دبي: محمد ياسين أكد المشاركون في المجلس الرمضاني الذي استضافته مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، ودعت إليه «الخليج»، أهمية تدريب وتطوير الكوادر الوطنية على التقنيات الحديثة لمواكبة الفورة التكنولوجية وعصر الثورة الصناعية الرابعة، وتمكين المواطنين من أدوات الذكاء الاصطناعي في عمل المسعف، الأمر الذي يزيد من سرعة استجابة المسعف والتي حددت بالأجندة الوطنية في 4 دقائق عام 2021، كما تحدث المشاركون عن أبرز التحديات التي تواجهه خلال القيام بمهمته في إنقاذ الأرواح.وأشار المشاركون إلى أهمية المجلس الذي حضره خليفة بن دراي المدير التنفيذي للمؤسسة، وعدد من مديري الإدارات والمسعفين الميدانيين، وأهمية مبادرات المؤسسة في استقطاب المسعفين المواطنين وتطوير مهاراتهم المعرفية من خلال فرق الابتكار بالمؤسسة، فضلاً عن البرامج التي يخضع لها مسعفون بالمؤسسة وخارجها.بدأ المجلس بترحيب خليفة بن دراي الذي قدّم الشكر ل «الخليج» على دعوتها لتنظيم المجلس، وأكد أهمية دور الإعلام في تسليط الضوء على المهن الميدانية التي كان يبتعد عنها المواطنون ومن ضمنها مهنة المسعف، مشيداً بالكوادر الوطنية العاملة في مجال الإسعاف، لافتاً إلى مبادرة المؤسسة مع كليات التقنية العليا التي وفّرت المنح الدراسية للمواطنين من أجل استقطاب المواطنين لدراسة مهنة الطب الطارئ، وتوفير تدريب عملي ورواتب وحوافز مادية خلال فترة دراستهم مع التدريب العملي والالتحاق بالعمل سواء للإناث أو الذكور فور تخرجهم في المؤسسة.وقال إن نسبة التوطين تتزايد يوماً بعد يوم، وإن كافة الكوادر الوطنية العاملة في المؤسسة لديها من الخبرة الميدانية ما يؤهلها لتحقيق أهداف الحكومة وأجندتها الوطنية، لافتاً إلى أن المؤسسة نجحت في توطين الوظائف الإدارية بنسبة وصلت إلى أكثر من 90 % كما وصلت نسبة التوطين في الوظائف الميدانية إلى ما يزيد على 13 % حيث وصل عدد المسعفين الميدانيين ما يزيد على 60 مسعفاً ومسعفة، وتسعى المؤسسة إلى زيادة تلك النسبة من خلال خطتها واستراتيجية حكومة دبي. كوادر مؤهلة وأجهزة ذكية وأضاف أن لدى المؤسسة مشاريع فريدة وسباقة في مجال الإسعاف والطب الطارئ وخدمة أفراد المجتمع من خلال الابتكار في تقديم الخدمات والاستجابة، مؤكداً أن جميع الأفكار التي تبنتها المؤسسة نتاج جهود فريق الابتكار بالمؤسسة ولا نعتمد على استشاريين أو شركات خارجية لتطوير آلية عمل المسعف، من خلال الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في مجال الإسعاف والطب الطارئ.وأوضح أن المؤسسة لديها كوادر قادرة على تنفيذ المهام بحرفية عالية وأدوات دشنتها لخدمة المجتمع وإنقاذ الأرواح، ومن ضمنها عربة الإسعاف الذكي، والمستجيب النسائي، وإسعاف الأمومة والطفولة، والمستجيب الأول، فضلاً عن عدد من الأجهزة التي أدخلتها المؤسسة منذ عام 2008 وهناك بعض الدول لم تستخدمها حتى اليوم.وبيّن أن المؤسسة مستعدة لإكسبو 2020 من خلال توفير كوادر مؤهلة وأجهزة ذكية من ضمنها أجهزة قراءة العلامات الحيوية للمريض وإرسالها إلى المستشفى، كما أوضح أن دبي مستعدة لتوفير كافة الخدمات الإسعافية من خلال نقطة جديدة بمكان الحدث وتوفير المسعفين من كوادر المؤسسة أو من خلال الاتفاقية الموقعة مع إسعاف أبوظبي، فضلاً عن الاتفاقيات الموقعة مع المستشفيات الخاصة القريبة من موقع الحدث لاستقبال الحالات المرضية. التغلب على التحديات ومن جانبه أكد طالب الطالب مدير إدارة التعليم المستمر في المؤسسة، أهمية التدريب والتطوير وإطلاع الكوادر الوطنية على آخر المستجدات التقنية في مجال الإسعاف، وأن المؤسسة لديها خطة سنوية تنفذها لجميع الكوادر للاستفادة من الطاقات الوطنية في العمل الميداني.