رأى عدد من الكتاب والمثقفين العرب والسعوديين أن المشهد الثقافي السعودي الراهن يتميز بنقلة نوعية من الناحية الأدبية والفكرية وتعدد الإصدارات، مشيرين إلى أن الروايات التي طبعت في السنوات العشر الأخيرة حملت مجمل جوانب التكوين الإنساني الأدبي، فحضر فيها الحب والمرأة والتاريخ، إضافة للعودة للماضي القريب والطفولة والأحداث البعيدة القريبة التي شهدتها منطقة الخليج العربي. وقال الأديب المصري عامر لطفي، وهو صاحب دار نشر إن "ما تشهده الساحة الثقافية السعودية في السنوات الأخيرة يعد نقلة نوعية، ويتميز بنكهة ثقافية مميزة، فقد استطاع الكاتب والروائي السعودي نقل الواقع والأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة إلى حنايا الكتب والروايات التي أخذت تبحث عما يثير اهتمام القارئ ويجذب انتباهه". وتابع "استطاع الأديب السعودي صنع علامة فارقة ميزت الأدب السعودي من خلال محاكاة تاريخ وأحداث معاشة أو قريبة بصورة بسيطة تحمل رسائل فكرية معينة.. وما يشهده معرض الرياض اليوم -الذي يستحق بحق أن يكون تظاهرة أدبية- شاهد على اهتمام السعوديين بحركة التأليف والنشر والقراءة، وقد لاحظت توافد زوار المعرض صغارا وكبارا على الكتاب بطريقة ـ في حقيقة الأمر ـ لم أكن أتوقعها". وبدوره قال الممثل السعودي عبدالله عمار إن "المعرض صورة معبرة وواضحة للمشهد الثقافي السعودي، ونحن نتابع في كل يوم ثمانية توقيعات لكتاب سعوديين، منهن أربع كاتبات ومثل ذلك من الكتاب، وهذا إن دل على شيء، فإنما يُظهر صورة المرأة المثقفة السعودية في الميادين الثقافية". وأوضح "حصد السعوديون عددا من الجوائز المهمة عربيا وعالميا، ولدينا ورش عمل وكتاب محترفون، وهذا دليل على أن الحراك الثقافي السعودي كامل شامل، وهذا شيء نفتخر به". بدورها رأت الأردنية ناريمان علي التي تزور المعرض والتي تهتم خصوصا بالرواية، ومنها الرواية السعودية، وتقول "تمكنت الروائية السعودية اليوم من رسم ملامح صورة حقيقية عن المرأة المسلمة بشكلها الحقيقي، وبما يدحض ما تنقله الروايات العالمية التي عمد بعض مؤلفيها إلى تشويه صورة المرأة العربية المسلمة والملتزمة بقربها إلى الله سبحانه وتعالى". وتابعت "أثبتت المرأة السعودية من خلال المعرض سواء كاتبة أو حتى زائرة مهتمة أنها امرأة مثقفة، وأنها ضمن النساء المؤثرات في مجتمعاتهن". وأضافت "للمثقف دور توعوي كبير يستطيع من خلاله إيصال رسالة معينة أو تسليط الضوء على فكرة معينة، ولعل الأصداء التي يجدها المعرض حتى في الصحف العالمية تؤكد على حركة النشاط الثقافي الكبير التي تشهدها المملكة".