الاختبار طوره باحثون بجامعة "كينجز كوليدج" في لندن، وعرضوا نتائج أبحاثهم، اليوم الثلاثاء، أمام مؤتمر الجمعية البريطانية لأمراض القلب والأوعية الدموية، الذي يعقد في مدينة مانشستر، في الفترة من 4-6 يونيو/حزيران الجاري. وأوضح الباحثون، أن الاختبار الجديد الذي يطلق عليه اسم (CMyC)، يستخدم تقنية مشابهة للاختبار التقليدي الذي يفحص مستويات بروتين "التروبونين" في الدم، ولكنه يحلل مستوى بروتين آخر يسمى "الميوسين". وأضافوا أن مستويات بروتين "الميوسين"، تزيد في الدم بسرعة أكبر بعد الإصابة بالنوبة القلبية، أكثر من بروتين "التروبونين"، ما يعني أن الاختبار يمكن أن يستبعد الإصابة بأزمة قلبية في نسبة أعلى من المرضى على الفور. وقام الفريق الدولي، بدعم من مؤسسة القلب البريطانية، باختبار دقة وفاعلية الاختبار الجديد على عينات دم من 776 مريضًا في جميع أنحاء أوروبا. واكتشف الباحثون، أن المرضى الذين عانوا من نوبات قلبية، كان بروتين "الميوسين" موجودًا لديهم في الدم بتركيزات عالية، بنسبة 95 بالمائة بما يكفي للحصول على تشخيص فوري لإصابتهم بالنوبات القلبية. وأثبتت النتائج، أن الاختبار الجديد تفوَق على اختبار بروتين "التروبونين" التقليدي، والذي كان قادرًا فقط على تشخيص حوالي 40 بالمائة من الحالات في وقت سريع وفوري. ويرجع ذلك أساسًا إلى أن "التروبونين" يستغرق وقتًا أطول للوصول إلى المستويات القابلة للاكتشاف في الدم بعد تعرض الأشخاص لأزمة قلبية على عكس بروتين "الميوسين". ويأمل الباحثون حاليًا في التواصل مع الشركات المعنية لإنتاج الاختبار في صورة جهاز محمول لاستخدامه في سيارات الإسعاف والعيادات، في البلدان التي يضطرون فيها إلى قطع مسافات طويلة لنقل المرضى إلى أقرب مستشفى لهم في حال تعرضهم لنوبات قلبية. وحسب الدراسة، يمكن لهذا الجهاز اليدوي البسيط أن يحل محل العمليات التي تستغرق وقتًا طويلاً في إرسال العينات إلى مختبرات المستشفى لتحليلها. وقال البروفيسور جيريمي بيرسون، المدير الطبي المشارك في مؤسسة القلب البريطانية: "غالباً ما يكون من السهل تشخيص الإصابة بالنوبات القلبية الكبيرة باستخدام رسم القلب، ولكن النوبات القلبية الأصغر، والتي هي أكثر شيوعًا وتهددًا للحياة أيضًا، هي أكثر تحديًا". وأضاف أن "هذه النوبات يتم اكتشافها باستخدام اختبار التروبونين، منذ 20 عامًا، وهو حاليًا الأداة الأقوى لدينا لتشخيص مثل هذه النوبات القلبية، ولكن هناك دائمًا مجال للتحسين". وأوضح أن "هذه النتائج الأولية مع اختبار (cMyC) تبدو واعدة جدا للمرضى، الذين يمكن تشخيص إصابتهم وعلاجهم بسرعة". ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث أن عدد الوفيات الناجمة عنها يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ من أسباب الوفيات الأخرى. وأضافت المنظمة أن نحو 17.3 مليون نسمة يقضون نحبهم جرّاء أمراض القلب سنويًا، ما يمثل 30 بالمائة من مجموع الوفيات التي تقع في العالم كل عام، وبحلول عام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنويًا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :