بدأ وفد يمثّل قوى كردية معترضة على نتائج الانتخابات الاشتراعية العراقية التي أُجرِيت أخيراً، سلسلة لقاءات في بغداد مع قوى سياسية، في إطار محاولات لإلغاء النتائج المشكوك فيها بداعي «التزوير»، في وقت دحضت حكومة أربيل ادعاءات وردت في تقرير دولي في شأن حصول «خروق وترهيب» في العملية الانتخابية. وكانت أحزاب كردية تضم «تحالف الديموقراطية والعدالة»، و «حركة التغيير»، و «الجماعة الإسلامية»، و «الاتحاد الإسلامي»، إضافة إلى الحزب «الشيوعي الكردستاني» و «الحركة الإسلامية»، اللذين لم يحرزا أي مقاعد في الانتخابات، اتهمت الحزبين الرئيسين في الإقليم، خصوصاً «الاتحاد الوطني الكردستاني» بـ «التلاعب المبرمج» في النتائج، وهددت بمقاطعة العملية السياسية في بغداد في حال إقرار النتائج النهائية من دون «استعادة الأصوات المسروقة». وأكد الناطق باسم «الديموقراطية والعدالة» ريبوار كريم أن «وفداً من القوى المعترضة على نتائج الانتخابات برئاسة برهم صالح (زعيم التحالف)، وصل مساء الإثنين إلى بغداد لإجراء مشاورات مع الأطراف السياسية، والتباحث في شأن التحقيق في عمليات التزوير شابت نتائج الانتخابات»، مشيراً إلى أن «هذا التحرك لن يقتصر على الصعيد المحلي بل ستكون هناك جهود على المستوى الدولي». ونفى أن «يكون الغرض من الزيارة البحث في التحالفات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة». وتأتي هذه الخطوة، بعدما أعلنت القوى المعترضة تقديم «مئات الوثاق والأدلة الدامغة التي تثبت عمليات تلاعب وتزوير» إلى القضاء، مشيرة إلى أن تلك الأدلة تثبت «تورط» حزب «الاتحاد الوطني» بـ «سرقة» نحو 150 ألف صوت لمصلحة ستة من مرشحي لائحته في السليمانية، وهو ما تبين من خلال تكرار رقم محدد لـ»الباركود» (شيفرة التعريف الخاصة بالناخب). وحذرت قوى معارضة أمس، من أن «آلافاً من صناديق الاقتراع المحفوظة في مخازن وقاعات في مدينة السليمانية ليست في أيد أمينة، ولا يمكن الوثوق في محتواها، لأنها لم تكن تحت حراسة». على صلة، قال مسؤول الرد على التقارير الدولية في حكومة إقليم كردستان ديندار زيباري إن «الانتخابات في الإقليم سرت بشكل آمن، وكانت نسبة المشاركة في التصويت أكبر من باقي المناطق العراقية»، لافتاً إلى أن «عدداً كبيراً من النساء ترشحن لخوض المنافسة». وأكد أن «ما قيل عن ترحيب عدد من القوى الكردية بالنتائج ليس صحيحاً»، مذكّراً بأن «الأحزاب الرئيسة أعلنت استعدادها لمراجعة النتائج والاطمئنان على شفافية العملية الانتخابية». في غضون ذلك، أكد مسؤولون في حزب «الاتحاد الوطني» أمس، أن لجنة منه ستبدأ قريباً بعقد لقاءات مع قوى سياسية كردية، وفي مقدمها الحزب «الديموقراطي»، «للوقوف على وجهات النظر المختلفة حول المشاركة في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، في انتظار حسم مسألة الشكاوى والطعون المتعلقة بنتائج الانتخابات من قبل المفوضية».
مشاركة :