رحاب عبداللطيف تكتب| اكسر ضلعها.. دي لامؤاخذة عورة!

  • 6/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتعدد مشاكل المرأة فى هذا المجتمع الذكوري، وخاصة المرأة المطلقة، فإذا لم يتم الطلاق بالطرق الودية وتحصل المرأة على حقوقها بشكل ودى «وهذا نادر جدًا»، فإنها تضطر للجوء إلى القضاء للحصول على الطلاق، وعندما يتعذر عليها إثبات الضرر الذى وقع عليها من الزوج، فتضطر إلى رفع دعوى خلع وتفقد كل حقوقها الشرعية. وذلك لأن الحكم بالتطليق خُلعًا يعد بمنزلة طلاق على الإبراء من حقوقها وفقًا للقانون، ومن هنا تبدأ بالدخول فى دوامة الحصول على حقوق صغارها بصفتها حاضنة لهم، ولعل أصعب مشكلة تكمن فى طول فترة التقاضى مما يترتب عليه أن تستمر الدعاوى أمام محكمة الأسرة منظورة لشهور وسنوات، وتواجه المطلقة تعنت الأب المطلق فى سداد النفقة والمصروفات الدراسية لصغاره وحاجتهم إلى السكن، وتلجأ للقضاء للحصول على قرار تمكين من مسكن الزوجية لكونها حاضنة، فيحتاج وقتًا طويًلا ربما لسنوات أمام القضاء حتى يفصل فيه نهائيًا، وتتوه بأبنائها وتضطر للزواج برجل ميسور يعولها هى وصغارها، وفى هذه الحالة أيضا يقف «طليقها» عقبة ويطالب بحضانة أولاده لأن الأم تزوجت!. مهما منحت القوانين حقوقًا للمرأة فلن تستطيع أن تنتزع حقها من هذا المجتمع الذكورى بسهولة، فالمشكلة تكمن فى التربية؛ وبسبب (بعض الأمهات) اللاتى تربين على العنصرية والقهر من آبائهن وإخواتهن الذكور.. تلك السيدات تربى أبناءها الذكور على ما رآته وتعلمته من أهلها فتربيهم على الأنانية بأنه الرجل الأعلى والمفضل على الأنثى فهو يفعل ما يشاء ولا يعيبه أى شىء.. يتحكم فى أخته فلا تخرج إلا بإذنه ولا تلبس إلا ما يراه هو مناسب لها، وإن رفضت أخته هذه العنصرية والظلم تتعرض للإيذاء البدنى بالضرب منه ومن أبيها أيضًا، وهكذا يتربى الذكر فنشأ على الغرور والتعالى على الأنثى بشكل عام وليس على أخته فقط، «عقدة سى السيد!»، لأنها بالنسبة لهم (عورة) وتحت أقدام الرجل من أجل راحته، وتلك الأمهات هن السبب فى طلاق أبنائهن بسبب تربيتهم الرجعية، فلو كانت الزوجة تعمل فى عمل مرموق، ولها رأيها المستقل أو لو شعرت الأم بحب ابنها لزوجته وأنه يشاركها فى تربية الأبناء والعمل المنزلي، فسوف تعمل على خلق المشاكل بينهما، وهكذا تقوم الأم بعنصرة الابن ضد زوجته، وأنه يجب عليه أن يقهرها لأنها لامؤاخذة (عورة)!. إن تلك النساء هن السبب الرئيسى لهذا الظلم المجتمعى وقهر المرأة إذ أنهن ساهمن فيه بتربية أجيال وراء أجيال تستمد مفهومها من الذكورية فى هذا المجتمع الذى أصبح يتعامل مع المرأة بعادات وطبائع القبيلة، وليس بثقافتنا وحضارتنا المصرية والدولة المدنية صاحبة الحضارة من آلاف السنين، والتى كانت المرأة فيها ملكة متوجة تأمر وتنهى جيوش من الرجال، ولكن الغزو الفكرى الصحراوى القبلى باسم الدين، للأسف الشديد غير من ثقافتنا وتحضرنا ورقينا وبسبب تجار الدين الذين انتشروا ونشروا الجهل والرجعية فى المجتمع المصرى الذى كان متحضرًا.

مشاركة :