ترأس البابا فرنسيس، صباح اليوم الجمعة، الاحتفال بالقداس كما جرت العادة في كابلة بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان. وتوقف في عظته عند الاضطهادات التي يتعرض لها المسيحيون وكل رجل وامرأة في عالمنا اليوم، من خلال الاستعمار الثقافي والحروب والجوع والعبودية، وكلها يسببها إبليس كما قال. وأضاف فرنسيس أننا نشهد اليوم اضطهادا كبيرًا لا يتعرض له المسيحيون وحسب إنما كل رجل وامرأة حول العالم لافتا إلى أننا نعيش اليوم في عالم من العبودية. وأكد أن الرب يعطينا نعمة الكفاح كي نتمكن من استعادة صورة الله الموجودة فينا.وذكّر البابا المؤمنين بأن الاضطهاد ضد المسيحيين اندلع كالحريق على مر العصور الغابرة، لافتا إلى أن هذا الاضطهاد هو جزء لا يتجزأ من الحياة المسيحية، إنه في الواقع من بين التطويبات، هذه الطوبى التي يحصل عليها من يُضطهَد بسبب أمانته للآب. هذا ثم أكد فرنسيس أن الاضطهاد ما يزال سائدا في العالم الذي يعيش فيه المسيحي اليوم، مشيرا إلى وجود أعداد كبيرة جدًا من الشهداء المسيحيين الذين يُقتلون بسبب محبتهم للرب، كما أن المسيحيين محرومون من حقوقهم الأساسية في العديد من بلدان العالم. وتحدث البابا عن وجود بلدان يُزّج فيها المسيحي في السجن إذا عُثر عليه يحمل صليبًا، كما أن هناك أشخاصا حُكم عليهم بالإعدام لمجرد كونهم مسيحيين. ولفت أيضا إلى أن عدد الشهداء المسيحيين اليوم يفوق عددهم في القرون الأولى مع أن هذا الأمر لا يحظى باهتمام الصحف ووسائل الإعلام.ورأى البابا أن إبليس يقف اليوم وراء الاضطهادات التي يتعرض لها كل رجل وامرأة، لأن الإنسان خُلق على صورة الله ومثاله. وذكّر فرنسيس بأن هذا ما حاول أن يفعله إبليس منذ البدء – كما نقرأ في سفر التكوين – عندما حاول أن يقضي على التناغم بين الرجل والمرأة، هذا التناغم الذي خلقه الله. وقد تمكن من تحقيق هذا الهدف من خلال الخداع، وهو السلاح الذي يستخدمه إبليس. وأكد البابا أن هذه الحملة الشيطانية ضد الرجل والمرأة مستمرة في يومنا هذا، وإلا لا يسعنا أن نفسر الجهود الرامية إلى النيل منهما. وأشار فرنسيس إلى وجود أشخاص كثيرين يفتقرون إلى الطعام على الرغم من كثرته في العالم، هذا ناهيك عن مشكلة استغلال الإنسان والأشكال المتعددة للعبودية والتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون في السجون. ولم تخلُ عظة البابا من الإشارة إلى الحروب والأشخاص الذين يخططون لشن المعارك بغية القضاء على الآخرين، فضلا عن مصنّعي الأسلحة. وأكد في الختام أن هذه الحروب وأعمال العنف لا تنال من المسيحيين وحسب إنما ترمي إلى القضاء على كل رجل وامرأة في العالم لأنهما مخلوقان على صورة الله.
مشاركة :