المعلمون والمعلمات المبتعثون: برنامج خبرات نقطة تحول لتجويد التعليم وإثراء الميدان التعليمي

  • 6/1/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من المعلمين والمعلمات المستفيدين من برنامج التطوير المهني النوعي للمعلمين (خبرات) أن البرنامج يعد نقطة تحول في سير العمل التدريبي في وزارة التعليم مشيرين إلى أنه سيُحدث نقلة في تجويد التعليم عبر الاستفادة من التجربة الدولية عبر التواجد في بيئات تعليمية متطورة ونقلها مستقبلا للميدان التربوي في إطار معايير عالمية، ووفق المتطلبات الأساسية للعمل التعليمي، ومتطلبات الواقع المهني للفئات المستهدفة، واحتياجات التطوير والتغيير في وزارات التعليم، موضحين أن الهدف منه هو توحيد اختبارات، مستوى اللغة، بالاعتماد على نوع موحد من الاختبارات ليستطيع المعلمون والمعلمات نقل تجربة تعليمية واقعية لا نظرية فقط .وأشاروا إلى أن البرنامج يؤكد عزم قيادتنا الرشيدة على المضي قدماً في تطبيق رؤية المملكة 2030 في جانب التعليم العام والتي تقوم على ضرورة التنمية البشرية في منسوبي هذه الوزارة كما يأتي البرنامج ترجمة للمتطلبات الملحة للتطوير والتغيير بما ينسجم مع توجهات وزارة التعليم، وخططها المستقبلية لاسيما أن هذا البرنامج يقوم على شراكة عالمية مع دول تتمتع بالخبرة والتجارب التعليمية المميزة.ولفت إلى أنهم استفادوا كثيرا من البرنامج وتعرفوا على طرق جديدة في التدريس وإدارة المدارس وأعربوا عن آمالهم الكبيرة بأن يساهموا بالأفكار والخبرات التي تعلموها هناك في تحقيق نتائج البرنامج المرجوة ليتمكنوا من إحداث تغيير حقيقي في الميدان التربوي ويساهموا في التطوير الذي تحتاجه العملية التربوية، وإثراء الميدان التعليمي وتحقيق أهداف التحول الوطني ورؤى ولاة الأمر وطموحهم بمستقبل ينهض بسواعد أبنائه المتميزين علما وتربية.  سلسة وبسيطةفي البداية، قالت المعلمة "إسراء السعيد" من الرياض التي التحقت بالبرنامج في أستراليا إن إجراءات ترشحها للبرنامج كانت سلسة وواضحة وبسيطة، لافتة إلى أنها استفادت كثيرا من  البرنامج وأضاف لها الكثير، مؤكدة أنه ليس مجرد ترف تربوي، مضيفة أنهم كانوا في حالة ضغط دائما أثناء الدراسة حيث كان هناك نوعان من الدوام، "محاضرات" في الجامعة، ودوام في المدارس بشكل يومي، وكان الحضور يوثق عن طريق البصمة، وأحياناً يعقد اجتماع للمعلمين بعد انتهاء اليوم الدراسي، يتخلله بحوث وعروض، وبالرغم من الضغط إلا أنه ممتع يجعلنا نفخر بمنجزاته.وحول الفرق بين البيئة التعليمية في السعودية وأستراليا أكدت السعيد أنه لا يوجد تشابه أبدا لكن هناك فروقات كبيرة في البيئة التعليمية والأنظمة وطريقة المعلمين وطريقة المدارس لذلك لا نستطيع أن نقول هنا أفضل أو هناك أفضل، فلكل نظام مساوئه ومميزاته، مبينة أن أكثر شيء جذبها في أستراليا هو منح الثقة للمعلم، مما يجعله يعطي بكل إخلاص وبكل كفاءة، موضحة أن لكل مدرسة نظام مختلف يختلف عن الأخر نتيجة الذاتية في التشغيل كل مدير يعين ويوظف المعلمين بناء على سياسات معينة ويضع ميزانية للمدرسة مما يعطي نظاما مختلفا للتعليم ومميزات أكثر مشيرة إلى أن الترتيبات ومستوى الدورات في استراليا تختلف من جامعة لأخرى مبينة أن جامعة ملبورن معروفة وحاصلة على المركز الأول وكانت ترتيباتها جداً دقيقة ومنظمة جدا. تطبق ما تسمع وتقرأولفتت السعيد إلى أنها استمتعت جداً بالبرنامج لأنها كانت تطبق ما تسمع وتقرأ عنه  مشيرة إلى أنها عملت على نقل خبراتها وما تعلمته هناك واشتغلت عليه بشكل كبير لنقله للآخرين مؤكدة أنها حاولت قدر الإمكان التركز على أشياء لها ثقلها في التعليم مبينة أنها كانت الوحيدة تخصصها علوم حيث إن الاغلب تخصصهم في مجال اللغة الانجليزية والحاسبالألي،مماجعلهاتبحث عن شيء له علاقة بالعلوم فوقع أختيارها على برنامجstem  والذي غير موجود  في مدارسنا وقالت السعيد "كان هاجسي في البداية كيف أنقل هذا الموضوع ونجحت في ذلك وتم اختيار مبادراتي في هذا الموضوع وألقيتها على مستوى الرياض وأعتبر ذلك إنجازا ومؤمنة بأن الإنسان إذا هو آمن بشيء يستطيع أن يحققه بغض النظر عن الإمكانات المتاحة له".