وجبة الفول تتربع على عرش مائدة الإفطار في المدينة المنورة

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

المدينة المنورة – يتربع طبق الفول المدني على الموائد الرمضانية في المدينة المنورة خلال وجبتي الإفطار والسحور، ويلقبه أهالي المدينة بسيّد السفرة الرمضانية لارتباطه بذكريات الأحبة من الآباء والأجداد والبيوت والحواري القديمة، إضافة إلى ما يتميز به هذا الطبق العريق من طعم لذيذ ورائحة زكية جذابة، وفوائد صحية جمّة. ومنذ أول أيام رمضان يزيد الإقبال على شراء الفول حتى اللحظات الأخيرة لما قبيل أذان المغرب حيث تزدحم محلات بيع الفول قبل صلاة المغرب بالمشترين لأنه المفضل على مائدة الإفطار في رمضان، وقد لا تكتمل المائدة دونه عند أغلب العائلات كونه وجبة الغذاء المشبعة التي تقضي على الشعور بالجوع بعد صيام نهار كامل. وفي رمضان تتحول محال بيع الفول إلى خلية من الناس لا تهدأ خصوصا في وقت ما قبل المغرب، في مشهد يتكرر كل عام، حيث يفضل الكثير من الصائمين الحصول على الفول طازجا من الجرة إلى السفرة، وبجانبه السمن البري أو زيت الزيتون وخبز التميس الطازج، والدقة المدينية وهي عبارة عن مجموعة من البهارات المخلوطة ذات النكهة الأخّاذة. ويحضر الفول المديني بطريقة تميزه عن غيره، فهو ذو طعم لذيذ وتتفرد به المدينة المنورة حتى ذاع صيته خارجها. وما يميّز محلات بيع الفول في المدينة طريقة التحضير، فلكل فوّال وصفته في إعداد وتحضير الفول، وتستهوي كل طريقة مجموعة من الزبائن الذين يطلبون وضع بعض المواد الإضافية على طبق الفول لزيادة نكهته، كالكمون والسمن البلدي، أو زيت الزيتون، لكن فول الجرّة لا يزال يتسيد رغبات الجميع. يقول بائع الفول حسن شربت “يوجد لدينا في المدينة المنورة نوعان من الفول المديني، الأول هو العادي المدمس، أما النوع الآخر فيتميز بوجود حبات من الفول المتكاملة”. ويضيف قائلا “إن لدينا زبائن من داخل وخارج منطقة المدينة المنورة على مدار العام ولكن يكثر الإقبال على الفول خلال شهر رمضان الكريم إلى درجة أننا نشهد ازدحاما شديدا قبل صلاة المغرب لأن أهالي المدينة من مواطنين ومقيمين يفضلون الفول في رمضان”. وذهبت ربة المنزل أم السعد إلى القول “إنه لا يمكننا أن نجلس على المائدة الرمضانية دون أن يكون عليها الفول والدقة المدينية، فمنذ أكثر من خمسين عاما ونحن على هذه العادة التي لم نتخل عنها في شهر رمضان، لأن للفول المديني مذاقا ورائحة خاصين ارتبطا بالمدينة المنورة وذكرياتها الرمضانية الجميلة التي نشأنا عليها سواء أفطر الصائمون داخل منازلهم أو في المسجد النبوي الشريف”. وتضيف “أن الفول هو الملازم لموائد الإفطار على مدار العام، ويكثر وجوده في شهر رمضان المبارك”، فيما تستذكر ربة المنزل فاطمة سلطان عادة تناول الفول في المدينة المنورة بالقول “منذ سنوات عديدة وسفرة الإفطار الرمضانية تحتوي بشكل يومي على الفول في هذا الشهر الفضيل، وأنا اشتري الفول وأبخره في المنزل بوضع قطعة الفحم مع المستكة والزيت في قصدير، وأغطي القدر عليه ليصبح طعمه لذيذا، وهي عادة اكتسبتها من والدتي التي كانت تطبخه على الحطب فنأكله ساخناً مع خبز التميس، أو الشريك، والخبز البلدي الأسمر”. أما ربة المنزل أم تركي فتقول “أصبح الفول حاليا متنوع الإضافات والنكهات والطعم، فنحن نضيف إليه مثلا الفول بالحمص والفول بالطحينة والبيض والفول بالعدس والفول القلابة، وكل نوع له نكهة مميزة عادة، وأشهر تلك الأنواع الفول المبخر”. وتفخر ماريا بهاء بأنها متخصصة في طهي الفول في المنزل، وتقول “لا أشتري الفول، بل أطبخه كما يفعل بائع الفول، فطبخ الفول في المنزل له طعم مختلف حيث يمكنني من إضافة المنكهات والتوابل التي أفضّلها”. بدوره يفيد خبير التغذية في المدينة المنورة وليد المنصور بأن الفول يعد مصدرا بديلا عن البروتين، وعن الكثير من المعادن بما في ذلك النحاس والحديد والفسفور والبوتاسيوم والمغنيسيوم وحامض الفوليك والمنغنيز، ويخلو من الدهون المشبعة، إضافة إلى أنه يحتوي على فيتامينات عديدة. وهو مفيد جدا للقلب والأوعية الدموية ويحافظ على مستوى الكوليسترول في الدم، إلى جانب أنه يعمل على تكوين خلايا الدم الحمراء والحفاظ على عظام قوية ويدعم الجهاز المناعي ويعزز مقاومة الجسم للأمراض المختلفة. ولم يعد طبق الفول وجبة تقدمها المحلات الشعبية في المدينة، بل أصبح وجبة تتنافس في إعدادها أفضل الفنادق والمطاعم الراقية بطرق حديثة تختلف عما تقدمه المطاعم الشعبية.

مشاركة :