العـــزلــــة الدوليــــــة تهـــــدد دول الحصـــــار

  • 6/3/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية : نجحت قطر بقوة إرادتها وحكمة قيادتها وتلاحم وصمود شعبها، في قلب الطاولة على دول الحصار وإفشال مخططاتها لعزلها إقليمياً ودولياً، وبدلاً من انعزالها عززت من شراكاتها وعلاقاتها الإستراتيجية وتحالفاتها الدولية والإقليمية، فيما تهدد لعنات العزلة دول الحصار وفي مقدمتها السعودية والإمارات، بسبب تورطهما في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وممارسة حماقات سياسية في اليمن ولبنان والصومال وليبيا والسودان. ولم تعد أكاذيب ومزاعم وافتراءات دول الحصار تنطلي على المجتمع الدولي، حيث اعتقدت هذه الدول الأربع واهمة أن بإمكانها خداع العالم وتلفيق الاتهامات وترويج الأكاذيب حول قطر، لكن قطر ردت على هذه المخططات بأن عزلتهم هم عن العالم وعززت هي من شراكاتها وتحالفاتها عبر إبرام عدد غير مسبوق من اتفاقيات التعاون النوعية والشراكات الإستراتيجية مع كبرى الدول وأعرق المنظمات الدولية وآخرها اتفاقية التعاون الأمني مع حلف شمال الأطلسي «الناتو».  وعلى النقيض مما تروج له دول الحصار من افتراءات وأكاذيب، تعاني الرياض وأبوظبي من انتقادات لاذعة من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لارتكابها جرائم حرب في اليمن وممارستها البلطجة والابتزاز السياسي لدول ذات سيادة مثل لبنان، حيث احتجزت الرياض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وأجبرته على إعلان استقالته من هناك قبل أن يتراجع عنها في وقت لاحق بعد تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد مؤخراً أن الحريري كان محتجزاً في السعودية ولولا تدخله لاشتعل فتيل الحرب في لبنان.  وأفشلت الدبلوماسية القطرية محاولات الابتزاز السياسي التي مارستها دول الحصار على بعض الدول لفرض عزلة مصطنعة على قطر، حيث مارست دول الحصار ضغوطاً على دول أخرى لقطع العلاقات مع قطر، لكنها باءت بالفشل، حيث أكد سفير جنوب إفريقيا والقائم بأعمال سفارة الصومال لدى قطر في حوارات مع الراية ، رفض البلدين لضغوط من الرياض لقطع العلاقات مع قطر، ما يؤكد اتباع دول الحصار أساليب غير مشروعة لتحقيق أغراض دنيئة على حساب سيادة وكرامة دول لا تقبل المساومة على استقلالية قرارها الوطني.   الرياض وأبوظبي معزولتان بأمر المجتمع الدولي تفند الراية بالوقائع حقيقة من يعاني العزلة ونفور المجتمع الدولي من تصرفاته الهمجية التي لا تليق بالدول والشعوب المتحضرة في القرن الحادي والعشرين. ولا تنسى الذاكرة القطرية، تصدير الرياض وأبوظبي فزاعة دعم الإرهاب، لاستثارة المجتمع الدولي ضد الدوحة وعزلها عن العالم بعقوبات قاسية، يدركها الجميع ضد الدول الراعية للإرهاب. وفي يونيو 2017، وبعد أيام قليلة من إعلان الحصار وعلى عكس مخططات العزل، خرجت أكبر منظمة دولية عرفها العالم ممثلة في الأمم المتحدة، لتؤكد عدم اعترافها بقوائم الإرهاب التي وضعتها دول الحصار، بل وأشادت بالشراكة الاستراتيجية التي تربطها مع مؤسسة قطر الخيرية التي وضعتها دول الحصار على قوائمها العبثية للإرهاب. وأكدت الأمم المتحدة أنها تلتزم بقوائم التصنيفات الإرهابية التي تصدرها مؤسساتها وليس أي جهة أخرى، وقال ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن علاقات المنظمة الدولية قوية بمؤسسة قطر الخيرية، وإن لها مشاريع مشتركة معها في اليمن وسوريا والعراق.    