وأضاف عيسى الغفاري، مدير إدارة عمليات الإسعاف في المؤسسة، أن المؤسسة تنفذ عدداً من المبادرات للتغلب على التحديات التي تواجهها للوصول إلى زمن استجابة 4 دقائق ضمن استراتيجية حكومة دبي 2021، وشملت تلك المبادرات إعادة توزيع النقاط الإسعافية ومبادرة المسعف السائق المسعف المتطوع، فضلاً عن إدخال مؤشرات حيوية والتي تؤثر في العمل الميداني. ومن جانبه تحدث جمال عيسى مدير إدارة الدعم المؤسسي، عن آلية الاستفادة من البلوك تشين والذكاء الاصطناعي، وقال إن استخدامهما في المجال الطبي تتضمن ثلاثة محاور، الأول هو الربط بين المؤسسات الطبية، والثاني انتقال ملف المريض بين المؤسسات سواء داخل الدولة أو خارجها، أما المحور الثالث فيتمثل في تسخير الأدوات والتطبيقات في خدمة المريض والتي تشمل عربة الإسعاف الذكي وغيرها. توقع البلاغ قبل حدوثه وتطرق أحمد عبد الحكيم رئيس قسم الإسعاف الطارئ إلى التحديات التي تواجه المسعف في تنفيذ مهامه الإسعافية والتي تشمل تحقيق مستهدفات الوصول والتعامل مع الحالات فوراً، موضحاً أن المؤسسة استلمت أكثر من 170 ألف بلاغ خلال العام الماضي، وكان متوسط سرعة الاستجابة في أغلب الحالات 7 دقائق، وتعمل المؤسسة على تنفيذ خطط لتقليل تلك النسبة خلال العام الجاري.كما تطرق للحديث عن مشاريع الذكاء الاصطناعي في المؤسسة، ومن بينها مشروع تحليل البيانات وتوقع البلاغ قبل حدوثه بواسطة ربط البيانات الخاصة بالمرضى بغرفة العمليات المركزية، ومن ثم يتم توزيع مركبات الإسعاف حسب تلك البيانات والمعلومات.وتابع أن المؤسسة سخّرت الذكاء الاصطناعي في توجيه المتطوعين عبر تطبيق الاستجابة الفورية الذي يتيح للمتطوع التعرف إلى حالة المريض والإجراءات التي يجب أن يتخذها لإنقاذ المريض. مضايقات على الطريق وأشار ماجد الزرعوني رئيس شعبة الإسعاف الجوي في المؤسسة، إلى انخفاض عدد البلاغات التي وردت إلى الشعبة من 170 بلاغاً في عام 2016 إلى 100 بلاغ فقط خلال العام الجاري، مبيناً أن الانخفاض الذي نتج عن فكرة ابتكارية تم من خلالها الاتفاق مع المؤسسات الصحية الخاصة لاستقبال المرضى والمصابين، موضحاً أهمية الخطوة لإنقاذ الأرواح، وأن نسبة المواطنين في شعبة الإسعاف الجوي بلغت 20 % ونسعى لزيادتها.وتحدث عدد من رؤساء الشعب بالمؤسسة عن التحديات التي تواجههم خلال تنفيذ عمليات الإنقاذ، ومنها عدم إفساح بعض السائقين الطريق لمركبات الإسعاف، فضلاً عن الوصول إلى المريض خلال فترة الازدحامات المرورية، وكذلك زيادة عدد البلاغات التي لا تستدعي توجه المسعف لمكان المريض، مما يؤثر في استجابة المسعفين للحالات الطارئة، وأكدوا أن انخفاض السكر بالدم قبل وقت الإفطار أبرز البلاغات خلال شهر رمضان وعدم استجابة المريض لطلب المسعف بالإفطار، أبرز وأصعب تحدٍ يواجه المسعف.بالإضافة إلى التحديات التي تواجه المسعفين في شعبة المطارات، والتي تتمثل في زيادة عدد المسافرين واختلاف لغاتهم وثقافاتهم، وقال إن إسعاف المطارات طوّرت من خدماتها لتسهيل سرعة وصول المسعفين إلى المسافرين الذين يحتاجون لمساعدة طبية.
مشاركة :