتنا، وأصلها يرجع إلى شعوب بدائية كانت تستخدمها للتوسل إلى آلهتها أو استدعاء الجن أو طرد العفاريت! علماً بأن بعض الأعمال السينمائية والدرامية تناولت موضوع الزار بأشكال مختلفة، مثل فيلم «التعويذة» و«الإنس والجن»، وغيرها من الأعمال، وهو ما يجعل بعض شرائح المجتمع تتقبل فكرة الزار أو لا ترى بأساً في ممارسته. اختلافات «جغرافية» في البداية تخبرنا «د.إبتهال البسيوني»، باحثة في مجال الدراسات الفلكلورية والاجتماعية، أن طقوس الزار من أشهر الفنون الفلكلورية التي تحظى بجاذبية خاصة لدى جمهورها ومحبيها، نظراً لما بها من تمرد على الفنون التقليدية المتعارف عليها من غناء أو رقص أو موسيقى أو مسرح، فهي تجمع كل هذه الفنون معاً، وتعتمد في الإيقاع على أنواع الطبول المختلفة، مع إطلاق البخور.. وتضيف: مع اختلاف الكلمات التي يتم ترديدها تختلف حفلات الزار على حسب البلد، فأصبحنا نرى الزار السوداني والزار المصري والمغربي واليمني وغيرها، ورواد هذه الحفلات يعتقدون أنها تُدخلهم في حالة من التطهر الروحاني والنفسي، ويعتبرونها علاجاً للاكتئاب والعبوس والتشاؤم، من خلال إخراج الجن من جسد المريض، بحسب اعتقادهم المستمد من الموروث الشعبي. وتستدرك الدكتورة ابتهال فتقول: «بعيداً عن كل ذلك، فإن حفلات الزار وبالصورة التي تتم عليها، تعد نوعاً من أنواع الدجل والشعوذة التي يستخدمها البعض ظناً في علاج من مسّ الجان - حسب زعمهم - كما يرددون أحياناً بعض الألفاظ التي لا تُفهَم، وهذا كله من البدع المنكرة التي لا أصل لها في الدين الإسلامي، فلا يجوز فعلها ولا حضورها، لما تشتمل عليه من مخالفات شرعية وبدع مستحدثة». مرفوض شرعاً وعقلاً من جهته يقول «د. محمد مفتاح»، مدرس مساعد بقسم الدعوة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر: «ظاهرة الزار من الظواهر السيئة التي تشتمل على كثير من المخالفات للعقيدة والشريعة، بل وحتى للعقل السليم، أما المخالفات العقدية في هذه الظاهرة فمنها: أنها تقرُّب إلى الجن والشياطين لحصول الشفاء من مرض، أو تحقيق غرض ما، ويكون ذلك من خلال الطقوس الغريبة التي نراها في هذه الظاهرة من الذبح لغير الله تعالى، وهو من الكبائر، بل إن فاعله إن قصد به التقرُّب إلى أحد غير الله يكون مشركاً بسبب هذا الفعل، لأن الذبح بغرض التقرُّب عبادة، ومن وجَّه العبادة إلى غير الله فقد أشرك، وقضية أنه معذور بالجهل أو غير معذور قضية أخرى، لكن الذي يعنينا هنا أن هذا الفعل صورة من صور الشرك، ومن المخالفات العقدية كذلك الخوف من الجن ومحاولة نيل رضاهم وتسميتهم بالأسياد ونحو هذه المظاهر التي تشتمل على تعظيم يشبه التأليه، ومن المخالفات كذلك الاعتقاد بأن هذا الزار يجلب النفع، أو يدفع الضر، وهذا مخالف للعقيدة الصحيحة وهي أن النفع والضر بيد الله تعالى، وأن النفع والضر الحاصلين من جهة العباد إنما يكون بقدر الله تعالى وبأسباب معلومة كإطعام جائع أو إنقاذ غريق أو نحو ذلك، أما الاعتقاد في النفع والضر عن طريق الجن فهذا يدخل الإنسان في مجال الشرك في الاعتقاد»، ويضيف: «أما مخالفة هذه الظاهرة للشريعة فلا شك أنها مما لا أصل له في الدين، وهي داخلة في البدع التي نهى عنها الشرع، ومخالفة لطرق الشرع في العلاج والتداوي ونحوهما من الأغراض التي يقام الزار من أجلها، فلا شك أن إقامة الزار والاشتراك فيه من أعظم الكبائر. والناحية العقلية فلا يخفى على صاحب العقل السليم أن ظاهرة الزار مجرد خرافة من الخرافات الناشئة عن الجهل والتخلف وقلة الوعي وسيطرة الخوف من المجهول على العقول، التعلق بعالم الأرواح والأشباح، وأنه لا يوجد