الرجال لا يعرفون كلمة “شكراً” !

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

“دائماً تتجاهل انجازات الرجال وتركز على النساء فقط؟!”، تلقيت هذه الجملة التوبيخية من أحد أصدقائي الأعزاء والذي استنكر بشدة على عدم اهتمامي بإنجاز لاعب شاب حقق بطولة دولية لإحدى الألعاب الفردية، حيث تلقى إنجاز ذلك الشاب الكثير من المديح والتهنئة في ساحة وسائل التواصل الاجتماعي.  غيابي عن ساحة التهنئة والتمجيد بموهبة ذلك الشاب أثار استغراب صديقي العزيز، لأنه اعتاد على متابعة حساباتي الشخصية والتي سُخرت لإلقاء الضوء على المبدعات في المجال الرياضي وتشجيعهن على النجاح، ليكون غياب أسم الشاب وبطولته الدولية علامة استفهام كبيرة بالنسبة لصديقي.  بصراحة، أتفق معه كثيراً حيال تركيزي الكبير على نجاحات أخواتنا العزيزات، مقابل اهتمام ضعيف لنجاحات زملائنا الرجال والذي لا يتجاوز 10% بالمائة، ولكن الذي لا يعلمه صديقي هو أنني كنت من الداعمين لنجاحات كلا الجنسين (على حد  سواء)، إلا أن معيار المساواة بدأ في الانخفاض تدريجياً في آخر عامين لعدة أسباب يمكن اختصارها لسببين فقط.  أولها هي أن نجاحات المرأة في مجال الرياضة لا تلقى اهتماماً واسعاً من وسائل الإعلام المحلية، وهنا يأتي دوري ككاتب في حقل الإعلام عبر تسليط الضوء على نجاحات أخواتنا السيدات والتي بلا شك تستحق الاهتمام وأيضاً الاحترام والتقدير، ليكون من المهم خلق توازن ومساواة بين الجنسين في ساحة الإعلام الرياضي.  السبب الثاني والذي قد يكون غريباً نوعاً ما على زملائي الرجال، وهي أن مجهودي في تسليط الضوء على نجاحات أخواتي العزيزات يجد التقدير والاهتمام، بعكس زملائي الرجال للأسف الشديد، وحتى لا نعمم على الجميع نقول “أغلب” الرجال.  كلمة (شكراً) قد تكون خفيفة على اللسان وأيضاً على اليد التي تكتب هذه الكلمة اللطيفة على شاشة الهاتف المحمول، ولكن لها مفعول عظيم في النفس، والبخيل في نطق هذه الكلمة البسيطة يُعتبر إنسان أناني ومعدوم الثقة وخاوي الفكر.  وطوال فترة كتابتي في مجال الإعلام الذي بدأ من عام 2010، وجدت أن أخواتي العزيزات هن الأكثر في نطق هذه الكلمة البسيطة تجاه مقالاتي وتقاريري تجاه الرياضة النسائية التي بالتأكيد ستزيد من حماسي للإستمرار في خدمة الوطن بمجال الإعلام الرياضي، ولكن هذا الأمر يختفي تدريجياً عند “أغلب” زملائي الرجال، لتخرج خلاصة فترة كتابتي مفادها أن “أغلب” الرجال لا يعرفون كلمة “شكراً”!.  فمن المعروف أن المرأة تؤمن بالعطاء ورد الجميل، وهذا الأمر رأيته بنفسي في مجال الإعلام وأيضاً في الحياة الواقعية، في المقابل نجد أغلب زملائي الرجال يفشلون في ترجمة تلك المعاني الجميلة لعدة أسباب وفي مقدمتها عدم تعودهم على نطق كلمة.. “شكراً”!

مشاركة :