مثقفون: لدينا تنوّع ثقافي هائل وكنوز بحاجة إلى من يخرجها للعالم

  • 6/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كد مثقفون أن إنشاء وزارة مستقلة للثقافة معزز لبرنامج «التحوّل الوطني 2020» و«رؤية المملكة 2030» وعلى عزم القيادة على تحقيق أهدافها التنموية، مبينين أن بلادنا العريقة المتجددة تترقب حضورا مختلفا للثقافة بعد أن أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكيا يقضي بإنشاء وزارة جديدة للثقافة بعد فصلها عن «الإعلام»، ليكون للثقافة بيتاً خاصاً على هرمه الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وتأكيداً على ما قاله الأمير محمد بن سلمان ان «الترفيه والثقافة سيكونان رافدان مهمان جدا في تغيير مستوى معيشة السعودي خلال فترة قصيرة». وأوضح الإعلامي مفرح الشقيقي أن إنشاء وزارة مستقلة للثقافة كان حلماً كبيراً تحقق اليوم على يد الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ليس ذلك فحسب بل بقيادة شابة بتعيين الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، هذا الحلم الذي أصبح واقعاً يجب أن يبتهج به كل مثقف يحب وطنه، لماذا؟ لأن الثقافة شريك استراتيجي في بناء الوطن وإنسانه، وقال: «وجود قطاع مستقل للثقافة إدارياً ومالياً يُعطي تركيزاً أكبر لإنتاج عمل ثقافي يليق بنا»، مؤكدا أن لدينا ثقافة كبيرة وتنوّع ثقافي هائل وكنوز ثقافية بحاجة إلى من يخرجها للعالم. واستطرد: «أنا متفائل بأن هذا الاهتمام الوطني بقطاع الثقافة سيحقق لنا هذه الأهداف، وينقل للعالم صورة السعودية المشرقة التي تتطلع دائماً للأفضل»، مطالبا باستثمار هذه الفترة الممتلئة بالطموح حل كل الملفات الثقافية العالقة وابتكار فعل ثقافي كبير على الصعد والمستويات الثقافية كافة. وتمنّى الشقيقي من وزير الثقافة أن يولي اهتماما عاليا في الشباب المثقف، وقال: «أنت منّا وتفهم تطلعاتنا ولدينا الكثير مما نحلم به ونرجوه ثقافياً، أثق كثيراً أنك ستحقق لنا ما نحلم به، فأنت الرجل للمناسب في المكان المناسب للحلم المناسب»، وتابع: «أول قرار أتمنى أن يقوم بعمله وزير الثقافة هو تمكين الشباب السعودي من مفاصل العمل الثقافي، وذلك بتعيينهم ضمن طاقم الوزارة وإعطائهم الفرصة لتقديم الإبداع وقيادة المشهد». من جانبه، وصف الكاتب فهد الأحمري فصل وزارة الثقافة عن الإعلام بأنه قراراً تاريخياً انتظره كثير من المثقفين السعوديين لكون البلد تعيش مرحلة حيوية جديدة تشع بالتغييرات النوعية والعمل الجاد في كثير من الجوانب ومنها الأعمال الإعلامية والثقافية، ما يتطلب فصل الوزارتين عن بعضهما لتتمكن كل وزارة من التركيز على مهامها الموكلة بها. وقال: «يتضح في رؤية ٢٠٣٠ تركيز قوي على جانب الثقافة بأنواعها المختلفة كالأدب والموروث الحضاري والثقافي والفنون والمسرح والسينما والمتاحف وغيرها، ما يتطلب تكثيف الجهود الهائلة في هذا الشأن ولا يتحقق ذلك إلا باستقلالية تامة للثقافة». وأبان أن الثقافة عانت في الفترة السابقة بسبب تركيز الوزارة على جانب الإعلام الذي كان هو مركز اهتمامها الأول ما أضر بالجانب الثقافي، مؤكداً أن لدينا قوى ناعمة هائلة جدا متمثلة في جانب الموروث الإسلامي والأدبي والثقافي الذي لم يتم إعماله واستغلاله بالشكل المطلوب، وأضاف: «هذا الإرث الثقافي ممتد حتى لما قبل عصر الإسلام، لكنه للأسف لم يُقدم بالشكل الذي يستحقه ويليق بالوطن». وأردف الأحمري: «ينتظر المثقفون من الوزير الجديد غربلة ثقافية واسعة تشمل تحويل ثقافتنا العريقة إلى منتج يقدم للعالم والعمل على تحسين الخطاب الثقافي ليتوافق مع النقلة الجديدة والمكانة العظمى للسعودية الجديدة وانتشال الأندية الأدبية من الهزال الذي تعيشه». وأضاف: «أتمنى من الوزير في أول عمل يقوم به إنشاء مراكز ثقافية في أحياء المدن تستقبل المواهب بشتى أشكالها وتصقل مهاراتهم، وتقيم هذه المراكز دورات تعليمية متعددة في الكتابة والتمثيل والموسيقى وغيرها من المهارات». وأوضح أن «الرؤية» تسعى لتطوير قطاع الثقافة في المملكة وتأسيس مراكز حاضنة للإبداع وتوفير منصات للمبدعين للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم، وكذلك خلق صناعة ثقافية تعنى بالفن والمسرح والسينما والأنشطة الفنية والتشكيلية، وتحويل الثقافة إلى عنصر رئيس للتواصل بين الناس ورافد للاقتصاد.

مشاركة :