شخصيات تعرف كلمة «شكراً»

  • 7/22/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يصادف في الحياة اليومية سواء في محيط العمل أو الدراسة شخصيات نرجسية، تأخذ بكل أنانية وغرور.. لا تقدم أي تضحية من أجل الآخرين، تضع نفسها في الأولويات دون الاهتمام بمن حولها تماماً، تكره كلمة «شكراً» لمن يقدم له خدمات جليلة وقد ينقلب رأسا على عقب عقب انتهاء مصلحته به، يحرص الأناني على التجاهل لكل من حوله ويبدو متعالياً رغم أن جوهرة فارغ، ولا يتقبل النقد البناء، وغالباً ما يلجأ للغضب والانزعاج عندما يواجه معارضة لأفكاره من قبل الآخرين بل يريد من حوله يقول له «أحسنت صنعاً» ويزعم أنه الوحيد الذي يفكر ويخطط وينجح ويحرص على الظهور بين الناس على الإيحاء بأنه «شخصية فريدة .. أديب وشاعر .. ومفكر، ولديه عشرات الدراسات والكتب المتفردة في المجالات المختلفة من ثقافة وشعر وقصة واقتصاد وطب نفسي، وربما فى علوم الفضاء والفيزياء والكمياء!. «المدينة» ناقشت ظاهرة « الشخصية النرجسية « ذلك الكائن الذي يحب نفسه ولا يهمه من حوله، ويسعى دائماً إلى تحقيق رغباته فقط حتى لو كانت على حساب الأشخاص الآخرين، وعدم مراعاة مشاعر الآخرين أو احتياجاتهم. وأسباب تلك الظاهرة، وكيفية علاجها باعتبار ما ترتكبه يعد مرضاً نفسياً يستوجب العلاج، وكيفية حماية المجتمع من تلك النوعية الأنانية؟ في البداية ركزت العديد من الدراسات النفسية على صفة الأنانية عند الإنسان والتي أسفرت عن العديد من النتائج ومنها ماقامت به جامعة جرونينجن في هولندا بدراسة أثبتت أن الأشخاص الذين يسعون نحو تحقيق النجاح بشكل مستمر ويبحثون عن أفضل الوسائل والطرق التي تساعدهم على الوصول إلى النجاح بشكل سريع يكونون أكثر عرضة للأنانية وعدم تعاونهم مع الآخرين، وقد أشار الدكتور بيتر بيرج إلى أن الدراسة قامت على مجموعة من الأشخاص من خلال تفاعلهم مع الجماعات، كما قام باحثون بجامعة زيوريخ في سويسرا بعمل دراسة حول نسبة الأشخاص المعرضون إلى الأنانية من الرجال مقارنة بالنساء، والتي قد أثبتت أن النساء أكثر نسبة للتعرض إلى الأنانية، وفي دراسة أخرى نشرت في مجلة (jpsp) والتي قد أقيمت على حوالى 6000 شخص في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، والتي اعتمدت على قياس الإيجابيات عند الإنسان وتأثيرها على الأنانية لديهم، فقد أشارت إلى أن من يتمتعون بالإيجابية والشعور بالسعادة أقل تعرضاً إلى صفة الأنانية عن غيرهم. شباب: نشعر بالحزن والأسى عندما نتعامل معها وفى لقاء مع بعض الشباب ممن يعانون من التعامل مع الشخصيات النرجسية، عبَّر محمد راشد عن حزنه الشديد أن لديه صديقاً ويعز عليه وللأسف يرى منه حب النفس ويتكلم عن نفسه دائماً ولا يريد أن يسمع أحداً بل إنه يقاطع كلام الشخص الذي أمامه لكي يتكلم عن إنجازاته وأحلامه ولا يهمه أي أحد فقط «أنا وأنا» رغم أنه الأقل موهبة. ويشير أحمد عبدالصمد إلى أنه يشعر بالألم النفسي عندما يرى هذه الصفات في أقرب الناس له خصوصاً عندما يريد الناس أن تصغي إليه في كلامه وتتسلط الأضواء عليه ويشعر بالسعادة، فيما يقول علي ياسر إن هذه الشخصية تريد فقط أن يأتي الموقف على مزاجها ويحاول أن يذهب عن البعض لكي يظهر نفسه وعندما لا أحد يريد سماعه أو لنقول اختلف معك ينفعل