اجترح القطريون المعجزة، وتفوقوا على دول عظمى في سباقٍ مثير.. ظن كثيرون أن الدوحة ستكبو فيه مبكراً، لكنها صمدت وأبدعت وتفوقت على دول عظمى. الثاني من ديسمبر يوم له خصوصيته عند الأشقاء القطريين، لأنه شهد عندهم مولد الفرح الكبير، عندما فتح السويسري جوزيف سيب بلاتر المظروف المغلق الذي يحتوي اسم الدولة التي ستنال شرف تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وسط حالة من الترقب شملت العالم أجمع، ومشاهد تابعها مليارات البشر عبر محطات التلفزة في كل أرجاء المعمورة، وعندما ظهر اسم قطر من داخل المظروف طفرت الدموع من عيون الأشقاء القطريين، بقيادة صاحب السمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس دولة قطر وقتها. اجترح الأشقاء القطريون المعجزة، وتفوقوا على دول عظمى في سباقٍ مثير، ظن كثيرون أن قطر ستكبو فيه مبكراً، لكنها صمدت وأبدعت وتفوقت على دول بحجم وإمكانات الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، وظفرت بتنظيم المونديال. أمس الاول أعاد القطريون الاحتفال بالذكرى الجميلة على طريقتهم الخاصة، وفضلوا أن يحولوا المناسبة إلى ساحة لتجديد وتأكيد الجدارة، عندما دشنوا تصميم الملعب الرابع للمونديال في حفل بسيط لم يخل من الإبهار، شرفه بالحضور معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس الوزراء القطري، وسعادة الشيخ صلاح بن غانم العلي وزير الرياضة في قطر، بالإضافة إلى سعود المهندي، رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وحسن الذوادي رئيس اللجنة العليا للإرث والمشاريع، المشرفة على ملف تنظيم قطر للمونديال، وأمينها العام ناصر الخاطر. الملعب الذي دشنته قطر أمس الاول يحمل الرقم أربعة في سلسلة ملاعب ضخمة ومتطورة ستحظى بشرف احتضان البطولة التي ستنطلق بعد ثماني سنوات من الآن، وسيكتمل إنشاؤه في العام 2018، أي قبل أربع سنوات كاملة من بداية مسابقة كأس العالم، ويعتبر من أجمل وأحدث ملاعب العالم، ويتسع لأربعين ألف مشجع، وسيتم تقليص سعة الملعب إلى خمسة وعشرين ألف مقعد، والتبرع بخمسة عشر ألفاً للدول الفقيرة لتأكيد روعة الحلم القطري، وسيكون الملعب مكيفاً بالكامل على الرغم من أن سقفه سيظل مفتوحاً على فضاء قطر الواسع. درجة الحرارة خارج الملعب حال تنظيم المونديال في الصيف ستبلغ أربعين درجة مئوية، لكن درجة الحرارة داخل الملعب وفي المدرجات لن تزيد عن ستةٍ وعشرين درجةً، لأن التقنية المستخدمة في تبريده تعتبر من تقنيات التبريد في العالم أجمع. سيحوي الاستاد -علاوةً على الملعب الجميل- أحواضاً أولمبية للسباحة والغطس، ومجمعاً للألعاب الفردية والجماعية، ومركز سياحة بمواصفات عالمية، ومجموعة كبيرة من المطاعم والمقاهي وقاعات للمؤتمرات ومنتجع صحي ومحطة للمترو وأخرى للحافلات، وملاحق أخرى عديدة، ستحول الاستاد إلى مركز جذب سياحي كامل المواصفات.
مشاركة :