واشنطن تتمسك بحماية الأكراد من تهديدات الأسد

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن- حذرت وزارة الدفاع الاميركية الخميس الرئيس السوري بشار الاسد من استخدام القوة ضد المقاتلين العرب والاكراد الذين تدعمهم واشنطن لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال شرق سوريا. وقال الجنرال الاميركي كينيث ماكنزي من هيئة الاركان للصحافة "يجب على اي طرف منخرط في سوريا ان يفهم ان مهاجمة القوات المسلحة الاميركية او شركائنا في التحالف ستكون سياسة سيئة للغاية". وذكّرت المتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت بأنّ الجيش الأميركي ينتشر في سوريا من اجل قتال تنظيم الدولة الاسلامية. وقالت في مؤتمر صحافي "رغبتنا ليست الانخراط في الحرب الأهلية السورية". وخلال مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، تم بثها الخميس، قال الاسد "باتت المشكلة الوحيدة المتبقية في سوريا هي قوات سوريا الديمقراطية". وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، وقد خاضت المعارك الاقسى ضد تنظيم الدولة الاسلامية في عدد من هذه المناطق لا سيما الرقة، وتمكنت من طرده منها بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية. واضاف الاسد "سنتعامل معها (قوات سوريا الديمقراطية) عبر خيارين، الخيار الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأن غالبية هذه القوات هي من السوريين إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم". وقال إنه سيتفاوض مع المقاتلين الذين تدعمهم واشنطن ميدانيا لكنه سيستعيد الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة إذا لزم الأمر سواء دعمتهم القوات الأميركية أم لا. وأضاف "أتوا إلى العراق دون أساس قانوني، وانظر ما حل بهم. عليهم أن يتعلموا الدرس. العراق ليس استثناء، وسوريا ليست استثناء. الناس لم يعودوا يقبلون بوجود الأجانب في هذه المنطقة". وأثار الأسد احتمال الصدام مع القوات الأميركية في سوريا ما لم تأخذ الولايات المتحدة العبرة من العراق وترحل عن سوريا سريعا. استخدام القوة وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تتطلع لقتال قوات سورية أو إيرانية لكنها ستستخدم "القوة الضرورية والمتناسبة" للدفاع عن القوات الأميركية والقوات الشريكة لها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقال مسؤول في الوزارة "يظل التحالف العالمي بقيادة الولايات المتحدة ملتزما بالتركيز على هزيمة الدولة الإسلامية في سوريا ولا يسعى لقتال حكومة سوريا أو إيران أو جماعات دعم إيرانية في سوريا". وأضاف "لكن كما قلنا من قبل إذا تعرضنا لهجوم لن نتردد في استخدام القوة الضرورية والمتناسبة للدفاع عن القوات الأميركية أو قوات التحالف أو القوات المشاركة في عمليات لهزيمة الدولة الإسلامية". غرافوفي المقابلة مع قناة روسيا اليوم رد الأسد أيضا على وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب له بأنه "الأسد الحيوان" قائلا إن "الكلام صفة المتكلم". ويبدو من الصعب الآن التفوق عسكريا على الأسد، المدعوم من روسيا وإيران، في الحرب التي أدت لمقتل نحو نصف مليون شخص وشردت نحو ستة ملايين داخل الدولة ودفعت خمسة ملايين آخرين للفرار إلى الخارج ليصبحوا لاجئين. ويعتقد أن هناك نحو 2000 من القوات الخاصة الأميركية في سوريا حيث يقدمون الدعم لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على مناطق واسعة خارج سيطرة الحكومة السورية لكنها تجنبت الاشتباكات المباشرة مع الحكومة خلال الحرب متعددة الأطراف. وقال ترامب في أبريل إنه يرغب في سحب القوات الأميركية من سوريا في وقت قريب نسبيا، لكنه عبر أيضا عن رغبة في ترك أثر قوي ودائم. وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن واشنطن وحلفاءها لن يرغبوا في سحب قواتهم من سوريا قبل أن يظفر الدبلوماسيون بالسلام. وردا على تصريحات الأسد، قال كينو جابرييل المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن الحل العسكري ليس "هو الحل الذي يقدر أن يوصل لأي نتيجة وأي حل عسكري بما يخص قوات سوريا الديمقراطية سوف يؤدي إلى مزيد من الخسارة والدمار والصعوبات بالنسبة للشعب السوري". وأضاف "الخلاص بالنسبة للوضع السوري من خلال مفاوضات ومن خلال قبول مختلف أطراف الصراع ضمن سوريا بالآخر والجلوس إلى طاولة المفاوضات والنقاش حول مصالح الشعب السوري وحقه في الحياة بحرية وكرامة". وتابع "وهذا شيء رأيناه من خلال دولة أو نظام ديمقراطي قام على أساس التعددية والمساواة والحرية والعدالة لكل الشعوب ولكل المكونات سواء العرقية أو الاثنية أو الدينية الموجودة في سوريا". الكلام صفة المتكلم قوات سوريا الديمقراطية تجنبت الاشتباكات المباشرة مع الحكومة وجاء وصف ترامب للأسد "بالحيوان" بعد ما يشتبه أنه هجوم بغاز سام على مدينة كانت تحت سيطرة المعارضة قرب دمشق في أبريل، وقالت منظمات إغاثة طبية إن الهجوم قتل العشرات. ودفع الهجوم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لتوجيه ضربات صاروخية لسوريا، قالت الدول الثلاث إنها استهدفت برنامج الأسلحة الكيماوية السوري، وذلك في أول ضربة غربية منسقة توجه لحكومة الأسد خلال الحرب. وردا على سؤاله عن لقب يطلقه على ترامب بعد أن وصفه بأنه "الأسد الحيوان"، قال الأسد "هذه ليست لغتي ولذلك لا أستطيع استخدام لغة مماثلة. هذه لغته هو. إنها تمثله. لدينا قول معروف هو أن "الكلام صفة المتكلم"". وسعى الأسد في المقابلة للحد من حجم ما تحصل عليه حكومته من دعم إيراني. وقالت إسرائيل، التي تشعر بقلق شديد من نفوذ طهران في سوريا، إنها دمرت عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا هذا الشهر بعد أن أطلقت قوات إيرانية صواريخ على أرض تحتلها إسرائيل للمرة الأولى. وأضاف أن الوجود العسكري الإيراني في سوريا يقتصر على ضباط يساعدون الجيش السوري. وفي إشارة على ما يبدو لهجوم نفذته إسرائيل في العاشر من مايو، قال الأسد إنه أدى إلى "استشهاد وجرح عشرات الشهداء والجرحى السوريين، ولم يكن هناك إيراني واحد". وعندما سئل إن كان هناك أي شيء يمكن أن تقوم به سوريا لوقف الضربات الجوية الإسرائيلية أجاب الأسد "الخيار الوحيد أمامنا هو تحسين دفاعاتنا الجوية. هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع فعله، ونحن نفعله" مشيرا إلى أن الدفاعات الجوية السورية أقوى بكثير الآن بفضل روسيا.

مشاركة :