للعدالة وجوه كثيرة.. رحلة البحث عن الجذور

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ارتبط المشاهد المصرى خلال الأعوام السابقة بالفنان الكبير يحيى الفخرانى وبأدواره، التى يقدمها كل عام فى الماراثون الرمضانى، فيقف أمام الكاميرا يستحضر روح الشخصية التى يجسدها لينغمس بداخلها، ونجح فى رسم لوحات فنية للعديد من شخصيات المجتمع وتحويلها إلى صورة حية داخل الشاشة الفضية.بدأ الفنان يحيى الفخرانى مسيرته الفنية من خلال المسرح، فكان أول أدواره فى مسرحية «لكل حقيقته»، أما فى التليفزيون فكانت بدايته رمضانية مع مسلسل «أيام المرح»، والتى كانت مبعث المرح للمشاهدين ليرتبط الفخرانى بشهر رمضان، وتتوالى نجاحاته بدءًا بمسلسل «أبنائى الأعزاء شكرًا»، مرورًا بمسلسلات «ليالى الحلمية»، «التعلب فات»، «زيزينيا»، «للعدالة وجوه كثيرة»، «أوبرا عايدة»، «الليل وآخره»، «عباس الأبيض فى اليوم الأسود»، «سكة الهلالي»، «يتربى فى عزو»، «المرسى والبحار»، «جحا المصري»، «شرف فتح الباب». نجح الفخرانى على طول مسيرته فى تجسيد العديد من الشخصيات، بدءًا من «الملك» مرورًا بـ»الموظف، والطبيب، ورجل الأعمال، ورجل المخابرات، والمعاق، والنصاب، والصعيدى، والمحامي»، حتى الشخصيات التاريخية مثال «جحا المصري» و«شهريار». ونجح الفخرانى فى تجسيد شخصية رجل الأعمال «جابر مأمون نصار» فى مسلسل للعدالة وجوه كثيرة، شخصية نجح فى تجسيدها خلال مسلسل درامى اجتماعى مصرى من تأليف الكاتب مجدى صابر، ومن إخراج محمد فاضل، وبطولة دلال عبدالعزيز، ورجاء الجداوى، وأحمد سلامة.وتدور أحداث المسلسل حول «جابر مأمون نصار» رجل الأعمال المشهور وله صيته وسمعته الطيبة بين الناس، ويعيش مع زوجته وابنته حياة هادئة، حاول إخفاء حقيقته طوال حياته كونه طفل غير شرعى، إلا أن جريمة قتل تحدث ويتم التحقيق معه فيها، تكشف كل الماضى المستور، ليقدم الفخرانى تجربة إنسانية خلال المسلسل لم تتطرق لها الدراما المصرية من قبل وتم عرض المسلسل لأول مرة فى مطلع الألفية الجديدة، ويناقش المسلسل عدة قضايا أهمها الأطفال غير الشرعيين وتأثيره على حياتهم فى المجتمع حتى بعدما ينجحون فى الحياة العملية، كما كان المسلسل البداية الحقيقية للفنانة دنيا سمير غانم، وجسدت دور ابنة رجل الأعمال المشهور الذى يخفى حقيقته كونه طفلاً غير شرعى ويحاول أحد اقاربها التقرب لها باسم الحب، ويتزوجها عرفيًا رغمًا عن رغبة والدها الذى كان يعرف أنه يتقرب من ابنته بسبب المال.ويعتبر مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة» من الأعمال التى لها طعم ومذاق خاص يختلف عن كل أعماله السابقة فهو بالتأكيد غير أوبرا عايدة ولا يتشابه إطلاقًا مع زيزينيا، وهما العملان اللذان خطفا الأضواء من كل الأعمال الدرامية التى قام ببطولتها، فالعمل يعتبر توليفة جديدة وقصة اجتماعية جديدة، من تأليف مجدى صابر وإخراج محمد فاضل، والبطولة لهذا العمل تضم نجومًا على مستوى عالٍ، من بينهم، دلال عبدالعزيز وابنتها دنيا سمير غانم فى أول أعمالها الدرامية كممثلة، وأمينة رزق ورجاء الجداوى وحسن عبدالحميد وجمال إسماعيل وحسين الإمام وأحمد زاهر وعايدة رياض. ويتناول المسلسل قضية البحث عن الجذور، وكيف يكتشف رجل أعمال شهير يتمتع بثراء كبير تاريخ عائلته، من خلال رحلة بحث أراد أن يضعها داخل مجلد ضخم تحكى للأجيال قصة رجل مكافح صنع نجاحه بدمه ودموعه وابتسامته من خلال أسرة عريقة. وتحدث مفاجأة مذهلة تزلزل كيان هذا الرجل، ففى خلال رحلته للبحث عن جذوره يكتشف أن العائلة العريقة التى ينحدر من سلالتها، ويتصور أنها قدوة للأجيال الجديدة ليست جديرة بالاحترام، وأنه شخصيًا كان يعيش فى وهم كبير، وتنقلب حياته رأسًا على عقب. كما أن المسلسل يوضح أبعاد مشكلة أخرى لا يتنبه لها الكثيرون، وهى تشرد أطفال الشوارع والأطفال اليتامى، الذين لا يجدون الرعاية من الدولة، ويتحولون إلى ممارسة بعض الأعمال الإجرامية انتقامًا من المجتمع الذى أهملهم، وقد حرص المخرج محمد فاضل أن تأتى نهاية اللوحة الأخيرة من المسلسل بأغنية مشتركة بين جابر والأطفال، حيث يغنون جميعًا للأمل والمستقبل، وكأنهم يحددون بكلماتهم البسيطة دستورًا ينبغى أن يكون أساسًا لتلافى الأخطاء فى تربية وتنشئة أطفالنا.

مشاركة :