أي أساس علمي منطقي لإقامة ما يسمى بالزار، ويكفي أي عاقل مشاهدة حالة الحاضرين لهذا الزار أثناء القيام بالطقوس المعروفة في الزار ليحكم على أن هذه الأفعال مجرد انحرافات تدل على خلل عقلي أو مرض نفسي لدى من يلجأ إليها، كما أن الزار مجال للحصول على أموال الناس بغير حق، حيث يأخذ القائمون على الزار بعض الأموال ممن يحضرون إلى الزار من المرضى والموتورين أو من ذويهم. ونظراً لجميع ما سبق أرى وجوب تجريم ظاهرة الزار ونحوها من ظواهر نشر الخرافات والسحر والدجل والشعوذة، ووضع عقوبات رادعة لكل من يقوم بهذه الأنشطة وتعاون جميع الجهات في محاربة هذه الظواهر والقضاء عليها». دجل واستغفال للبسطاء تقول «نهلة عبد السلام»، خبيرة تنمية بشرية واستشارية إرشاد أسري: «حفلات الزار عبارة عن طقوس غريبة واعتقادات خاطئة بأنها علاج وأنها تساعد في طرد الأرواح الشريرة التي تسكن جسد الإنسان، وبالتأكيد هي مجرد طقوس شعبية بعيدة كل البعد عن مبادئ ديننا الحنيف، وتنتشر أكثر في المناطق الشعبية وبعض القرى، وبالنسبة للأداء الحركي أو الإيقاع الموسيقي المصحوبان لهذه الطقوس ليست لهما علاقة بالفن من قريب أو بعيد، وأرى أنها مجرد باب من أبواب الدجل والشعوذة، ومن يمارسون تلك الطقوس عادة نسبة قليلة، وأكثرهم من الجهلة أو من ضعاف الإيمان والوازع الديني، وهذه الفئة نجدها تقدس المعتقدات والعادات والطقوس البالية، فتتحكم في سلوكياتهم وتصرفاتهم وأفكارهم معظم الوقت ويمكن أن تصل بالبعض للجنون أو طرق أبواب السحر، وهي طريقة أيضاً للنصب والاحتيال ونهب أموال البسطاء. وترى السيدة نهلة أن للمؤسسات التعليمية والتربوية دوراً كبيراً في التوعية، ولكن الدور الأخطر والأهم هو لوسائل الإعلام المرئية والسمعية، فلها الدور الأساسي والفاعل في هذه التوعية ودورها المهم ينطلق من خلال أنها تقوم بدور ثقافي وتربوي معاً، بجانب أنها تصل لفئة من الناس يصعب الوصول إليها، سواء من خلال المدارس والجامعات أو المساجد، وهم فئة الناس الذين يجهلون القراءة والكتابة وتأتي التوعية من خلال توضيح خطورة هذه الطقوس من خلال البرامج أو الأعمال الفنية المختلفة، فالمساوئ كبيرة جداً لانتشار مثل هذه الطقوس لأنها تمثل عقبة أمام تقدم الأمة، وتؤثر علي الإبداع والابتكار لأن حرية التفكير والإبداع مرتبطة بحرية الإنسان الثقافية والاجتماعية وليس عن طريق ممارسة طقوس حفلات الزار وتغييب العقول». جزء من الموروث «د. عبدالعزيز الفضالي»، أستاذ التاريخ بكلية الآداب وباحث في شؤون القبائل العربية يؤكد أن «الزار فى الاصطلاح عبارة عن حفلات جماعية يطلق المشاركون فيها البخور ويدقون على الطبول ويهتزون رقصاً مع ترديد بعض العبارات مثل «الله حي.. الله حي»، وهو من الطقوس الشعبية، ودليل ذلك أن كل زار فى بيئته له رقصات خاصة، وعبارات خاصة، تصاحبها دقات معينة على الدفوف كل تلك الرقصات والألحان مستوحاة من البيئة، وفي اللغة تأتي كلمة «زار» من كلمة «زيارة» أو «زائر»، وفي اللغة الأمهرية (لغة أهل الحبشة) تعني «أسياد شريرة». وفي المعتقد الشعبي يعتبر العامة من الناس أن الزار وسيلة للشفاء من أمراض نفسية وجسمية على حد سواء، كالاكتئاب والصداع، وفكرة الاعتماد على الحركة والرقص معروفة على مر العصور، فقد أقامت كثير من الأمم حفلات علاج جماعية استخدمت فيها آلات العزف والإيقاع المختلفة، وعرفت طقوس الزار فى الحضارة المصرية القديمة، فنراه فى عيد (قيامة أوزير) وتبدأ هذه الطقوس بالندابات ليتراقصن بعد ذلك وحلت (الكودية) فى الزار و(الشيخة) فى (الحضرة الصوفية) محل ايزيس الندابة الأولى، ويتبع الثلاثة (سكارى النشوة الروحية)، حيث بحسب المعتقدين في قوة تأثير الزار على المرضى أن ألحان وموسيقى الزار تأخذ بحواس المريض إلى عوالم أخرى، فيتأثر بها ويشعر بنوع من الراحة»، ويضيف الفضالي: «أعتقد بأن الزار كطقس أبدعته الشعوب عبر آلاف السنين، وأضافت إليه، وحذفت منه حسب الأحوال الثقافية والتأثيرات المختلفة، وبالتالى يجب التعامل معه من خلال نظرة موضوعية، كأنه جزء من فلكلور الشعوب وثقافتها وفنّها». لكن السعيد أحمد نجم ينظر إلى الأمر من زاوية مختلفة تماماً فيقول: من يستطيع تخليص الزار من أي نسب ديني وأيضاً من دجل الاستعانة بالجن ثم بعد ذلك يعتبره فناً شعبياً فليفعل إذ يمكن اعتباره في هذه الحالة مرقص (الغلابة)، أو بعضاً من جنون الأغنياء قد يكون مفيداً في هذه الحالة لدفع الملل والترويح عن النفس. حالنا لا يحتمل مزيداً من تمييع المفاهيم الدينية أو لي عنقها لارتزاق رخيص إضافة إلى أنه من ألاعيب النصب والاحتيال. ويعتقد الدكتور نمر السحيمي - أكاديمي وكاتب سعودي ومتخصص في السياسات الدعوية - أن الزار هو اسم لطقوس شعبية، تأخذ شكل رقصات مع أغانٍ تصاحبها موسيقى ومعازف ودقات معينة وقد يصاحبها إشعال بخور خاص أثناء الغناء والرقص. وأخذت كلمة الزار من زائر النحس وهو الشيطان أو الجن الذي يحضر هذه الطقوس باستجلاب من منظمي هذه الجلسات. وطقوس هذه الرقصات عرفت أنها تحضير للجن والعفاريت وتستجلبهم ليتلبسوا بعض الحاضرين الذين تمت تهيئتهم لهذا التلبس. فلا يمكن أن يتلبس الجن في هذه الطقوس من هم أهل صلاة وخير وصلاح من الذين يحافظون على عقيدتهم وصلاتهم وأذكارهم الصباحية والمسائية.. بل يتلبسون البعيد عن الله كما أشارت الآية الكريمة.. (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ، تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) أي الكذاب المذنب. والمعلوم أن أي تعامل مع عالم الجن والشياطين لن يخلو من المساس بعقيدة المسلم فلن تتنزل الجن على غير المنحرفين من الأفاكين الكذابين الذين هانت عليهم عقيدتهم التي تمنع التعامل مع الجن والشياطين كونهم لا يمكن استجلابهم وحضورهم إلا بفقدان العقيدة أو المساس بها وهو ما لن يرضاه المسلم الحريص على عقيدته.. (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ولا شك أن غاية ما يريده الشياطين هو المساس بعقيدة المسلم. وينبغي للمسلم أن يعرف خطورة مثل هذه الجلسات التي تستجلب فيها مردة الشياطين من الجن ليحضروا ثم يتلبسوا أجساد الجهلة والسوقة والعوام البعيدين عن طريق الحق ليستخدم الشياطين أجسادهم كدما يتلاعبون بها مع ما يافعلونه بهم من فواحش وتغييب للعقل في تلك الجلسات.. فإن في حضور مثل هذه الجلسات إساءة كبيرة للمسلم بمجرد الحضور والمشاهدة فما بالك بمن هو راقص يتلوى بفعل المس والعياذ بالله. وبإيجاز فإن هذه الجلسات الغنائية ما هي إلا جلسات للكهنة ومن أخذ عنهم من السوقة والعوام وهي جلسات يحرم على المسلم حضورها أو المشاركة فيها.. كما يجب محاربة مثل هذه التجمعات ومنع حدوثها في مناسبات الزواج أو غيرها وتحذير الناس منها وتوضيح خطرها على عقيدة المسلم كونها تستجلب مردة الشياطين الذين ثبت علمياً أنهم لن يتعاملوا مع أي إنسان إلا بشروط متفق عليها ومنها: الذبح لغير الله أو السجود لهم أو إطلاق كلمات وعبارات شركية أو الادعاء بالنفع أو الضر أو علم الغيب وكل تلك الشروط والتصرفات تفسد عقيدة المسلم وتعرضه لغضب الله جل وعلا، بل وتخلده في النار والعياذ بالله إن مات ولم يتب.. والمعروف أن مردة الجن حرصهم على تعهد المغدور منهم من الأنس حتى هلاكه نسأل الله