لجنة تسويق هوية الأحساء تنظّم أمسية مفتوحة بعنوان “رسوخ الهوية وتعزيز التنمية.. الأحساء نموذجًا”

  • 6/3/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وسط حضور نخبوي ثقافي متميز، نّظمت غرفة الأحساء ممثلة في لجنة تسويق هوية الأحساء مؤخرًا، أمسية رمضانية مفتوحة بعنوان “رسوخ الهوية وتعزيز التنمية.. الأحساء نموذجًا”، قدمها المهندس عبدالله الشايب، رئيس جمعية علوم العمران بالأحساء، بحضور عدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة والأستاذ عبدالله النشوان أمين عام الغرفة ورجال الأعمال والإعلاميين وذلك بقاعة الشيخ ناصر الزرعة -رحمه الله- بمقر الغرفة الرئيسي. وجاءت الأمسية ضمن نشاطات وبرامج عمل اللجنة الأولى من نوعها على مستوى غرف المملكة، وتحظى بتقدير وإشادة خاصة من سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه وسمو محافظ الأحساء، لما تمتلكه أرض الواحة من إرث حضاري راسخ وموروث شعبي وحضاري عريق. وفي بداية الأمسية ألقى الأستاذ عبدالله النشوان أمين عام الغرفة كلمة ترحيبية بالضيف والحضور مثمنًا نشاطا وحيوية اللجنة وخطة فعالياتها وبرامجها التي تتواءم مع منطلقات ومحاور رؤية المملكة 2030، داعيًا الجميع إلى العمل معا من أجل إبراز العناصر والمفردات الأحسائية من موروث وبيئة وقيم ومنتجات أحسائية بهدف تعزيز هويتها داخليًا وخارجيًا وترويج وتسويق مزاياها وميزها التنافسية. ومن جهته أكد الأستاذ عماد بن مهدي الغدير رئيس اللجنة، أن الأمسية تأتي ضمن مبادرات وبرامج اللجنة الهادفة إلى تأكيد أهمية ودور هوية الأحساء وضرورة دعم وتعزيز حضورها من خلال إبراز ما تختزنه أرض الأحساء من معالم وامكانات وما تمتلكه من إرث حضاري عريق، يتطلب الاهتمام والعناية به من كافة جهات وقطاعات المجتمع والجهات مقدمًا شكره الجزيل لضيف الأمسية الكبير على تلبية الدعوة وجهوده المتنوعة في مجال إعادة إحياء تراث الأحساء وتعزيز حضورها للواجهة. وتناول المهندس الشايب خلال عرضه بالأمسية عدة محاور رئيسة، من بينها: مفهوم العولمة وتأثيرها الحضاري، أهمية الموروث، الموروث ودلالات الهوية (مثال العمارة الأحسائية)، التكامل لتعزيز الهوية وتأكيد رسوخ هوية الأحساء المتقدمة، مبينًا أن تنامي الوعي لدى الأحسائيين منذ وقت مبكر ساعد في إيجاد مقاربة معرفية وذوقية لمفردات ومكونات دعم مفهوم الهوية الأحسائية والحفاظ عليها مؤكدًا أن البناء التاريخي والحضاري يعزز الشعور بالمكان وأهميته. وأوضح أن الأحسائيون استطاعوا عبر التاريخ ايجاد نماذج متنوعة ناجحة لبناء مشهد ثقافي عضوي متطور ومثال استثنائي لتفاعل الإنسان مع البيئة وقدرته على الصمود وتطوير أدواته لمواجهة التحديات وصناعة الفرص والعناية بالموروث، ما كون ذاكرة جمعية احتفالية شكلت عبر التاريخ وجودًا ثريًا يستشعر البيئة الحضرية لأكبر واحة مروية في العالم وتمتلك إرثا تاريخيا ومقومات طبيعية حولتها إلى أعجوبة من عجائب الطبيعة في العالم. وقال: “منذ فجر التاريخ والأحساء بؤرة من بؤر الاستيطان البشري؛ لما حظيت به من مقومات العيش والاستقرار، فكان أن صقل الإنسان مواهبه، وتناقل تجاربه، وكانت البيئة سخية؛ بحيث لم يحتج إنسانها إلى سواها، فوظَّف موادَّها الخام لعيش هنيء ومريح، وتخصص المبدعون، كلٌّ حسب مواهبه وميوله وإبداعه، وتنوعت الصناعات لتشكِّل حرفًا يتخصص فيها العاملون، يتعلمون سر المهنة، ويأخذون أسرارها، مضيفين لها من إبداعاتهم من بعد إتقانها.” وبيّن أن العمارة الأحسائية هي جزء أصيل وأساسي من الهوية الثقافة المادية لمجتمعات المنطقة عبر التاريخ، والمقوم الأساسي لتراثها وتشكيلاتها عبر العصور، وخلاصة ما خلفته الأجيال السالفة للأجيال اللاحقة، كي ينهلوا منها ويُضيفوا إليها جيلًا بعد جيل من خبرات حياتهم، لافتًا إلى أن المعمار في الأحساء انسجم في روح عمله مع العمارة الإسلامية، لكنه استطاع أن يعطيها صبغته الاحترافية وابداعية كبيرة، مستفيدًا من انعكاس بيئته، مثل (النخلة وتموج الكثبان وأمواج البحر) لتؤكد ذوقيته العالية وتحديد النسب (بين الدائرة والمربع)، وملء الأسطح المختلفة. وأكد المهندس الشايب أن إيجاد حلول حضرية وعمرانية، توائم متطلبات “عصرنة” الحياة، يجب ألا تقود إلى انهيار القيم العمرانية الراسخة بأي حال من الأحوال تحت وطأة التغيير والتطور والحداثة، خاصة وأن بعض الممارسات الثقافية شكلت حالة نمطية من رفض الموروث الحضري واعتباره حالة متخلفة أمام مفاهيم العولمة، مبينًا أن هذه الحالة ستظل حالة صراعية تشكّل تحديًا متجددًا لما يعرف بردم الفجوة بين الأجيال، وحتى يصبح جيل الشباب على معرفة بخلفيته الحضرية. وأكد الشايب خلال الأمسية أن تسجيل مدينة الهفوف في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو سيكون رافدًا سياحيًا واقتصاديًا وإبقاء الذاكرة التاريخية حية في مدينة لها عمق تاريخي، إلا أن الأمر سيكون “معقدًا” لأنه ملف كبير وتحدٍ ضخم، نظرًا لمساحة الواحة وتنوع تضاريسها وثراء تاريخها وكثرة معالمها، الأمر الذي يتطلب تكاتف كل الجهات المعنية في الأحساء والمجتمع المحلي في هذا الجانب، موضحًا أن الحرف والصناعات اليدوية تمثل إرثًا وطنيًا يعكس الهوية الثقافية والأصالة الوطنية للمنتجات اليدوية. وفي ختام الأمسية التي شهدت مداخلات ومناقشات ثرية من مختصين ومهتمين وكذلك طرح عدد من الأسئلة والاستفسارات والأفكار من المشاركين حول الموضوع ومذلك دعم طروحات وبرامج ومبادرات اللجنة، ثم قام بعض أعضاء مجلس الإدارة ورئيس اللجنة بتكريم المتحدث المهندس الشايب بدرع الغرفة التكريمي.

مشاركة :