برلين- يستهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين جولته الأوروبية بزيارة ألمانيا من أجل إقناع الأوروبيين لتغيير موقفهم حيال الاتفاق النووي مع إيران. وقال السفير الإسرائيلي في ألمانيا جيريمي إيساشاروف في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية قبل الزيارة إنه ينبغي منع إيران بأي ثمن من "تطوير أي قدرات نووية". وأضاف "قد تكون لدينا خلافات في وجهات النظر حول سبل مراقبة إيران في المجال النووي، لكننا نسعى لتحقيق هدف مشترك". ومن المقرر أن يلتقي نتانياهو المندد بشدة بالاتفاق النووي والنظام الإيراني، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد الظهر قبل عقد مؤتمر صحافي مشترك. وبعد ألمانيا ينتقل رئيس الوزراء إلى باريس حيث يلتقي الثلاثاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثم إلى بريطانيا حيث يجري محادثات الأربعاء مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي. وقال مراقبون إن جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأوروبية تهدف بالأساس إلى إقناع دول التكتل بالتخلي عن الاتفاق النووي مع إيران والخطر الذي باتت تمثله نشاطات هذه البلاد في المنطقة. هل ينجح نتنياهو في تغيير الموقف الأوروبي هل ينجح نتنياهو في تغيير الموقف الأوروبي الحفاظ على الاتفاق والدول التي ستشمل جولة نتنياهو، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، هي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين الدول الكبرى الست وطهران لمنع الجمهورية الإسلامية من حيازة السلاح النووي. ويدافع قادة هذه الدول عن الاتفاق بشدة رغم انسحاب واشنطن منه في الثامن من مايو الماضي، ويعملون على إنقاذه بالتنسيق مع روسيا والصين، الدولتان الأخريان الموقعتان على الاتفاق. واستقبل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في برلين نظيره الصيني وانغ يي لبحث هذه المسألة، مشيرا إلى أن ألمانيا "تريد الحفاظ على الاتفاق النووي والعمل على إبقاء إيران فيه". وانتقد الوزير الصيني من جهته قلة مصداقية الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب وقال "من مسلمات القانون الدولي أن نذكر بأن الاتفاقات الدولية يجب أن تحترم" مؤكدا أن "على الدول الكبرى أن تكون القدوة وليس العكس". وإن كان الأوروبيون يرون أن الاتفاق الموقع هو أفضل وسيلة للحد من طموحات إيران النووية، إلا أنهم يدركون في المقابل حدود تسوية وصفتها ميركل مؤخرا بأنها "غير مثالية". واقترحوا التفاوض مع طهران على اتفاق مكمل يعالج برنامجها البالستي وسياسة بسط نفوذها في الشرق الأوسط، من لبنان وسوريا وصولا إلى اليمن، وهي سياسة يعتبرها الغربيون مزعزعة للاستقرار في المنطقة كما تعتبرها إسرائيل تهديدا مباشرا لوجودها. وقد يتوصل نتانياهو إلى توافق مع محاوريه الأوروبيين حول هاتين النقطتين. الخناق يضيق على الجمهورية الإسلامية الخناق يضيق على الجمهورية الإسلامية نهاية خلاف وصرح نتانياهو قبل الزيارة "سأتباحث معهم في سبل عرقلة الطموحات النووية والتوسع الإيراني في الشرق الأوسط"، مضيفا أنها مسائل "حيوية بالنسبة إلى أمن إسرائيل". وتخشى إسرائيل أن تملك إيران السلاح النووي الذي تعتبر أنها ستكون هدفه الأول، خصوصا إذا واصلت الجمهورية الإسلامية برنامجها البالستي. ويخضع الأوروبيون لضغوط مباشرة من الولايات المتحدة في هذا الشأن. وحددت واشنطن مهلة للشركات الأجنبية لوقف تعاملها مع إيران، في تحذير يستهدف بصورة رئيسية الأوروبيين ولا سيما الشركات الفرنسية والألمانية. على صعيد آخر، تنهي زيارة نتنياهو لبرلين رسميا فترة من التوتر الدبلوماسي بين البلدين اللذين يعتبران حليفين تاريخيين، بلغت ذروتها مع نشوب خلاف العام الماضي بشأن سياسة الدولة العبرية حيال الفلسطينيين وانتقاد منظمات غير حكومية لهذه السياسة. غير أن برلين ضاعفت منذ عدة أسابيع رسائل الدعم لإسرائيل خلال عمليات قصف استهدفت قطاع غزة أو مواقع عسكرية في سوريا. كما تحذر ميركل باستمرار من عودة معاداة السامية إلى الظهور في ألمانيا نتيجة توافد المهاجرين المتحدرين من دول عربية وصعود اليمين المتطرف.
مشاركة :