تمر علينا ذكرى أليمة وقاسية على نفوس أهل الكويت، وهي الذكرى التاسعة والعشرين للغزو العراقي على الكويت، حيث قمنا من النوم صبيحة 2/ 8/ 1990، لنتفاجأ بغزوٍ على الكويت استمر لمدة سبعة أشهر، ومن فضل الله سبحانه وتعالى ولطفه وتعاون الدول الخليجية والصديقة عادت الكويت مرة ثانية حرة أبية في تاريخ 26/ 2/ 1991. إن هناك الكثير من العبر والدروس المستفادة من هذه الحادثة الأليمة، والتي ما زال البعض يتذكرها جيداً وباللحظات العصيبة التي مر بها، وآخرون فقدوا أحبة وأعزاء، والمقابر الجماعية التي وجدت قبل أيام، خير مثال وشاهد على هذه الجريمة النكراء. والدرس الأول المستفاد هو وفاء أهل الكويت جميعهم وبمختلف طوائفهم، وفئاتهم للدفاع عن الحق والوقوف مع الشرعية، شرعية أسرة الحكم «آل الصباح» الكرام والتضحية بالغالي والنفيس، ولم يجد المعتدي أي تعاطف من أي كويتي محب لبلده، فشاهدنا رجال وأبطال المقاومة الذين دافعوا عن الكويت بكل شجاعة واستبسال مثلما حصل مع مجموعة «بيت القرين» والتي تمثل لوحة وملحمة وطنية بامتياز، ومنهم من ترك الوطن نتيجة الظروف فكان له دور فاعل في التحرك للدفاع عن الكويت، ولعل مؤتمر جدة خير مثال وشاهد والذي انعقد في المملكة العربية السعودية وجمع جميع أطياف الشعب الكويتي. الدرس الثاني المستفاد هو أننا عرفنا من عدونا ومن صديقنا، وشاهدنا وقوف دول الخليج جميعاً في صف واحد متحدين للدفاع عن هذه الأرض الطيبة، إضافة إلى الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي بأسره حتى تحقق النصر. أما الدرس الثالث هو أن الجيش العراقي عندما غزا الكويت لم يفرق بين أحد، ومن ينظر إلى أسماء الشهداء يجدهم من مختلف فئات المجتمع، لذلك نحن بأمس الحاجة اليوم للوحدة الوطنية مرة أخرى، ونراها كأفعال وليس فقط شعارات تردد وتقال، ولا نسمح لأي كائن أن يلمز بأي فئة من فئات المجتمع الكويتي. والدرس الرابع هو أن العمل الإنساني الذي تقدمه الكويت ممثلاً بالجهات الرسمية مثل الصندوق الكويتي للتنمية وبيت الزكاة، أو الجمعيات الخيرية الأخرى كان له أثر إنساني كبير في الغزو وخير من يدافع ويتحدث عن الكويت، وذلك نتيجة لدورها التنموي الذي قامت فيه عند الشعوب الفقيرة، وساهم في تعزيز صورة الكويت في نفوس شعوب العالم بأسره، والعمل الإنساني يعتبر أحد أدوات قوة الكويت الناعمة، ويجب أن يدعم العمل الإنساني الكويتي. وحسناً فعلت وزارة الصحة الكويتية بتنظيمها حملة للتبرع بالدم تحت شعار «معا للأبد... سوراً للوطن»، تزامنا مع ذكرى الغزو الغاشم، وذلك برعاية وزير الصحة الدكتور باسل الصباح وبالتعاون مع وزارة الاعلام.
مشاركة :