بكل غرور. ويلتقط سعود عبدالله طرف الحديث قائلاً: «شخصية مريضة وتحب أن تظهر نفسها وتذهب من مكان إلى آخر لكي تظهر أنها هي فقط المؤثرة والأفضل وصاحبة المواهب. وترى منى سيف أن هذا النوع من الشخصيات يعتبر مريضاً نفسياً لأنه فقط يريد أن يكون الوحيد المتعلم الوحيد الذي لديه القدرة، بينما يشير محمود عبدالله إلى أن وجود مثل هذه الشخصية للأسف في وسط العائلة «دمار». بصفر: متكبر ومغرور ومصاب بوسواس قهري وحول رؤية أهل الاختصاص في تلك النوعية من الشخصيات يشير الأخصائي الاجتماعي الأول حسن بن سلطان بصفر إلى أن الأنانية تُعرف بحب التملك وحب السيطرة، وأن تكون تلك الشخصية النرجسية المسيطر الوحيد على الأشياء كلها، كما أن الأنانية تجعل الإنسان ينظر لممتلكات الغير وأن يتمنى الحصول على منصبه وممتلكاته وغير ذلك من النعم التي أعطاها الله له، وهي صفة ذميمة تجعل الشخص متكبرًا ومغرورًا كما تؤدي به لاتباع وساوس الشيطان التي تحثه على إلحاق الضرر بالآخرين وأن يكون هو المستفيد الوحيد. وأضاف: «تختلف في رأيي الانانيه سواء في العمل أو في الأسرة ومكانة الشخص الاجتماعيه.. هل أنانيته هذه ضاره لمن حوله أو لا؟ حيث إنه المعترف إن الشخص الأناني يحب أن يتعامل بتمييز ويميل للفردية في العمل بالذات منغلق التفكير غير ممتن للناس هو الشخص الذي يحب نفسه ولا يهمه من حوله وهو مرض يقتل صاحبه ويجعله ذا هوس عالٍ بأن يحقق رغباته لو كانت على حساب الأشخاص الآخرين لا يعتبر ذا منفعة في الجماعات لأنه لا يخدم إلا ذاته فهو ضار لنفسه قبل غيره». واستطرد: «وجودها في المجتمع أو بيئة العمل تكون خطيرة لأنه لا يقدم أي تضحية للآخرين ولا يقدم المساعدة فيكون شخصاً غير فعال وهذا الإنسان الأناني يحمل صفات معينة لا تتوافق في بيئة العمل مثلاً: إذ يفكر بطريقه سلبيه، عصبي، يحب نفسه ولا يشارك معلوماته، يميل للفردية، غير صادق في كلامه، غير ممتن للناس ويحب يتعامل بتمييز، هذا الانسان يفضل الابتعاد عنه ويميل للخطر في مصلحة العمل بشكل عام. وعن العلاج المناسب في حال كانت الأنانية مرضاً قال من الأفضل الذهاب لطبيب نفسي لمساعدته في التخلص من الأنانية كما يجب عدم فقدان الأعصاب عند التعامل مع الشخص الأناني غالباً تكون شخصية استفزازية. ويضيف بصفر: «أحياناً الشخص يكون أنانياً بدون شعور بنفسه وفي اعتقاده أنه يتصرف بعقلانية ونضج ولكن الذين حوله يجب أن يحذروه في أنه تمادى وأدى إلى المضره في نفسه، حيث إنه ممكن أن ينعزل عن الناس ويحتفظ بأفكاره ويبعد نفسه عن المشاركه مع الذين حوله، والأناني شخص يبحث عن مصلحته ورفاهيته، بالتأكيد، الشخص الأناني يتجاوز الحد ويتجاهل رفاهية الآخرين». دارين: شخصية تعتقد أنها «محور الكون » وتشير الخبيرة في المجال النفسي والمدربة المعتمدة من جمعية الإدارة الأمريكية دارين الخماسي إلى أن بعض العلماء ذكروا أن الأنسان أناني بطبعه لحاجته للبقاء وإشباع الرغبات ولكن تتداخل العوامل البيئية وتأثيرها والتربية والتعاليم الدينية والأخلاقية وضوابط المجتمع فتدعم جانب العطاء والرحمة وحب الخير للآخرين فيحدث التوازن في شخصية الأنسان ويبتعد عن التمحور حول الذات ويفكر بالآخرين وهذا ما نزرعه في أبنائنا من جانب تعليمهم قيمة الرحمة والتعاطف مع الآخرين كمشاركتهم لإلعابهم