اتهامات دولية للسعودية والإمارات بارتكاب جرائم حرب خططت الرياض وأبوظبي لعزل قطر بمزاعم دعم الإرهاب، لينقلب السحر على الساحر وتشيد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الدول المهتمة بتصنيفات التنظيمات الإرهابية، بدولة قطر باعتبارها شريكاً أساسياً في مكافحة الإرهاب، فيما تصبح الرياض وأبوظبي، معزولتين ومنبوذتين من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، لسجلهما الأسود في انتهاك حقوق الإنسان على أراضيهما من جهة وقتلهما المدنيين في اليمن من جهة أخرى. في بداية الشهر الماضي، انتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش، قيام السلطات السعودية باعتقالات تعسفية واحتجاز يطال الآلاف بلا محاكمات .. وفي منتصف فبراير الماضي، ذكر تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية «أمنستي» أن في السعودية اعتقالات طالت صحفيين وكتاباً وأكاديميين ورجالَ دين، فيما يتم محاكمة المدافعين عن حقوق الإنسان هناك، بالإضافة إلى الدور السعودي في اليمن. وفي أكتوبر 2017، أدرجت الأمم المتحدة، التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن على لائحتها السوداء للدول والكيانات التي ترتكب جرائم بحق الأطفال وذكر تقرير المنظمة الأممية أن «أكثر من 8 آلاف طفل قتلوا أو شوهوا في صراعات عام 2016. وفي 20 يناير 2018، أعلنت الحكومة الألمانية عن قرارها وقف صادرات الأسلحة إلى الدول المشاركة في حرب اليمن، ومنها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقررت أنها لن تمنح من الآن فصاعداً تراخيص بتصدير أسلحة لهذه الدول ما دامت تشارك في حرب اليمن.    أفشلت خطط المتآمرين وحولتها إلى تصريحات جوفاءقــــطــــــر تقلــــب الســــحر على الســــــاحر  يزعم بعض المسؤولين في دول الحصار نجاح مخططهم لعزل قطر عن العالم، ظنًا منهم أن أربع دول تفتقد للمبادئ هي العالم .. ومع مرور عام على الحصار، توثق اتفاقيات التعاون بين قطر وكبرى الدول والمنظمات الدولية، زيف وأكاذيب دول الحصار وأنها لا تخرج عن كونها تصريحات جوفاء للاستهلاك الإعلامي داخل بلادهم. وتمكنت قطر من نسف مخطط العزلة عبر جولات مكوكية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى عدد كبير من الدول الصديقة في قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا .. ومع تصدر محاولات تعكير صفو العلاقات القطرية الأمريكية أجندة دول الحصار لعزل قطر، تؤكد الأرقام فشل هذا المخطط، حيث زار صاحب السمو الولايات المتحدة مرتين خلال الأزمة، الأولى خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2017 والثانية في أبريل الماضي، حيث ترأس سموه وفداً قطرياً رفيع المستوى من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والدفاع والاقتصاد .. وفي نهاية يناير 2018، عقد البلدين حوارًا استراتيجيًا غير مسبوق تمخض عن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تؤكد عمق العلاقات بين الدوحة وواشنطن. وعلى مستوى الشراكات الأمنية والاستراتيجية، عززت قطر من شراكاتها الأمنية مع حلفائها الدوليين بتوقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة تمويل الإرهاب في يوليو 2017 وخطاب نوايا لمكافحة الإرهاب مع فرنسا في ديسمبر 2017 واتفاقية أمنية مع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في يناير 2018. وفي منتصف فبراير الماضي، شاركت قطر في مؤتمر ميونخ للأمن، ودعت إلى إبرام اتفاقية أمنية جامعة للشرق الأوسط. وفي الشهور الأولى للأزمة وعلى غير توقعات دول الحصار، عقدت القوات المسلحة القطرية سلسلة من المناورات الدفاعية مع عدد من أكبر جيوش العالم، منها الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا وبريطانيا، كما نفت واشنطن أي خطط لنقل القاعدة الأمريكية على غير أكاذيب وطموحات دول الحصار.    