كان الطفل إدين هازارد يمر عبر فتحة في السياج الفاصل بين حديقة منزل والديه وأرض ملعب مجاور في مدينة برين-لو-كومت، بالانزلاق أسفل عارضة خشبية... إلى اليوم، لا يزال ذلك الملعب يحمل آثار الخطوات الاولى للاعب الذي غدا نجما وقائدا للمنتخب البلجيكي لكرة القدم. بين المنزل المتواضع الذي ترعرع فيه مع أشقائه الثلاثة الأصغر، وارض ملعب برين، لا يوجد إلا بعض الشجيرات، كان هناك سياج يتعين على لاعب تشلسي الانكليزي حاليا ان يعبره بصعوبة يوميا للذهاب لركل الكرة عندما اصبح في عمر يسمح له بذلك. وروى القائد التاريخي للنادي باسكال دومواتييه في 2016، لـ"فرانس برس"، "لا توجد أرجوحة في منزل عائلة هازارد. لا يوجد سوى الكرات. إنها كرات ادين وتلك التي يرسلها لاعبو برين دون انتباه من فوق السياج"، مضيفا ان كل من رأى ادين يلعب "أدرك سريعا انه يتمتع بشيء غير موجود لدى أقرانه". ويتذكر دومواتييه "في منتصف التسعينيات، كان إدين في سن السادسة او السابعة، وكانت أرض الملعب معشبة من جديد. أتذكر اني صرخت يومها بولد كان يلعب (على العشب) بينما كان ذلك ممنوعا. أدركت انه إدين الذي كان حافي القدمين، ويقوم من حافة منطقة الجزاء بإرسال الكرة تكرارا إلى الزاوية العلوية من المرمى. لقد ذهلت بهذا الصبي الصغير". المدرب الأول لإدين كان ميكايل باولي، نجل رئيس النادي، والذي أدرك سريعا أن الطفل الصغير سيتحول ليصبح نجما عالميا. ويستذكر باولي بدوره: "بعد أول تدريب، قلت لوالدي +بابا، لدينا لاعب موهوب+. لقد كان إدين". لم تخف موهبة هازارد على أحد. ففي كل دورة، وفي مواجهة أندية مهمة واكثر شهرة قادمة من الخارج، كان يتم اختياره دائما افضل لاعب. ويقول الوالد تييري هازارد: "يجب ان تكون أعمى لكي لا ترى مواهبه. لكن كنا نقول له دائما ألا يحلم كثيرا بمسيرة احترافية. لا نعرف أبدا ماذا تخبئ لنا الحياة: لم أكن اريد له السقوط من عل". ولد إدين في كنف عائلة كروية حتى الثمالة. والده لعب في الدرجة الثانية مع نادي لا لوفيير، البلدة التي ولد فيها ابنه الموهوب، أما والدته كارينا فكانت أيضا لاعبة كرة قدم ومهاجمة، وشاركت في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم النسائية في بلجيكا. وقالت في تصريحات لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية عام 2011 إنها اعتزلت وهي حامل بإدين. حاليا، يزاول الأشقاء الثلاثة كرة القدم على مستوى محترف: إدين (27 عاما) مع تشلسي الانكليزي، ثورغان (25 عاما) مع مونشنغلادباخ، وكيليان (22 عاما) الذي وقع العام الماضي مع تشلسي في التشكيلة الرديفة. ودأب إدين على ارتياد ملعب برين حتى ناهز عمره العاشرة، وتحول الى جوهرة مصقولة لا يزال مسؤولو النادي يأسفون انها تركت ناديهم من دون "تعويض" نظرا لصغر سنه. قبل بلوغه السن التي يحق للنادي عندها نيل تعويض على الانتقال (10 أعوام)، ترك فيه إدين مدينته برين-لو-كومت الواقعة على بعد 50 كلم من الحدود الفرنسية، وانضم الى نادي توبيزي. في الرابعة عشرة من العمر، التحق بمركز التأهيل التابع لنادي ليل الفرنسي، وبدأ بعد ذلك بعامين مسيرته الاحترافية في الدوري الفرنسي. في 2012، انتقل الى تشلسي اللندني وملعبه ستامفورد بريدج، وساهم في تأهل بلجيكا لمونديال 2018، حيث يحلم مع زملائه بإهداء بلادهم أول لقب عالمي في تاريخها.
مشاركة :