رحيل الإذاعي المصري أحمد سعيد..عشية ذكرى «النكسة»

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رحل مساء أمس، الاثنين ، الإذاعي المصري المخضرم، ومؤسس إذاعة «صوت العرب» أحمد سعيد، عن عمر ناهز 93 عاما.. وتجلت المصادفة في وفاة الإعلامي المصري، أحمد سعيد، عشية ذكرى النكسة الـ 51، وقد ارتبط اسمه وصوته المشحون بالوطنية والغضب، بأيام الحرب الستة، عبر إذاعة «صوت العرب» والبيانات التي تحدث فيها عن تقدم الجيوش العربية، وإسقاط وتدمير طائرات الجيش الإسرائيلي، عكس ما كانت تذيعه إذاعات عالمية أخرى..وقد صرح سعيد قبيل وفاته بأنه نقل البيانات، التي كانت تأتي إليه من مصادر رسمية وكان ملتزما بإذاعتها دون تغيير، ولا تستطيع أي صحيفة أو إذاعة أو قناة تليفزيونية عندما يأتي إليها بيان من أي وزير في الدولة وهي في حالة حرب أن تمتنع عن نشره.         ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، الإذاعي المصري، قائله  إن «الإذاعي الراحل لم ينقطع أبدا عطاؤه، وقدم خلال مشواره إعلاما مهنيا هادفا، وله إسهامات كبيرة في تطوير وتجويد العمل الإذاعي، وتتلمذت على يده أجيال عديدة، وكان نموذجا يُحتذى به في المهنية».     أحمد سعيد ـ مواليد 28 أغسطس/ آب 1925 ـ يعتبر واحدا من أهم المذيعين في الإذاعة المصرية في تلك الحقبة، وعُرف بأسلوبه المميز في الأداء الإذاعي في ذروة انتشار صوت العرب كصوت لثورة يوليو/ تموز 1952.. واشتهر في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي..عمل فترة في مجلة «آخر ساعة» ، و«روز اليوسف»، و«الكواكب»، والتحق بالإذاعة سكرتيرا فنيا لمديرها، ثم تولي إدارة برنامج العلاقات الخارجية عام 1950 .. سافر إلي منطقة القناة، واشترك في عمليات الفدائيين ضد القوات البريطانية في بور سعيد والإسماعيلية والسويس والتل الكبير، وسجل هذه العمليات الحربية وأذاعها في الراديو فكان لها اثر لدي الجماهير من الشعب.    رأس أحمد سعيد إذاعة صوت العرب لمدة 14 عاما منذ تأسيسها في عام 1953 وحتى تقدم باستقالته في سبتمبر/ أيلول عام 1967 عقب نكسة يونيو/ حزيران، وهزيمة الجيش المصري واحتلال إسرائيل شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان السورية.    أدخل خلال فترة عمله بصوت العرب الكثير من التجديدات على أساليب الكتابة الإذاعية، والخرائط البرامجية، وأساليب العمل الإذاعي، كما استخدم الفكاهة في التعبير السياسي والسخرية في برنامجه الشهير (هذا عدوك) واستخدم السيمفونيات العالمية المعبرة عن كفاح الشعوب مثل «البولونيز» للموسيقار العالمي شوبان.    من أعماله الإبداعية مسرحية «الشبعانين» عام 1966.. ومن أشهر برامجه في صوت العرب « أكاذيب تكشف حقائق» بدأ عام 1959.. ودعا الإعلامي الراحل عددًا كبيرًا من الفنانين العرب الي زيارة مصر لأول مرة مثل (فيروز والاخوان رحباني) لتسجيل الحان عن فلسطين، كما اقنع عبد الحليم حافظ والموسيقاركمال الطويل وأالشاعر حمد شفيق كامل بالتعاون مع صوت العرب لتقديم صورة غنائية تحكي قصة الاستعمار من واقع تعليق كان قد أذاعه..كما قام بتقديم الشاعر «نزار قباني » للموسيقار محمد عبد الوهاب، وكان التعاون بينهما فتحًا عظيمًا آنذاك.    كان أحمد سعيدن  أول من فكر في تقديم المسلسلات الوطنية بالإذاعة، مثل:« في بيتنا رجل» لتكون أول مسلسل وطني تقدمه إذاعة عربية.. وفي عام 1959 وضع الصياغة النهائية لكتابة القومية العربية، وكتب برنامجًا لإذاعة عربية عن هجرة «نبي الإسلام» أوضح من خلاله فكرة سياسية، هي: هكذا كان أجدادنا في الماضي، وهكذا يجب ان يكون العرب في المستقبل.    وفي عام 1965 اختاره مجلس الأمة المصري ليكون عضوًا في الوفد الذي يمثله في احتفالات بريطانيا بمناسبة مرور 700 عام علي بدء الحياة الديمقراطية في الجزر البريطانية، ولكن الحكومة البريطانية طلبت من الرئيس جمال عبد الناصر رفع اسم أحمد سعيد من قائمة الوفد المصري المسافر إلى لندن ، بعد اعتراض مجلس العموم البريطاني  عليه، بتهمة تحريضه على قتل الجنود البريطانيين في عدن،  ورفض الرئيس عبدالناصر الطلب البريطاني. وكادت أن تحدث أزمة بين البلدين حتى تدخل رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون   وألقى خطابا في مجلس العموم لاحتواء الموضوع.

مشاركة :