أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية أمس، سحب آخر قواتها من مدينة منبج السورية، التي هددت تركيا مراراً بشن عملية عسكرية ضدها قبل أن تتفق لاحقاً مع الولايات المتحدة على «خريطة طريق» بشأنها، فيما أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن «خريطة الطريق» التي وضعتها الولايات المتحدة وتركيا حول منبج سيكون تطبيقها «معقداً» وطويلاً، إذ لا يزال ينبغي مناقشة كثير من التفاصيل.ويأتي البيان غداة محادثات بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وتركيا أكدا خلالها «دعمهما لخريطة طريق» حول تعاونهما بشأن المدينة الواقعة في ريف حلب الشمال الشرقي والتي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود التركية. وقالت الوحدات الكردية، في بيان إنها بعدما أبقت لأكثر من عامين على مدربين عسكريين في مدينة منبج بعد طرد تنظيم «داعش» منها لتدريب مقاتلين محليين، «قررت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب سحب مستشاريها العسكريين من منبج». وأوردت الوحدات الكردية في بيانها، إن المجلس العسكري في منبج المؤلف من مقاتلين محليين «تسلم زمام الأمور» بعد طرد تنظيم «داعش» منها، «وقامت قواتنا بالانسحاب من المدينة»، لكنها أبقت بطلب من مجلس منبح العسكري المنضوي أيضاً في قوات سوريا الديمقراطية، على «مجموعة من المدربين العسكريين... بصفة مستشارين عسكريين لتقديم العون للمجلس العسكري في مجال التدريب، وذلك بالتنسيق والتشاور مع التحالف الدولي». وقررت الوحدات سحب مستشاريها حالياً بعد «وصول مجلس منبج العسكري إلى الاكتفاء الذاتي». من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه سيتم نزع سلاح مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لدى مغادراتهم مدينة منبج في شمال سوريا في إطار خريطة طريق متفق عليها مع الولايات المتحدة. وأضاف أن العمل المشترك على خريطة الطريق التي اتفق عليها مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن الاثنين سيبدأ خلال عشرة أيام وسينفذ في غضون ستة أشهر. وقال إن هذا النموذج يتعين أن يطبق في المستقبل على الرقة وكوباني ومناطق سورية أخرى تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.في غضون ذلك، قال المسؤول الأمريكي للصحفيين إن الهدف من الاتفاق هو «الإيفاء بالالتزام الأمريكي بنقل وحدات حماية الشعب الكردية إلى شرق نهر الفرات»، لكن المسألة تتعلق «بإطار سياسي أوسع ينبغي التفاوض حول تفاصيله»، مشيراً إلى أن تطبيقه سيتم «على مراحل تبعاً للتطورات الميدانية». وأكد أنه سيتم «تشكيل دوريات مشتركة» لكنه نفى وجود جدول زمني محدد. وقال «نحن مصممون على العمل بأقصى سرعة ممكنة»، ولكن التواريخ التي أشارت إليها وسائل الإعلام «لا تعبر عن شيء ملموس». وأضاف «لن يكون الأمر سهلاً. التطبيق سيكون معقداً (ولكن) الجميع سيستفيدون منه لأنه سيؤمن استقرار منبج على المدى الطويل». واكتفى بالقول «سننتقل إلى المرحلة المقبلة حين تنتهي الأولى». (وكالات)
مشاركة :