السلامة والعافية. تأويلات شتى يرى المستشار التربوي محمد ربيع الغامدي أن الزار جاءت من زار يزير زاراً، وهي طاقة كامنة في النفس البشرية تحركها الإيقاعات الحادة مثلما تتحرك الأحلام بتأثير من خدر النوم، ومن كلمة زار صدرت كلمة الزير التي تطلق على وتر من أوتار العود وعلى طبل له إيقاعات حادة. ومثلما يختلف الناس في كل شيء فإنهم يختلفون أيضاً في استجاباتهم للإيقاعات اختلافاً يراوح بين الصرع وبين الاهتزازات الخفية، ولما كانت الاستجابات القوية مروعة للمشاهد فقد ذهب الناس في تأويلها كل مذهب، ورُبطت بالجان وبالسحر وبغير ذلك من الأسباب. وباعتبارها حالة قائمة فإن الحديث عنها يتشعب كثيراً لتشعب طرائق الناس في التعامل معها، هناك بين المشاهدين (مثلا) من يقوم بدور المسكن (هو في الأصل من يسري مع الخائف من الظلام لتأنس إليه نفسه) وهو دور فيه رحمة وإدراك لحقيقة المشكلة. وهناك من يؤلف أزجالًا للتسكين مثل: تو تواه يا تو تواه ويصاحبها رقص يراوح بين العنف واللين بحسب توجيه المسكن. وفي جهاتنا نرتب حالات التأثر: فنقول الشَّلِبُ لمن يبدي تفاعلًا زائداً مع الرقص والإيقاعات لكنه حميد النتيجة، ونقول المزْيُور لمن يتفاعل معها تفاعلًا غير مألوف، والمصفوق لمن تصدر منه تهويمات غريبة، والمخطوف لمن تصدر منه حركات عنيفة لا إرادية، والمقرون لمن يُصرع. فن شعبي أصيل من وجهة نظر الإعلامي صادق الشعلان فإن الفنون والرقصات الشعبية عادة ما تكون متأصلة في نفوس أهلها، فهي موروث يتناقله جيل بعد جيل حتى غدا له عند البعض إن لم يكن الكل ارتباط وثيق بالمكان وهوية. وعادة يكون الموقف السلبي منها وتحريمها نتاج قلة علم، وقد استشرى للأسف في فترة ما. فالزار فن ككل الفنون الشعبية بغض النظر عما يصاحبه أحياناً من أمور تكون محور انتقاد إلا أنها حالات فردية تشهدها جميع الفنون الشعبية الأخرى من زار وعرضة وغيرها، وليست مقياساً أو دليلًا على سوئه، ودام أنها لا تتجاوز الأخلاق والعرف. الجزئية الأهم والتي أثارت انتباهي وامتعاضي كون من يرى الزار مصدر شعوذة والعياذ بالله، ومن أقحم هذا الأمر في فن يُعد وسيلة ترفية وتعبير عن فرح ومشاركة جماعية ماهو إلا تجنٍّ عليه. لذلك - وهذا رأيي- أن الزار موروث شعبي من حق أهله المحافظة عليه، والاحتفال من خلاله، حاله حال البقية من الرقصات والفنون الشعبية الأخرى. أما الشاعر والصحفي سعيد المنصور فيقول: للأسف دائماً ما نجد إسقاطات على عدد من الألوان الفلكلورية الشعبية مثل السامر ولعب السمران والدحة بوجود الجن أو تداخلهم مع من يهوى هذه الفنون، ومن رأيي أن الطرب والإبهار خصوصاً من ضارب الطار هو ما يجعل كل من يلعب يدخل جو الطرب الحقيقي والاستمتاع بهذه الفنون الجميلة، كما أن الألحان والكلمات لها أيضاً دور في ذلك.. أما من منظور إسلامي فكما يعرف الجميع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عرض على أمنا عائشة رضي الله عنها أن تنظر وتشاهد لعب الأحباش داخل مسجده الشريف ولم ينكر على بني أرفدة من الأحباش لعبهم بالطار. ونختم مع الكاتب والباحث حماد السالمي الذي يقول: الزار موروث فني شعبي في الدول العربية والإسلامية فحسب، ولكنه يظهر في شعوب آسيوية وإفريقية وأوروبية بصور مختلفة ولو بقي على حالته الفنية لما حامت حوله الأقوال، ولكن استغلاله من قبل المنتفعين والدجالين الذين يزعمون أنه علاج من الأمراض ووسيلة لطرد الجن وغيره أدخله في التعاطي الديني من حيث التحريم وادعاء الغيبيات مع أن الأصل في الزار أنه من الفنون التي أنتجتها المجتمعات فهو باق رغم كل ما يتردد ويقال عنه زار.

مشاركة :