حول معرض «الجنة المفقودة» لخليل الهاشمي

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كان الجمهور على موعد لملامسة إبداعات الفنان خليل الهاشمي عبر معرضه المقام بعمارة بن مطر التابعة لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة بالمحرق في الفترة من (11 مارس – 25 إبريل 2018م) وما احتواه من أعمال فنية ملأت المكان بــتألقها فكان الجمال حاضرًا، والخيال ساحرًا وانعكاس الإبداع جاذبًا.فهو معرض ضم تحت جناحيه الفن بكل أطيافه النحت والرسم والتشكيل والطباعة.. فكان معبرًا وللعقل وللشعور والإحساس غامرًا! وان اتخذ الفنان أيقونة الطائر في معظم أعماله الفنية فقد كان لهذا الاختيار ما يحمل في دلالته من معنى عميق ومؤثر، لما يمثله من رقة وشفافية، وحب وسلام وهو ما ينشده الإنسان من حلم عبر مسيرته الحياتية الدنيوية. فهي بمثابة المعادلة التي أصبحت هاجسًا لدى الفنان والتي جسد من خلالها رؤيته الفنية وأبدع في عطائه المبهر. في التكوين الفني الذي أعد تحت مسمى الحرب والسلام باستخدام مادة الخشب والنحاس يعتبرالتكوين بسيطًا ولكنه عميق المعنى حيث يطل الطائرالقادم من الفضاء عبر كوة وهو المتنفس كمن يحمل نور السلام في مواجهة الحرب أو العنف والتي تمثله شكل الرصاصة فيبقى السلام مطلبًا للإنسان.في العمل الفني الآخر الموسوم بذكرى الشتاء، يقف الطائر البرونزي على حافة كتلة من حجر العقيق وكأنها قطعة من جليد موحية بالشتاء، باعثة مع وضع الطائر الإحساس بالبرد لدى المشاهد، وفي المجسم المعنون بلحن القلب نجد الطائر البرونزي يلامس موقع أوتار العود وهو تعبير يغني عن كل حديث في روعة تغريدة الطير وما يرسله العود من الحان شجية نابعة من القلب والإحساس المرهف.وهكذا يتوالى حضور الطيور في معظم الأعمال التي اتسمت بدقة الصنعة والمحفزة على التفكير، واللافتة لانتباه المتلقي والمؤثرة في وجدانه. وتتنوع الأساليب والأشكال والتعابير ولكن يبقى ما تحمله من أفكار ومفاهيم مجسدة لتوق الإنسان إلى ما ينشد من خير وسلام ومحبة وأمل وجمال وتسامي.. وقد تعددت المواد أو الخامات التي استخدمها الفنان في أعماله الفنية، حيث اعتمد على الخشب والنحاس والحجر والسرميك واللون الزيتي وقلم الرصاص وغيرها من المواد التي وظفها بجدارة في أعماله المختلفة والنابعة من البيئة والطبيعة وأن توجهه نحو التعامل والتجريد غيرالمبهم بالاضافة إلى ثراء الفكرة وجمالية العمل (رغم بساطة تشكيله) قد شكل جانباً هاماً في إدهاش المتلقي ودفعه للاستغراق في متابعة العمل الفني بكل إهتمام وتفسيره وفق رؤيته. فالمجسم المعد من البرونز المؤكسد تحت عنوان (نهر الحياة) هو عبارة عن قارب تحمله قاعدة ويقف على سطحه إنسان ولربما يكون تفسير ذلك على أن الإنسان وهو يشق طريقه في الحياة فإن عليه أن لا يفقد إتزانه بل عليه أن يواجه مشاكله فالحياة لن تتوقف فهي جارية كالنهر.. وهكذا يمكن للمتلقي أن يمتع نفسه، ويعمل فكره وهو يشاهد الأعمال الفنية المعروضة على إختلافها سواء في مجال النحت أو الرسم أو الطباعة والتي تعكس كذلك مختلف الأساليب التي انتهجها الفنان (الواقعية التجريد الإنطباعية..) عبر أعماله، كما أن التراث لم يغب عن ذهن الفنان حيث شكل مصدرًا لأعماله. فشكرًا للفنان على إبداعه وعطائه من أجل دعم الحركة الفنية والشكر موصول كذلك للقائمين على مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة لما يبذلون من جهد في سبيل التوعية بدور الفن خاصة ونشر الثقافة بالمجتمع عامة.

مشاركة :