قال الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية: إن مساجد المحافظة احتفلت بذكرى غزوة بدر الكبرى، تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف، بإلقاء الضوء على أهم الدروس المستفادة من غزوة بدر والعمل بها فى حياتنا. وأكد "العجمى"، أن غزوة بدر أول معارك الإسلام، وكانت حدًا فاصلًا لكثيرٍ من الأمور، وتعودُ تسميةُ غزوة بدر بهذا الاسم نسبةَ إلى بئر بدر، الذي يقع بين مكة والمدينة المنورة، وحدثت أحداث غزوة بدر عنده، وقد استولى المسلمون على بئر بدرٍ وشربوا منه، واستولوا عليه، ومنعوا المشركين من الوصول إليه، وقبل بداية المعركة، تمت المبارزة بين ثلاثة من كفار قريش، وثلاثة من المسلمين، حيث كان من المشركين؛ عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن شيبة، وبارزهم من المسلمين؛ عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وقد بارز حمزة شيبة فقتله، وقتل عليُّ بن أبي طالب إبنَ شيْبة، وجرح عبيدة عتبة، فهجم حمزة بن عبد المطلب وعلي على عتبة وقتلاه، ثم احتدمت المعركة.ومن أهم الدروس المستفادة:1- نبه الله المؤمنين إلى حقيقة هامة، وهي أن لا يجعلوا حب المال يسيطر عليهم عند النظر في قضاياهم الكبرى التي قامت على أساس النظرة الدينية وحدها، مهما كانت الحال والظروف، ولذا عالج الله تجربة رؤية الغنائم مع الحاجة والفقر، واختلافهم فيها، ومسألة الأسرى بوسائل تربوية دقيقة. 2- أن الدعاء من أعظم أسباب النصر على الأعداء.3- أن الإيمان والعمل الصالح من أعظم أسباب النصر؛ ولذلك وعد الله المؤمنين الصالحين بالنصر في غير آية من كتاب الله.4- أن التوكل على الله من أعظم أسباب النصر.5- أن لزوم طاعة الله ورسوله، والابتعاد عن المعاصي وترك التنازع من أعظم أسباب النصر، ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوجه أصحابه بأن لا يفعلوا أمرًا حتى يخبروه بذلك، كما في حديث عمير بن الحمام: "لا يقدمن أحدكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه" وكان الصحابة يمتثلون أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وينفذونها بكل دقة وأن الاختلاف والتنازع من أسباب الفشل والهزيمة أمام العدو، وهذا ما حدث في غزوة بدر، فإن المشركين قبل بدء القتال حصل بين قادتهم خلاف كان سببًا لضعف العزائم والهمم، وبالتالي إلى الهزيمة.6- عدم الاستهانة بالعدد حيث كان عدد المسلمين في غزوة بدر 319 مجاهدًا، بينما كان المشركون ثلاثة أضعافهم أو يزيد قليلًا، وعلى الرغم من ذلك فقد استطاع المسلمون تحقيق النصر، وهزيمة المشركين حينما قتلوا منهم سبعين، وأسروا سبعين آخرين، وما كان ذلك النصر إلا بفضل جنود الله التي أيد المسلمين بها، ثم ثبات المسلمين في أرض المعركة.واختتم العجمى حديثه قائلا: إننا تحتاج الآن إلى التعلم مما فعله النَّبيٌّ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- يوم بدر من مبدأ الشٌّورى مع أصحابِهِ،فجَعَلَهم صَفًَّا وَاحِدًا أمام العدو،فقد توحَّدت الجبهةُ الإسلاميةُ تمامًا،ولم يعد هناكَ خوفٌ من نُشُوبِ خلافٍ، بين الذين خرجُوا للحصولِ على ما في القافلةِ،ولم يخرجوا للقتال،ولم يعد هناك داعٍ، للتفكير في موقف أهل المدينة من قرارِ خوضِ المعركةِ بعد أن تكلَّم باسمهم أحدُ زعمائِهم مُؤيِّدًا ما يعملُهُ الرَّسُولُ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-دُونَ أن يُخالِفَهُ أحدٌ من الأنصارِ،ويكون بذلك قد تقرر موقفُ الأنصارِ عُمُومًا من السِّياسةِ الخارجيةِ للدولةِ الإسلاميةِ.ونستطيع بعد ذلك أن نقول: إنَّ المسملين كانُوا ملتفين حولَ قيادتِهم،مُؤيِّدين لها في كُلِّ خُطوةٍ، تتخذها حيالَ المعركةِ، كذلكَ كانَ الجنودُ متآخينَ مُتحابينَ،غايتُهم واحدةٌ وهدفُهم واضحٌ وهذا ما يحب علينا الآن فعله بالالتفاف حول قيادتنا ونصرة بلدنا وجيشنا.
مشاركة :