مثقفون لـ"عاجل": "الوزارة المستقلة" حلم انتظرناه طويلًا

  • 6/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

"دلالة كبيرة لحرص الدولة على إعطاء الثقافة الزخم الذي تستحقه".. بهذه الكلمات أبدى العديد من المثقفين لـ"عاجل" ارتياحهم الشديد لصدور الأمر الملكي الكريم، اليوم السبت، بفصل الثقافة عن وزارة الإعلام وإنشاء وزارة مستقلة لإدارة شؤونها. وفي هذا السياق، اعتبرت الكاتبة، هيله المشوح، إنشاء الوزارة "ضرورة قصوى" وليس ترفًا؛ إذ إن "المملكة لديها مخزون من التنوع الثقافي الهائل، الذي يجب أن يراه العالم على كل مستوياته" حسب قولها. مساحة مستحقة وأضافت لـ"عاجل" أن الوزارة الجديدة ستكون منوطة بالتحضير لمشروع حضاري كبير تقدمه السعودية للعالم بصورة نموذجية تليق بحراكها الإبداعي مؤخرًا، في ظل توجهات القيادة التطويرية، ورؤيتها التنموية، مشيرة إلى أنَّ التوسع المستمر في هذا الإطار يستحق مساحة خاصة ووزارة تتماهى مع حراكه. وتمنت "المشوح" للوزير الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود السداد والتوفيق في تحقيق طموحات وتطلعات الوطن قيادة وشعبًا. حلم المثقفين وفي سياق متصل، وصف الإعلامي والشاعر، مفرح الشقيقي، إنشاء الوزارة الجديدة بالحلم الذي تحقق على يد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان، الذي ترجم تطلعات المملكة وتوجهاتها التطويرية في قيادة شابة للوزارة، تمثلت في تعيين الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود. وأضاف لـ"عاجل" أن السعودية تملك تنوّعًا ثقافيًا هائلًا وكنوزًا بحاجة إلى من يخرجها للعالم، وهو ما ستستهم الوزارة الجديدة في تحقيقه، قائلًا: "أنا متفائل بأن هذا الاهتمام الوطني بقطاع الثقافة سيحقق لنا هذه الأهداف، وينقل للعالم صورة السعودية المشرقة التي تتطلع دائمًا للأفضل". وتابع "الشقيقي": "علينا أن نستثمر هذه الفترة الممتلئة بالطموح، علينا حل كل الملفات الثقافية العالقة، علينا ابتكار فعل ثقافي كبير على كافة الأصعدة والمستويات الثقافية، وأتمنى من وزير الثقافة أن يولي اهتمامًا عاليًا بالشباب المثقف، فهو منّا ويفهم تطلعاتنا؛ إذ لدينا الكثير مما نحلم به ونرجوه ثقافيًا، وأثق كثيرًا أنه سيحققها، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب للحلم المناسب". عبء الإعلام فيما قالت الكاتبة، مها الشهري: "الثقافة كانت عبئًا على وزاره الإعلام، ولذا كان فصلها من أهم القرارات التي صدرت في العهد الجديد، والتي تسعى نحو تحقيق رؤية ٢٠٣٠". وأضافت لـ"عاجل": "هذه الخطوة تتحرر فيها هوية الثقافة وتصبح ضمن عمل مستقل، فالإعلام في الوقت السابق كان يأخذ أولويته على الشؤون الثقافية بشكل جعلنا نشعر بأن الثقافة تشكل عبئًا على الوزارة". وتابعت "الشهري" أن إنشاء الوزارة الجديدة يمكن المثقفين من تفعيل حراكهم الإبداعي؛ إذ ستكون هي المعنية بتطوير منجزاتهم ونجاحاتهم، والمنوطة بإبراز التراث الوطني والاهتمام بالتراث العمراني وإعادة الأنظار إليه كسمة حضارية وإرث له قيمته البالغة، بالإضافة إلى تشكيل هوية للثقافة السعودية ودعمها بكل الإمكانات التي تبرزها على المستويين المحلي والعالمي. آفاق الشباب ووصفت الكاتبة، عبير العلي، وجود الثقافة والإعلام معًا في وزارة واحدة، قبل الأمر بالملكي، بالخليط المسيء لكليهما، حسب تعبيرها، موضحة: "كنا نلمس خلطًا بين العمل الإعلامي والثقافي وعدم وضوح معايير لهما وهذا كان يسيء إلى الجانبين الذين رغم اتفاقهما في بعض المضامين إلا أن لكل منهما قالبه الخاص، الذي ينبغي أن يتشكل فيه بشكل متقن، ويلقى فيه الاهتمام والرعاية الخاصة حتى ينضج ويقدم مواد لها قيمتها وثقلها، وهذا لن يتحقق إلا بإدارة وهيكلة مستقلة". وأضافت لـ"عاجل" أن الساحة الثقافية شهدت قطيعة بين الشباب وبين مؤسسات الإبداع كالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، ليس فقط بسبب قلة أنشطتها الجاذبة لهم، ولا لسيطرة الروح الأكاديمية والنخبوية التي تضع معايير عالية لا يستطيع الشاب المبتدئ تجاوز سقفها في عملهم الإبداعي إلا بعد سنوات من التجربة والخبرة، بل أيضًا بسبب ضعف الخطة الوزارية السابقة للعناية بالثقافة كقطاع مستقل، حسب رأيها. وعبرت "العلي" عن أملها في أن تكون وزارة الثقافة المستحدثة محركًا فاعلًا للقوى الناعمة في المملكة وأن تمنح مجالات الثقافة بمختلف أنواعها (المرئية والمسموعة والمقروءة) مساحات مدروسة تساعد على الإبداع والأخذ بالمستوى الثقافي السعودي للعالمية بجدارة واستحقاق.

مشاركة :