نجح المخرج الإماراتي ناصر التميمي في إثبات وجوده في عالم الإخراج من خلال أكثر من تجربة سينمائية، حيث خاض تجارب متنوعة تمثلت في الرعب عبر فيلم «قطرة دم»، وقضايا المجتمع في فيلم «صرخة أنثى»، وتسليط الضوء على قضية التعصب الرياضي في فيلمه الأخير «كارت أحمر»، ليعود هذا العام بفيلمه السينمائي الجديد «سفر اضطراري» الذي شهد مساء أمس الأول عرضاً خاصاً في سينما «ناشن تاورز» في أبوظبي، بحضور مجموعة من الإعلاميين وصناع السينما الإماراتيين. يتميز «سفر اضطراري» الذي من المقرر أن يبدأ عرضه تجارياً غداً، بطابعه الكوميدي في قالب اجتماعي، حول شاب يدعى «فارس» الذي لعب دوره عيسى عرب، الذي عاش في مصر بعد وفاة والدته طوال حياته مع خالته، التي أخبرته عن سر وجود والده الإماراتي «صالح عبد الله الصفر» الذي يؤديه حبيب غلوم، على قيد الحياة، فيقرر «فارس» السفر إلى الإمارات والقيام بمهمة البحث عن والده وتحدث له الكثير من المفاجآت التي تقلب حياته رأساً على عقب. الدكتور جمع التميمي مجموعة من الفنانين من مختلف أنحاء العالم العربي، حيث لعب بطولة الفيلم من الإمارات حبيب غلوم وعيسى عرب، ومن البحرين الفنانة فيّ الشرقاوي، ومن مصر الممثلة الكوميدية بدرية طلبة، ومن المغرب الممثلة إيمان سلطان، حيث مزج الفيلم بين قضايا مختلفة أهمها النسب وتقبل الآخر. وتبدأ أحداث الفيلم بظهور «فارس» وهو في مصر، حيث يلقبوه الناس بـ «الدكتور»، نظراً لأنه لديه مشروعا صغيرا لتصليح الأدوات الكهربائية، لتنتقل الأحداث إلى علاقته بخالته «شادية» التي لعبت دورها «بدرية طلبة»، لتخبره في أحد المشاهد عن والده الإماراتي الذي لا يزال حياً، وتنصحه بالسفر إلى الإمارات للبحث عنه، وعندما يسافر «فارس» تحدث له العديد من المواقف الطريفة، بدءاً من المطار حيث يجد اسمه على لافته يرفعها أحد الأشخاص، فيذهب معه، متوقعاً أنه الصديق الذي أخبرته عنه خالته، ليجد نفسه في استقبال مميز من قبل إدارة أحد الفنادق في أبوظبي، على أنه الدكتور فارس، وبعد العديد من المواقف الكوميدية يكتشف أنه تمت استضافته بالخطأ، نظراً لتشابه اسمه مع اسم دكتور حقيقي. مواقف كوميدية ومع تسلسل الأحداث، تسافر له خالته إلى الإمارات لتساعده في البحث عن والده، وبعد معاناة يتمكن «فارس» من العثور عليه، ويروي له القصة كاملة، ويؤكد له بالمستندات أنه ابنه من زوجته الأولى المصرية «فايزة»، فيقرر الأب المتزوج ولديه ابنتان، أن يستضيفه في بيته هو وخالته «شادية»، لتبدأ العديد من المواقف الكوميدية بين زوجته التي لعبت دورها «في الشرقاوي»، والضيفين. فاكهة الفيلم عيسى عرب، جسد شخصية «فارس» المصري الذي يبحث عن جذوره الإماراتية بشكل مميز، وقد ساعده اشتراكه من قبل في بطولة مسلسل «شعبية الكرتون» وتجسيده لشخصيات متعددة بلهجات مختلفة، اتقان اللهجة المصرية وتأدية الدور ببراعة، أما بدرية طلبة، فكانت فاكهة الفيلم، حيث قدمت جرعة كوميدية بتلقائيتها المعهودة. «عام التسامح» من الناحية التقنية والفنية يعتبر الفيلم من أفضل أفلام التميمي، حيث قدم رسالة تؤكد أن الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً للتسامح، تزامناً مع «عام التسامح»، الذي يدعو للتعايش السلمي وقبول الآخر.
مشاركة :