خطط الإمارات الاستعمارية تعمق عزلتها تعمقت عزلة الإمارات كدولة تدّعي الحداثة والتحضر، بعد الكشف عن خططها الاستعمارية في جزيرة سقطرى اليمنية ودعمها حركات انفصالية إفريقية بما يهدد الأمن والاستقرار الدوليين. وبات مكشوفاً للعالم توظيف المال الإماراتي في تأجيج الصراعات في المنطقة بقطع صلة الأرحام مع قطر وإشعال نيران الحرب الأهلية في ليبيا، وتورطها في إشعال حرب في القرن الإفريقي بتحريض إريتريا للاشتراك مع مصر في مخطط تخريبي ضد السودان، بحسب تقارير إخبارية. واكتشف العالم الوجه الحقيقي للإمارة الصغيرة التي تورطت في العديد من الملفات القذرة وحروب العصابات واستئجار المقاتلين المرتزقة بما لا تتناسب مع إمكانياتها البشرية ولا الجغرافية. ورغم قيادة أبوظبي لمخطط عزل قطر، حقدًا وحسدًا، إلا أن لعنات الحصار طالت سمعة الإمارات ككل وأصبحت في عيون العالم دولة مستعمرة تمارس البلطجة السياسية والعسكرية على الدول الأقل حظاً في المال والثروة، فيما أبدت الشعوب في اليمن والصومال والسودان صمودًا قويًا ودفاعًا مستميتًا عن استقلالها وسيادتها أمام الأطماع الإماراتية. ويعود سبب التوتر في جزيرة سقطرى إلى إرسال الإمارات، قوة عسكرية على متن 5 طائرات نقل، حملت أكثر من 100 جندي ودبابات وعربات إلى الجزيرة، دون أخذ موافقة الحكومة اليمنية الشرعية. من جهة أخرى، رفضت الصومال ضغوطًا من دول الحصار للانحياز لطرف في أزمة حصار قطر. وأظهرت الإمارات وجهها القبيح وانتهازيتها بعيدًا عن أي قيم أو مبادئ بدعم حركات انفصالية في الصومال حيث رفضت حكومة الصومال، في فبراير الماضي، اتفاقا بشأن إنشاء قاعدة عسكرية في مدينة بربرة على ساحل خليج عدن، أبرمته الإمارات وجمهورية أرض الصومال، التى لا يعترف بها المجتمع الدولي كدولة مستقلة.    الحلقة الأخيرة في المخطط الفاشل شكل افتتاح قطر لبعثات دبلوماسية جديدة مثل بعثة غانا الشهر الماضي، واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع دول صديقة مثل السنغال وتشاد، كانت قد قطعت علاقاتها مع الدوحة في بداية الأزمة، تدميرًا شاملاً لمخطط عزل قطر. كما كشفت الأزمة عن ممارسة دول الحصار نوعًا من التضليل والابتزاز السياسي للعديد من الدول الأخرى لخلق قطيعة مصطنعة وعزلة مفتعلة، كان مصيرها في النهاية الفشل وسلات المهملات. وظلت الرياض معزولة عن ألمانيا أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، منذ سحب سفيرها لدى برلين، نوفمبر الماضي. وسحبت السعودية سفيرها في برلين بعد تصريحات وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل تجاه ممارسات السعودية بالمنطقة سواء ضد قطر أو اليمن أو لبنان ووصفه لها بأنها مغامرة، قائلاً «إنه يجب أن تكون هناك إشارة مشتركة من جانب أوروبا، بأننا لم نعد مستعدين للقبول بصمت لروح المغامرة، التي تتسع هناك منذ عدة أشهر». وذلك في إشارة إلى احتجاز الرياض لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ودفعه إلى الاستقالة، وهو ما أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا. وعلى مدار هذه الشهور ظلت الرياض معزولة عن ألمانيا قبل أن تعيد سفيرها مع تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة وتعيين وزير الخارجية الحالي هايكو مآس في مارس الماضي.

مشاركة :