وعن تجربتها في استراليا، قالت الأستاذة"هياء أحمد الغراس " من القصيم إن برنامج خبرات هو بمثابة خطوة تتبعها خطوات لتجويد التعليم وتطوير كوادر العمل. مضيفة أن البرنامج أضاف لها الكثير تتطلع لبرامج مماثلة في القريب العاجل مبينة أن البرنامج مر بالعديد من الإجراءات للترشيح منها الإلكتروني ومنها المقابلات الشخصية سواء في الإدارة التعليمية ومن ثم في الوزارة لاختيار المرشحين مؤكدة أن الفرق بين البيئة التعليمية هنا وهناك يختلف باختلاف المناطق التعليمية ومستوى البيئات التعليمية لدينا ولملامسة هذا الفرق وتطبيقه على البيئة التعليمية في المملكة بشتى مستوياتها تم وضع برنامج خبرات.الإعداد المبكروحول الترتيبات ومستوى الدورات قالت الغراس إن الترتيبات كانت ميسرة ومتسلسلة وقد ابتدأت قبل البرنامج بأشهر مبينة أنه ليس من السهل نقل عدد كبير من القادة والمعلمين وتطبيعهم وانسجامهم في أماكن تختلف عنهم ثقافياً واجتماعياً لكن الإعداد المبكر من الوزارة بالملتقيات أو المواقع التشاركية كان له دور مهم في تقليص الصعوبات وإعداد المرشحين. وأكدت الغراس أن خبرات عبارة عن برنامج متكامل وليس مجرد دورات تدريبية (برنامج للغة ثم دمج في المدارس في بلد الابتعاث ومن ثم برنامج لقياس الأثر على المتدرب)، مشيرة إلى أن نظرتها عن التعليم تغيرت بشكل عام وعن الهدف الأساسي له، كما زادت ثقتها بمستوى رياض الأطفال في المملكة كونها متخصصة في هذا المجال ،لافتة إلى أنهانقلت خبراتها لآخرين في الميدان ولا زلت في بداية الطريق والأفكار والطموح كبير بحول الله. إذ أننا نسير في الطريق الصحيح، والفائدة كبيرة ولله الحمداستراتيجيات تفتقر للتطبيقفيما قالت الأستاذة "تغريد التويجري" من القصيم إن الفرق بين البيئة التعليمية هنا وهناك أن البيئة التعليمية هناك فيها قدر كبير في تحمل المسؤولية من طالب ومعلم وقائد وولي أمر كلهم يد واحدة لخدمة مصلحة الطالب وإنتاج جيل واع يتحمل المسؤولية مبينة أن الصرح المدرسي مثل الجامعة والبيئة المدرسية فيها مساحة حرية للمعلم والطالب موضحة أن العملية التعليمية تعتمد على الطالب وتحفيز تفكيره أما التلقين فهو غير موجود مبينة أن كثير من الاستراتيجيات موجودة عندنا لكنها تفتقر للتطبيق الصحيح، لافتة إلى أن المدرسة هناك تواكب أي جديد في التعليم  من خلال المؤتمرات العلمية وورش العمل والاهتمام بنفسية الطالب وبالجانب الصحي وتوفير التقنية وفصول صحية والساحات شاسعة وصالة رياضة كبيرة جدا وكافتيريا كلها تصب في مصلحة العملية التعليمية. وأضافت أن المدرسة تعرف كل طالب لمساره حسب درجاته والمعلم مهيأ ومعد إعدادا جيدا مبينة أنه لا توجد عندهم حصص انتظار كذلك المنهج فقط أهداف ومهارات للمعلم حرية اختيار الطريقة والاستراتيجيات المناسبة للطالب.التعليم أكبر من مجرد وظيفةوشددت التويجري على أن البرنامج يضيف لصاحبه وبقوة على المستويين التربوي والشخصي ثقافة مختلفة تجعله يعيد حسابته وطريقة تربيته لأبنائه وطريقة عطائه في التعليم والتربية وأن التعليم أكبر من مجرد وظيفة تأخذ عليها راتب لكنه عطاء وإعداد جيل ينفع المجتمع فعال ويتحمل المسؤولية وليس مهما أن يردد كلمات للنجاح فقط وأن نعزز معنى الإنسانية والحوار وقبول الآخر والاتقان والالتزام بالعمل والأنظمة وإنتاج جيل نافع وليس معاقا وعالة على مجتمعه. وأوضحت التويجري أنها بعد المعايشة في البرنامج تغير الكثير لدي ورأيت المدرسة دولة تعليمية قوية تؤمن بأن الفكر السليم والجسد السليم والمبادئ والقيم الأخلاقية تبدأ من المدرسة بعد البيت. مؤكدة أنها متحمسة مع زملائها لتطبيق ما تعلموه هناك في مدارسنا. مبينة أنها نقلت خبراتها لآخرين وتم تطبيق بعض المشاهدات ولله الحمد مشيرة إلى أنبرنامج خبرات ناجح بكل المقياس لفتح العقول لتجارب جميلة واستيعاب أن العملية التعليمية أكبر من وظيفة وأكبر من أداء عمل بل وأنها الركيزة التي ينتج عنها فكر شعب وجيل واع ومجتمع مزدهر ورؤية مستقبل.

مشاركة :