(مكة) – عبدالله الزهراني أعرب الشاعر جاسم الصحيح، عن سعادته الكبيرة بفوزه بجائزة سوق عكاظ الدولية للشعر العربي الفصيح خلال الدورة الثانية عشرة للعام 2018. وقال الصحيح، في مقابلة خاصة مع صحيفة “مكة” الإلكترونية بهذه المناسبة، “بالنسبة لي لم تكن جائزة عكاظ مجرد جائزة عابرة يمكن الفوز بها دون معاناة، على العكس تماما، فقد كانت هذه الجائزة من الجوائز النادرة التي عملتُ عليها وأملتُ الفوز بها منذ انطلاقتها قبل عقد ونيف من الزمن”. وأضاف “وفي هذه المناسبة، أتقدم بالشكر الجزيل لكل من شارك بموجة صغيرة من طوفان التهاني والتبريكات الذي غمرني حَدَّ الغرق الجميل في مياهه العاطفية الصادقة”. وتابع “لقد شاركت في مسابقة هذه الجائزة خمس مرات في عدة مواسم، ولم يحالفني الحظ للفوز وذلك لشراسة المنافسة في هذه المسابقة التي يشارك فيها الكثير من الشعراء العرب المبرّزين، وقد فاز بها عدد من أفذاذ الشعراء سواء من داخل المملكة أو من عموم الوطن العربي”. واسترسل “لقد بقيتُ وفيًّا لمهرجان جائزة عكاظ منذ موسضمها الأول، وشاركتُ في الكثير من الأمسيات الشعرية التي أقيمت ضمن برامج المهرجان، وكانت الأمسية الشعرية الأولى التي أحييتها في مهرجان عكاظ بمعيَّة الشاعر الكبير الأستاذ محمد الثبيتي قبل وفاته بأعوام معدودة.. ومحمد الثبيتي – كما نعلم – هو الذي فاز بجائزة عكاظ في دورتها الأولى”. وزاد الصحيح، “لم يكن إصراري على المشاركة في هذه الجائزة إصرارا عشوائيا وإنما كان إيمانا مني بالمكانة الحضارية التي يتبوَّأها سوق عكاظ الذي يحمل في ذاكرته تاريخ العرب الأوائل حيث تفتحت هناك (قرائح عباقرة الشعراء ومنهم النابغة الذبياني، والنابغة الجعدي، وحسان بن ثابت، وعمرو بن كلثوم، والأعشى بن قيس، والخنساء تماضر بن عمرو، والسليك بن السلكة وغيرهم كثير)، كما تذكر المصادر التاريخية”. واستدرك “أما في الوقت الراهن، فقد تم تحويل سوق عكاظ إلى ما هو أبعد من الشعر والبيع والتجارة كما كان سابقا.. فقد تجلَّت فكرة تحويل سوق عكاظ إلى سوقِ أفكار وثقافة وإبداع في كل من المسرح والفنون الشعبية والتراث، وهذا التحويل ما انفكّ يتم من خلال إقامة المسرحيات وحضور الفن التشكيلي والخط العربي، إضافة إلى إضاءة قناديل الحوار بين الشباب.. هذه الفكرة رائدة في القيام بتنشئة جمالية للأجيال الشابة حيث إنّ الحوار هو القنديل الذي نحمله على طريق بحثنا عن جمال الحياة”. وأردف “عندما بلغني خبر فوزي بالجائزة، خامرني شعور خاص بالسعادة وشعور آخر بالمسؤولية لأن جائزة عكاظ تحتاج إلى أكتاف قوية لحمل بُردتها التي تمتد على مدى قرون من الزمن”. واختتم الصحيح حديثه مع صحيفة مكة بالقول، “إنني أعتبر فوزي بالجائزة هذا العام تتويجا كريما لتجربة شعرية طويلة مع الكتابة الشعرية التي بدأتها منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وأصدرت خلالها اثني عشر ديوانا شعريا، فاز معظمها بجوائز داخل المملكة وخارجها”.
مشاركة :