«ميوز لاونج»... ناقشت الكتاب الثالث في سلسلة «امنحني 9 كلمات»

  • 6/6/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أقامت مكتبة «ميوز لاونج» في مجمع سيمفوني حلقة نقاشية حول الكتاب الثالث من سلسلة «امنحني 9 كلمات»، والتي كانت بمثابة ورشة نقدية، بحضور المؤلفات اللائي ساهمن في تأليف الكتاب، وهن: استبرق أحمد، تسنيم الحبيب، خولة سامي سليقة والمشرفة على المشروع فتحية الحداد، وشاركت في اللقاء ريما محمود وجيهان عبدالعزيز. المناقشة تخللها قراءة تعزز رؤية المحاورين، فاستمع الحاضرون لنص «احتجاب» الذي صاغته تسنيم الحبيب بلغة شعرية عالية على وقع ثيمة «الإنترنت» حين كتبت: «هل لكل شيء بداية؟ لقد بدأت هناك في تلك الغرفة المنسقة، حين انتشر عبق البخور، وسكبتُ بيدي الشاي المنكه بالهال في قدح الخجل (...) بُحتُ بك لأن قوتكَ أقحمتك في اللحظة الفارقة». من جانبها قرأت خولة سليقة نصها المعنون «اجترار» والذي اختزلت فيه كلمة «تلفاز» متناولة اختناق المرأة في الأحياء البسيطة، بين ضغط الحياة العصرية التي ترسم صورة لامرأة رشيقة لا يداهمها الشيب ولا تغلبها التجاعيد، ومتطلبات الزوج واشتهائه لما يراه عبر التلفاز وغيره. حياة مُكلفة ماديا، مُجهدة نفسيا لامرأة مستنزفة، ربة بيت تبحث عن حلول مستحيلة.. تغضب... تستنجد وعلى حدود الانهيار نسمع استغاثتها في أول النص ونهايته وهي تصرخ: أطفئوا التلفاز الزفت! في هذا اللقاء، قرأتْ ريما محمود نص «مقادير» الذي جسد احتفاء الكاتبة استبرق أحمد بكلمة «الأصدقاء». هذه المفردة كانت ضمن تسع كلمات تناولها الكتاب وهي: الإذاعة، الأصدقاء، الإنترنت، التلفزيون، المتحف، المدرسة، المسرح، المطبوعات، المكتبة. في نص «مقادير» تقول الكاتبة: «برهافة أصابع الحنكة، أضع مقادير المحبة، لا خطوات صعبة في انسياب نكهة الأصدقاء.. طريقي إلى الكميات المتوازنة يحتاج فقط لقـيمة التفاني، وقلبا (حليبيا) أبيض يقابلني». وتناول المتحاورون نقاطا مختلفة حول اللغة والأسلوب والثيمة واجمعت الآراء على أن هناك سمة مشتركة تطرأ على النصوص رغم أن كل مؤلف كتب على حدة. من يقرأ النصوص مجتمعة سيلاحظ مثلا آلية الكتابة وكيفية اضفاء الرمزية من خلال اعادة صياغة عناصر الواقع ووضعها في قالب مقادير طبق الحلو أو مكونات الحساء. في هذا الصدد قاربت سليقة بين نص «مقادير» ونص «أولاد الساحرة»، فقالت: «الجميل أننا في هذا الكتاب نصادف نصوصا تلتقي وان اختلفت الكلمة التي تم التعامل معها». استبرق أحمد أدرجت مقادير وصفتها للصداقة. أما مي الشراد وفي تناولها لكلمة «مطبوعات»، فقد كتبت نص «أولاد الساحرة» لتُقدم حساءً من الكتب والعلوم وخليطا سحرياً، فالسر على الدوام في المزيج الذي لا يشبه العناصر وإن هي منه وهو منها. مع «أولاد الساحرة» نقرأ التالي: «حين كان والده صغيراً كنت أطعمه أمهات الكتب، أقشرها وأقطع صفحاتها وإن جاوزت المئة. أشرحها كلمة كلمة وحرفاً حرفاً. بحب وشغف أطهوها على نار هادئة حتى يستطيع مضغها». الكتابة... الفعل الموازيآلية التعبير أو التأليف لم تكن التقاطع الوحيد بين نصوص «امنحني 9 كلمات»، فقد أضحت «الكتابة» نفسها محور تقاطع وفعل يتجسد أمام المشاركات في تأليف النصوص لتصبح -الكتابة- هم مشترك أو غواية حاضرة. في تعليقها على النصوص تقول الحبيب: «أكثر من نص ركز على الكتابة والحرية في الكتابة وتقصي المعنى ففي نص الشبكة والبحر». وكتبت أحمد: «ونحن الكُتاب لنا قواربنا في الشتات، زوادتنا شبكات الخيال والتفاصيل، نسيح بين مختلف الصيادين، نصادفهم بسنارة عزلتنا». وتتعرض الحبيب لأكثر من نموذج فتشير إلى نص «ورقة طلاق» الذي كتبته فتحية الحداد حيث نقرأ: «اليوم الأول من نوفمبر 2017 وأنا أحاول أن أتذكر تلك الورقة من دفتر المدرسة، ماذا كتبت فيها أو عليها؟ هل كانت الخاتمة على السطر الأخير أم أني اكتفيت بالسطر الأول من الورقة؟ ما مقدار البوح الذي جاء بها سوادا؟ هل التخلص من الورقة يعني التخلص من همومنا»؟  في جانب آخر من النص تقول الحداد: «في هذه اللحظة وأنا أعيد تشكيل صور قديمة لسنوات مضت يتدخل عقلي أو هو وعي الذي يسألني: هل كتبتُ يومها بالقلم الرصاص أم الناشف؟ سؤال أجده هامشيا. أحاول الاستمرار في كتابة هذا النص لكني أشعر بأن قرينتي تهزني من كتفي، تنتظر إجابة ما».الكتابة شخصية حاضرة في نصوص «امنحني 9 كلمات» وهي شخصية لا تُفوت فرصة للتعبير عن نفسها. في نص «أنا وقضيب النخيل» لخولة سليقة مثلا نقرأ التالي: «طالبا مني تفسير ما أشكل عليه فهمه بين مناسبة لنص أو بعض المفردات والتراكيب اللغوية الغريبة، مؤكدا استمتاعه وانبهاره بما يقرؤه من بديع تشبيهاتي المبتكرة». أما الحبيب فحينما تعاملت مع كلمة «إنترنت» جعلت من الاسم المستعار منصة لمواقف يُجبر فيها الكاتب أو الكاتبة على التنازل عن اسمه الحقيقي وربما كيانه أيضا.جدير بالذكر أن الكتاب الثالث من سلسلة «امنحني 9 كلمات» ضم أسماء أخرى وهي: أسماء العوضي، داليا أمين أصلان، سارة علي الفارسي، فاطمة الفضلي، الدكتورة عالية شعيب، نجوى الروح الهمامي، وكتبت مقدمته فتحية الحداد باحترافية أوجزت الهدف: «من خلال الكتابة عن تلك القنوات- الكلمات التسع- نحاول إدراك التراكمات التي يُخلفها المحيط الذي نعيش فيه، وقد نستوعب مجدداً طبيعة الضغوط التي نتعرض لها، وربما تُفْهِمُنا الرسائل التي تم بثها إلى وعينا فصارت جزءاً من ذائقتنا وتجاوبنا مع هذه القضية أو رفضنا لتلك».

مشاركة :