ابن الديرة يلفت النظر في البرنامج الثقافي الذي أعلنته دائرة الثقافة في الشارقة نحو إحياء موسمها المقبل، أن مشروع الشارقة الثقافي الذي تنهض به دائرة الثقافة وهيئة الشارقة للكتاب ومعهد الشارقة للتراث وغير ذلك من المؤسسات المتخصصة والمعنية بشكل مباشر وغير مباشر، هو مشروع عربي في الصميم. اللافت، إلى ذلك، أن كون المشروع عربياً لا ينفي محليته ووطنيته، فالاكتمال والتكامل سمتان تميزان مشروع الشارقة الثقافي والحضاري بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.نتناول اليوم النزوع المحمود لمشروع الثقافة الحضاري نحو أن يكون عربياً، وأبعد من ذلك، نحو أن يكون عالمياً، وتجليات ذلك باتت اليوم مشاهدة وملموسة، ومن يتأمل برامج الموسم الثقافي الجديد لدائرة الثقافة يتوصل، ببساطة، إلى هذه الحقيقة، حيث النشاط مقام في الشارقة وفي حواضر ومناطق عربية عدة في مشرق الوطن العربي الكبير ومغربه، مشتملاً على المسرح والتراث والتشكيل والتاريخ والفكر، ومشتملاً خصوصاً على الشعر بأنواعه، حيث تتعهد الشارقة اليوم، وهذا مصدر اعتزاز كل مثقف إماراتي وعربي، قضية إحيائه وبث روحه في المجتمع، كما أن في احتضان الشارقة المقر الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إشارة واثقة وقوية إلى المركز والدور. وفي مارس/آذار الماضي، حضرت الشارقة في باريس الحضور المشرف للشارقة والإمارات والعرب، بحضور نخبة من الكتاب والأدباء والمفكرين والإعلاميين الإماراتيين والعرب، يتقدمهم راعي العلم والثقافة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وكان لكل ذلك رمزيته الجميلة الطاغية، ولسوف يبقى مشهد توقيع 41 كاتباً وشاعراً وروائياً إماراتياً وعربياً كتبهم المترجمة إلى الفرنسية للجمهور الفرنسي في جناح الشارقة في معرض باريس الدولي للكتاب راسخاً في العقول والقلوب. حضارة وذوق وثقافة الشارقة والإمارات والوطن العربي كانت هناك، وكان مستقبل العرب حاضراً بين الماضي والحاضر.لن تكون خطوة باريس الخطوة الأولى والأخيرة في هذا السباق المضيء الجميل، وفي الأفق القريب، بدءاً من الثاني من أغسطس/آب المقبل مشاركة الشارقة كضيف شرف في معرض ساو باولو الدولي للكتاب، بحضور مشرِّف لا يقل عن حضور معرض باريس الذي كانت فيه ضيف شرف مميزاً، فيما تعقد اللجنة الاستشارية لمكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب (2019) اجتماعها الأول قريباً برئاسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وذلك نحو وضع خطة شاملة تسهم بما هو أبعد وأعمق في تكريس الشارقة عاصمة كتاب، ومركز ثقافة وحضارة على مستوى الإقليم والعالم.يبقى أن دور الكتاب والأدباء والمثقفين العرب الإسهام الحقيقي والمخلص في إنجاز وإنجاح مشروع الشارقة الثقافي والحضاري، وهو المشروع العربي في الصميم، وأفضل ما يمثل العرب في العالم وما يقدم العرب للعالم. ebnaldeera@gmail.com
مشاركة :