وفاة مذيع النكسة أحمد سعيد في ذكراها 51

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة – القبس | توفي فجر أمس الإذاعي المصري المخضرم أحمد سعيد مؤسس إذاعة صوت العرب وصاحب البيانات الرسمية التي تلاها بصوته عبر الإذاعة عند وقوع حرب الخامس من يونيو 1967، التي شهدت نكسة الجيشين المصري والسوري، واحتلال إسرائيل مزيداً من الأراضي العربية. ورحل سعيد عن عمر ناهز 93 عاما، ونعاه رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين في بيان رسمي، باعتباره أحد رواد العمل الإذاعي ومؤسس إذاعة صوت العرب. وتزامنت وفاة سعيد مع ذكرى نكسة يونيو/حزيران، ولا يزال المصريون يذكرون صوت سعيد في مثل هذا اليوم منذ أكثر من نصف قرن، وهو يتلو بفخر، عبر الإذاعة، بيانات تحدثت عن إسقاط عشرات الطائرات وتدمير مئات المعدات الإسرائيلية وعن انتصار مصر الساحق على إسرائيل، بينما كانت الإذاعات العالمية تتحدث عن هزيمة مدوية للقوات المصرية والسورية، وسقوط سيناء بيد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما دفع سعيد إلى تقديم استقالته من الإذاعة التي ترأسها لمدة 14 عاما. وسبق أن نفى سعيد عن نفسه تهم الترويج لنظام الرئيس جمال عبد الناصر ولانتصار مزيف وقال في حوار سابق له: «لا تستطيع أي صحيفة أو إذاعة أو قناة تلفزيونية عندما يأتي إليها بيان من أي وزير في الدولة وهي في حالة حرب أن تمتنع عن نشره». وولد سعيد عام ١٩٢٥، وعمل مذيعاً رئيسياً منذ انطلاق برنامج «صوت العرب» عبر «إذاعة القاهرة»، وأسس إذاعة «صوت العرب» عام 1953، وهي إحدى أشهر الإذاعات المصرية التي بثت لجميع أقطار العالم العربي باللغة العربية. «هذا عدوك» حصل سعيد على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1946، وعين مذيعاً رئيسياً منذ انطلاق برنامج صوت العرب عبر إذاعة القاهرة، ومديراً لإذاعة صوت العرب عند تأسيسها عام 1953، وحتى عام 1967. كما عمل فترة في مجلة «آخر ساعة» و«روزاليوسف» و«الكواكب»، والتحق بالإذاعة سكرتيرا فنيا لمديرها، ثم تولى إدارة برنامج العلاقات الخارجية عام 1950. سافر إلى منطقة القناة، واشترك في عمليات الفدائيين ضد القوات البريطانية في بورسعيد والإسماعيلية والسويس والتل الكبير، وسجل هذه العمليات الحربية وأذاعها في الراديو، وأدخل خلال فترة عمله بصوت العرب، الكثير من التجديدات على أساليب الكتابة الإذاعية، والخرائط البرامجية، وأساليب العمل الإذاعي، كما استخدم الفكاهة في التعبير السياسي والسخرية في برنامجه الشهير «هذا عدوك»، واستخدم السيمفونيات العالمية المعبرة عن كفاح الشعوب مثل «البولونيز» لشوبان. صحافة النكسة.. نكسة أخرى مارست الصحف المصرية في 5 يونيو 1967 الخداع، وخرجت بعناوين وأخبار مغايرة لما يجري على أرض المعركة، متحدثة عن انتصارات وهمية فيما كانت الجيوش العربية تتلقى أقوى هزيمة من قبل العدو الاسرائيلي. وبتاريخ 6 يونيو 1967 كتبت جريدة «الأخبار» تحت عنوان «أخبار الانتصار على الجبهة المصرية في سيناء وغزة وشرم الشيخ.. البلاغات العسكرية عن المعركة ساعة بساعة» لتنشر فيها نص البلاغات العسكرية التي أذاعها المتحدث العسكري المصري من البيان رقم 1 إلى البيان رقم 17، وتشير فيها إلى إسقاط الطائرات الإسرائيلية وأسر الطيارين الإسرائيليين. أمّا جريدة «الجمهورية» فكانت مانشيتاتها كالتالي: المعركة الفاصلة تدور الآن داخل إسرائيل.. قواتنا تسلمت زمام المبادأة وتوغلت داخل إسرائيل بعد أن دمرت دباباته، وأحبطت محاولاته للهبوط بالهليكوبتر.. سلاح الجو الإسرائيلى يلقى أكبر هزيمة فوق الأرض العربية.. 86 طائرة أسقطها سلاحنا الجوي و50 أسقطتها سوريا و23 أسقطتها الأردن والعراق 7 وواحدة لبنان، القوات السورية والأردنية والعراقية تضرب مواقع العدو، وتتوغل داخل أراضيه على طول الجبهة، تدمير مطارات العدو وضرب مصفاة البترول في حيفا، وإشعال النيران في 5 مستعمرات إسرائيلية.. القوات الأردنية تستولي على جبل المكبر وتطارد قوات العدو في القدس المحتلة وتحتل مستعمرة زايد. أمّا جريدة «الأهرام» في نفس اليوم فحملت عناوين: معارك ضارية على كل الجبهات مع العدو.. بدأ العدو الإسرائيلي هجومه على الجبهة المصرية جواً وبراً ابتداء من الساعة 9 صباح أمس.. إسقاط أكثر من 115 طائرة للعدو خلال هجماته الأولى.. وأسر وقتل عدد من طياريه، صد 3 هجمات إسرائيلية بالمدرعات في مناطق الكونتيلا وأبوعجيلة وخان يونس، قواتنا توجه ضربات متلاحقة للعدو وتلحق به خسائر فادحة في البر والجو. وتستمر «الأخبار» في 7 يونيو وتكتب: قواتنا تطارد في عنف مقاتلات أميركا وبريطانيا، كبدنا العدو خسائر فادحة في الطائرات منها 9 فوق أبوعجيلة وخان يونس وأسرنا 8 طيارين.. البوارج العربية ضربت قلب تل أبيب.. القوات العراقية والسورية تدك المستعمرات الصهيونية.

مشاركة :