أعربت بكين عن «استياء شديد» وأبلغت واشنطن «احتجاجات علنية»، بعد تصريحات لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يحضّها فيها على كشف تفاصيل عن قمع احتجاجات ساحة تيانانمين، في الذكرى 29 لسحق الجيش الصيني تجمّعاً لطلاب جامعيين مطالبين بالديموقراطية والإصلاح، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف متظاهر ليل 3-4 حزيران (يونيو) 1989. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشون يينغ، إن بلادها «خلصت منذ فترة طويلة إلى نتيجة واضحة في شأن أحداث تلك الفترة»، مضيفة أن «واشنطن اعتادت أن تتهم الحكومة الصينية من دون أي أساس، وتصدر كل سنة بيانات انتقادات غير مبررة». وحضّت الولايات المتحدة على «التخلّي عن أحكام مسبقة، وتصحيح أخطائها، ووقف ملاحظاتها غير المسؤولة وتدخلها» في شؤون الصين. ورأت أن ليس لدى بومبيو «أي صلاحية لمطالبة الحكومة الصينية بفعل أي شيء». وكان بومبيو تحدّث عن «خسارة مفجعة لأرواح بريئة»، وأضاف: «كما كتب (المعارض الصيني الذي توفي العام الماضي في السجن) ليو شياوبو في كلمته لمناسبة فوزه بجائزة نوبل للسلام عام 2010، والتي تُليت في غيابه، فإن أرواح (ضحايا تيانانمين) لم ترقد في سلام بعد. ننضمّ إلى آخرين في المجتمع الدولي، في حضّ الحكومة الصينية على إفصاح كامل عن عدد مَن قُتلوا أو اعتُقلوا أو فُقدوا» في تلك الواقعة. وأحيت هونغ كونغ المناسبة، وهي المكان الوحيد في الصين حيث يُسمح بتجمّعات مشابهة، إذ تتمتع بحكم ذاتي. واحتشد عشرات الآلاف، حاملين شموعاً ومردّدين شعارات تدعو إلى «إنهاء ديكتاتورية الحزب الواحد»، على رغم تحذيرات مسؤولين مؤيّدين لبكين، التي شددّت أمس الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان مسؤول صيني بارز عن شؤون هونغ كونغ اعتبر في نيسان (أبريل) الماضي أن الذين يدعون إلى «نهاية ديكتاتورية الحزب الواحد» يخالفون القانون، ويجب منعهم من الترشح إلى أي منصب سياسي في المستعمرة البريطانية السابقة. لكن تشاو هانغ تونغ، نائب رئيس «التحالف لدعم الحركات الوطنية والديموقراطية في الصين» في هونغ كونغ، دعت إلى مقاومة الضغوط لمنع استخدام هذا الشعار، وقالت: «يريد (الصينيون) منا أن نقبل أن الصين تحت حكم الحزب الشيوعي، وأن هذا الواقع سيدوم إلى الأبد. يجب أن نقول لهم بوضوح إننا لن نقبل أبداً» بهذا الوضع.
مشاركة :