سياسات أردوغان تقود اقتصاد تركيا إلى الهاوية

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فى الآونة الأخيرة، أظهر الشارع التركى غضبا عارما تجاه سياسات رجب أردوغان التى تسببت فى حالة من الاحتقان بين الشعب من ناحية، ودفعت الاقتصاد نحو الخطر. لكن يبدو أن نظام أردوغان يأبى الاعتراف بضلوعه فى الأزمة، وذلك بعد أن أرجع رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم أسباب اضطراب أسعار العملة المحلية إلى عمليات تلاعب، مؤكدًا فى الوقت ذاته أن الحكومة تعرف مصدرها. لم يكتف يلدريم بذلك، بل وجه رسالة إلى المتآمرين قائلًا: “لن تنجحوا الآن كما لم تنجحوا بالأمس، مهما فعلتم وأحكمتم من مكائد”، فإن أنقرة ستواصل تحطيم الأرقام القياسية فى مجالات الصناعة والصادرات والسياحة، وذلك بحسب ما نقلته وكالة الأناضول. المشكلة على صعيد مجال السياحة يمكن رؤيتها من خلال مظاهر عدة منها على سبيل المثال تصدر هاشتاج “مقاطعة السياحة التركية”، موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، بعدما دشنه شباب إماراتيين، جراء اعتداء الأمن التركى على السياح العرب، وتعرضهم لعمليات سرقة ونصب. الحقيقة هنا أن الأوضاع الجيوسياسية هى أحد الأسباب، إن لم تكن السبب الرئيسى وراء تراجع سعر صرف الليرة التركية من ناحية وتراجع معدلات السياحة من ناحية أخرى، خاصة بعد تصريحات الرئيس التركى سواء فيما يتعلق بالملف الخارجى أو الداخلى والتى كانت مرتبطة بالاقتصاد، وأدت إلى تراجع الاستثمارات الخارجية. أضف إلى ذلك أن التدهور الحالى للاقتصاد يعود إلى البرنامج الذى وضعه حزب العدالة والتنمية الحاكم فى عام 2002، والذى اعتمد على هيكلة الاقتصاد، حسب الدكتور عمرو عدلى، الباحث فى معهد كارنيجى. كما أن هناك أسبابًا ساهمت فى تراجع العملة التركية، كارتفاع الدولار والبترول، خاصة أن تركيا تعد مستوردًا كبيرًا للطاقة، كل تلك الأمور أدت إلى انخفاض قياسى لليرة مقابل الدولار، ليبلغ التضخم أعلى نسبة بين الأسواق الناشئة، وترتفع البطالة بنسة 13%. وفى هذا الصدد، طالب السيناتور الأمريكى جيمز لانكفورد رجال الأعمال بـ”عدم ضخ استثمارات مجددا إلى تركيا “، موضحًا أن الحكومة التركية لا تتعامل بشكل جيد مع المواطنين الأمريكيين”، قائلا: “إن تركيا لم تعد دولة جيدة لضخ استثمارات”. ولفت إلى أن تركيا تغيرت كثيرًا فى أعقاب محاولة انقلاب يوليو 2016، مشددا على ضرورة عدم زيادة الاستثمارات فى تركيا إلى أن “نعرف أن المواطنين الأمريكيين فى أمان هناك”. فيما نصح رجل الأعمال السعودى، بدر الراجحى، من يملكون أملاكًا فى تركيا بالهروب حتى لو بنصف ثرواتهم، مؤكدًا أن اقتصاد تركيا الأسوأ منذ أكثر من 15 سنة، وأن الحكومة لازالت تسعى لتخفيف تلك الأزمة، لكن الأزمة أكبر من قدرة تركيا، فالسياحة والصناعة هى المنعش، وحاليا السياحة فى تراجع.

مشاركة :