محتويات الحجرة النبوية مثال على زهد الرسول

  • 6/3/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعض محتويات الحجرة النبوية وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: «نام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، قلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاءً؟ فقال: «مالي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثمَّ راح وتركها». رواه ابن ماجه، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. هذا هو فراش محمد بن عبدالله، إن الحصير الذي ينام عليه قد أثر في جنبه تأثيراً واضحاً، بحيث يراه من زاره مثل عبدالله بن مسعود، وقد اقترح على الرسول أن يلين فراشه بأحسن من الحصير، تخفيفًا عنه، فوعظه بتلك الموعظة التي لا بد لنا أن نتذكرها دائماً، «ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها». ونستكمل صورة حجرة نوم الرسول من وصف ابن عباس، نقلاً عن عمر بن الخطاب، وهي صورة دقيقة. عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «حدثني عمر بن الخطاب، قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير، قال: فجلست، فإذا عليه إزاره، وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، وقرظ في ناحية في الغرفة، وإذا إهاب معلق، فابتدرت عيناي –أسرعت بالدمع-، فقال: «ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ فقلت: يا نبي الله! وما لي لا أبكي؟! وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خِزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار، وأنت نبي الله وصفوته، وهذه خزانتك! قال: «يا ابن الخطاب! أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟!» رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولفظه: قال عمر رضي الله عنه: استأذنت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخلت عليه في مشربة، وإنه لمضطجع على خصفة، إن بعضه لعلى التراب، وتحت رأسه وسادة محشوة ليفاً، من ليف النخل الخشن، وإن فوق رأسه لإهاباً عطناً، وفي ناحية المشربة قرظ، فسلمت عليه، فجلست، فقلت: أنت نبي الله وصفوته! وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير؟! فقال: «أولئك عجلت لهم طيباتهم، وهي وشيكة الانقطاع، وإنا قوم أخرت لنا طيباتنا في آخرتنا». ورواه ابن حبَّان في صحيحه عن أنس أن عمر دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكر نحوه. «المشربة» -بفتح الميم والراء، وبضم الراء أيضاً- هي الغرفة. «وشيكة الانقطاع»: أي سريعة الانقطاع. وأكملت الرسم السيدة عائشة -رضي الله عنها- فقالت: «إنما كان فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه أدماً (أيْ: جلداً) حشوه ليف». تركة الرسول بعد وفاته وديونه وعن علي بن رباح قال: سمعت عمرو بن العاص -رضي الله عنه- يقول: لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزهد فيه، أصبحتم ترغبون في الدنيا، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزهد فيها، والله ما أتت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر من الذي له، قال: فقال بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قد رأينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستسلف، رواه أحمد، ورواته رواة الصحيح، والحاكم، إلا أنَّه قال: ما مرّ به ثلاث من دهره إلا والذي عليه أكثر من الذي له، وقال: صحيح على شرطهما. ورواه ابن حبَّان في صحيحه مختصراً: كان نبيكم -صلى الله عليه وسلم- أزهد الناس في الدنيا، وأصبحتم أرغب الناس فيها. وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير». رواه البخاري، ومسلم، والترمذي.;

مشاركة :