ينفرد بالتميز بعض الحكام الذين يمتلكون صفات عديدة اهمها ومنها الوراثية المكتسبة من المعاشرة والمجالسة ومن ثم الممارسة الحياتية وفي مجتمع يتحلى افراده بالصفات المحمودة التي تزيد الفرد القدرة على القراءة الدقيقة للمواقف المختلفة التي تتطلب اتخاذ القرار الحكيم بما يتماشى ومقتضيات الحلول الحكيمة ومن هذه الصفات المطلوب توفرها لدى الحكم الذي يبحث عن النجاح. الشجاعة وسرعة اتخاذ القرار واللياقة البدنية الكاملة التي تمكنه من المتابعة والتنقل في كل انحاء الملعب بمساحته الكاملة من بداية المباراة حتى نهايتها ليملك النظر إلى زاوية الرؤية بعين شمولية تجعله يتخذ القرار الصحيح والمقنع لأنه قريب من المكان الذي وقع فيه الخطأ وعلى من وقع وممن وقع وهذه إحدى الصفات الممتازة التي ينفرد بها بعض الحكام وقد نرى حكاماً جبناء لا يستطيعون اتخاذ القرارات الرادعة وبذلك يبتعدون عن إيجاد العدالة والمساواة وخلق جو المتعة بالقضاء على كل المخالفات المؤذية التي تقتل الفن والممارسة الرياضية التي يأتي من اجلها ذلك الجمهور إلى الملعب للمشاهدة والتمتع باللعب النظيف، في حياتي الرياضية في مجال التحكيم قرابة الخمسين عاماً حكماً ثم محاضراً ومراقباً فنياً واخيراً استاذ محاضر والآن كاتب رياضي في هذه الجريدة الغراء مررت بمشاهد من عطاء بعض الحكام الميداني الذي يتسم بالتخاذل والجبن والضعف فترى بعضهم يفكر بقدمية وكيف يهرب من المواقف التي تتطلب الشجاعة والقوة بالقرار الحاسم ليتضح للقارئ ان ممارسة التحكيم يحتاج إلى من يملك المؤهلات التي ذكرتها سالفاً لكي يكون حكماً يشار إليه بالبنان غير اننا نجد مجال التحكيم ينتسب إليه احياناً كل من ليس رياضياً او من لا يجد مجالاً لممارسة الرياضة إلى قليلاً ممن على القائمة، والذين سجلوا نجاحات داخلية وخارجية ووصلوا إلى مستوى حكام النخبة في القائمة الآسيوية واثبتوا قدرتهم في اكثر المناسبات المختلفة، نأمل استمرار النجاح خصوصاً بعد ما عدلت المكافأة حتى وصلت إلى خمس آلاف ريال عن كل مباراة، الله يرحم وقتنا وتلك البدايات الضعيفة التي بدأناها بخمسة وعشرين ريالاً عن كل مباراة ثم عدلت إلى خمسين ثم سبعين واخيراً اربعمئة وثلاثين ريالاً. قد يسأل احدهم عن السنة التي بدأنا فيها ممارسة التحكيم هي سنة 1383ه الموافق 1963 م ومازلت اتذكر تلك البدايات مع والدنا عليه رحمة الله الشيخ محمد الصايغ (ابو عبدالله) وتلك الدراهم البسيطة التي فيها البركة إذا تذكرت اياماً لنا سلفت. قلت بالله يا ايامنا عودي بما في تلك الحقبة من كنوز القناعة والحياة البسيطة وصفاء النفوس وطيبة القلوب والعلاقات الحميمة والله مستعان. *أستاذ محاضر في قانون كرة القدم
مشاركة :