أو اقتطاع الخبز مع صديقة أو القصص القصيرة التي تدعم جانب التعاطف ومساعدة الآخرين فهنا نُحجّم الأنا ونضع لها إيطار التوازن الأخلاقي. وقالت إن الشخصية الأنانية عادة ما تواجه صعوبة في طرح أفكارها أو تبادل المعلومات مع الآخرين. وفي معظم الحالات، يفضل العمل وحده. ولكن هذه الأنانية تعمل ضده هو. لذلك كن حذراً إذا كان لديك أحد الأشخاص من معارفك أناني فهو قد يحتفظ بالكثير من المعلومات لنفسه ولكن في المستقبل يمكن أن يستخدم هذه المعلومات ضدك وتكره الشخصية الأنانية التعامل مع الفريق الجماعي ويحتفظ بالمعلومات لنفسه. وتصبح معاني المشاركة، العطاء كلمات نادرة في القاموس الخاص به. وأوضحت أن ااتعامل مع هذه الشخصية التي تعتقد أنها «محور الكون» تحتاج إلى الحفاظ على نفسك أولاً ووضع الحدود التي تحميك من أوجه المقارنة لأنك تتعامل مع شخصية لا تفكر إلا بنفسها وبرغباتها لذلك لا تضع نفسك بأي وجه مقارنة وترفع من سقف توقعاتك لأنك ببساطة لا تستطيع تغيير الآخرين ولكن تستطيع حماية ذاتك منهم والتعامل معهم بحذر والتغيير الحقيقي ينبع من داخل الشخص، ففي حالة رغبة الشخصية الأنانية بالتغيير فستتغير لا محالة باتباع الخطوات الجيدة للتغيير. و قالت إن للعلاج خطوات جيدة لتخطي الأنانية ولا يوجد خطأ في التغيير وأنما الخطأ هو عدم التغيير والاستمرار بالتمركز حول الذات فلا يصيبك الأحباط للتغيير فدائماً هناك متسع لكل شي ولا يوجد وقت متأخر لتحقيق أمر ما. الحارثي: الأهل قد يزرعون «الأنانية» بتدليل الطفل يشير الخبير التربوي فيصل الحارثي إلى أن الذي يزرع الشخصية الأنانية الأهل هم من يزرع في نفس الطفل هذه الشخصية ابتداءً بتمييزه عن أخوته وتفخيم أعماله بطريقة تقصي الآخرين من حوله وتمجده، ثم المجتمع المحيط ويصعب التعامل معه ولكن اذا فهمنا نظريات السلوك الإنساني قد نهتدي إلى طرق للتعامل معه وتغير مسار توجهه النرجسي تدريجياً وأيضاً صعب أن تتغير هذه الشخصية ولكن ليس مستحيلاً وعادة ما تظهر هذه الشخصية بدايةً في فترة المراهقة، والمشاكل الأسرية لاشك أن لها دوراً ولكن الدور الرئيس يتمحور في تعظيم الأسرة لهذا الشخص وتركه يمارس نرجسيته وأنه محور الكون دون الانتباه إلى خطورة ذلك على مستقبله. و قال فيصل أعراض الشخصية النرجسية تتمحور حول الكبر وأنه محور الكون وصاحب قرار انفرادي وينسب كل إنجاز إليه ولا يهتم لمشاعر الآخرين ويتخطى كل الأعراف للوصول لهدفه لذلك إهمال الشخص النرجسي ينعكس سلباً عليه ويدفعه لعمل المزيد من إثبات نفسه المتفوقه على الجميع من وجهة نظره والصحيح أن يفهم هذا الشخص أن الجميع لديهم مهارات قد تفوقه وعليه يجب أن يتسع فكره لقبول تلك النتيجة. أبرز سمات الشخصية النرجسية: يلصق صفاته السيئة بالآخرين يتمحور حول ذاته دائماً ما يفكر أنه يستحق معاملة خاصة ودود جداً ولطيف في الظاهر الكسل والانعزال والحاجة إلى الاهتمام والتدليل الاستعداد الكامل لاستخدام الآخرين نادراً ما يقول شكراً شخصية مزيفة وخصوصاً عند التحدث مع الآخرين يحاول إحداث تشويش وإرباك لك يتلاعب بمشاعرك ويجعلك تعتقد بأنك لا تبذل جهوداً كافية بالنسبة له يكره العمل مع الفريق الجماعي يفكر دائماً في نفسه لديه نزعة للتعتيم على الآخرين يشعر بالغضب عندما لا يلبي الآخرون طلباته

مشاركة :