في إجراء جديد قد يستغله تنظيم "داعش" الإرهابي لتجنيد المزيد من العناصر المتطرفة في أوروبا، اعتمد البرلمان الدنماركي الخميس الموافق 31 مايو قانونًا يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ليحذو بذلك حذو فرنسا وبلجيكا.وذكرت "فرانس برس"، أن البرلمان الدنماركي اعتمد القانون بغالبية 75 صوتًا في مقابل 30، وينص على أن "كل شخص يرتدي ملابس تُخفي وجهه في الأماكن العامة عُرضة لدفع غرامة".وقدمت حكومة الوسط-اليمين مشروع القانون، ونال تأييد أكبر قوتين سياسيتين في البرلمان الدنماركي: الاشتراكيون الديمقراطيون والحزب الشعبي الدنماركي (شعبوي مناهض للهجرة).واعتبارا من 1 أغسطس موعد دخول القانون الجديد حيز التنفيذ، فإن أي مخالفة لحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة سيعاقب عليها بغرامة تبلغ ألف كورون دنماركي (134 يورو)، وإذا تكررت المخالفات فإن الغرامة يمكن أن تصل إلى عشرة آلاف كورون.وليس هناك أي وثيقة رسمية تشير إلى عدد النساء اللواتي يرتدين النقاب أو البرقع في الدنمارك.وكان وزير العدل الدنماركي سورين بابي بولسن قال في السابق: "لا أعتقد أن هناك الكثير منهن، لكن إذا كان الوضع كذلك فيجب أن يعاقبن بدفع غرامة".وارتداء النقاب محظور أو يخضع إلى قيود في دول أوروبية عدة، وكانت فرنسا الدولة الأولى في أوروبا التي تحظر النقاب في الأماكن العامة بإقرار قانون "يمنع إخفاء الوجه في الأماكن العامة" في أكتوبر 2010 وطبق منذ أبريل 2011.ونص القانون الذي صادقت عليه المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في 2014 على دفع غرامات تصل إلى 150 يورو لكل مخالفة.وفي يوليو من العام الماضي، صادقت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على حظر النقاب في الأماكن العامة في بلجيكا. ومنع ارتداء النقاب معتمد أيضًا في النمسا منذ أكتوبر 2017.وبدوره، اعتمد البرلمان الألماني أيضا في 27 إبريل 2017 قانونًا يحظر ارتداء النقاب جزئيًا في بعض الظروف، ويرغم خصوصًا الموظفات الرسميات على أن تكون وجوههن مكشوفة في إطار تأدية مهماتهن وأولئك اللواتي يضعن النقاب على أن يكشفن عنه في حال التدقيق في الهويات. يذكر أن وزيرة الاندماج الدنماركية إنغر ستويبرغ دعت الأربعاء الموافق 23 مايو المسلمين الصائمين إلى أخذ إجازة في رمضان، لتجنب ما سمته أثرا سلبيا على المجتمع، وهو تصريح قوبل بانتقادات، باعتباره عنصريا ويخدم داعش.وشككت ستويبرغ، المعروفة بالتشدد تجاه المهاجرين، في مقال لها بصحيفة "بي تي" الدنماركية، في قدرة المسلمين على أداء وظائفهم أثناء الصوم.وتابعت: "لا يمكن لأحد أن يصوم 18 ساعة ويقود في الوقت نفسه حافلة على سبيل المثال".وحسب وكالة الأنباء الألمانية، رفض اتحاد مشغلي خطوط الحافلات في الدنمارك (أريفا) تصريحات ستويبرغ، وقال: "إنه يجب على الساسة أن يركزوا أولا على حل المشكلات الحقيقية"، مؤكدا أن صيام رمضان لم يتسبب في أي مشكلات على الإطلاق، ولم تقع أي حوادث بسبب صيام بعض قائدي الحافلات.
مشاركة :